شرفة مقهى في الليل لخالد مطلك

alrumi.com
By -
0

واحدة من اجمل ما تركته لنا عبقرية فان كوخ ، هذه لوحة التي لا امّل من مشاهدتها ، وهي لاسباب غامضة تبعث في نفسي مشاعر عميقة ، بينها البهجة والهدوء الداخلي ، وذكريات مشوشة عن شتاءات بعيدة ، هناك حيث الوحشة اللذيذة التي يحاول المرء ان يتنكر لها ، ولكنه من غير ارادته يندفع نحوها بشراسة .
انجزت هذه اللوحة عام 1888 دون ان يترك عليها الفنان توقيعه ، ولكنه ذكرها بالتفصيل في ثلاث رسائل بعثها لشقيقه وشقيقته .
وهذا مقطع من رسالة لشقيقته يتحدث فيها عن لوحته هذه ويعطي في بضعة اسطر منها دروسا في اللون والفضاء والضوء والحس والمزاج والاندفاعات التعبيرية لدى الفنان ...
" اعمل في الوقت الحالي ، على لوحة تمثل الواجهة الخارجية لمقهى ليلي. وعلى الشرفة كان هناك عدد قليل من رواد هذه المقهى . ثمة فانوس اصفر كبير يضيئ الشرفة والواجهة الخارجية ، بل ويلقي ضوءه على حجارة الرصيف بنغمة اللون البنفسجي المائل الى الوردي. والاجزاء العليا من البيوت، هي تماماً مثل الطريق الذي يتلاشى تحت السماء الزرقاء المرصعة بالنجوم،
باللون الأزرق الداكن او البنفسجي مع شجرة خضراء. لدينا ليل من دون لون اسود ومن دون اي شيئ آخر عدا جمال اللون الأزرق او البنفسجي والأخضر ، وفي هذا الفضاء تلون المساحة المضاءة نفسها بالأصفر الكبريتي الشاحب وشجرة الليمون .
يبهجني كثيرا ان ارسم الليل بشكل فوري. في العادة يرسم الفنان ويلون اللوحة في النهار بعد ان ينتهي من التخطيط الأولي. الا انني أحب ان ارسم الليل في الحال. صحيح انني في وقت الظلام اخلط او أتوهم بين الأزرق والاخضر ، او بين الأزرق الليلكي والوردي الليلكي. الا ان هذه هي الطريقة الوحيدة لقضاء ليلتنا التقليدية مع بصيص ضوء شاحب مائل البياض في حين ان شمعة بسيطة تزودنا باغنى ألوان الأصفر والبرتقالي .. "

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)