زيرفان أوسى
انتبهوا من الحب في عصر المادة
أخشى أن ماكينة عمياء
ستحوّله إلى مقبض مسدس
انتبهوا من الحرية
أراها تخضعُ للسجونِ الإنفراديةِ
تجدُ ذاتها كلمةً عاريةً
في جدرانها
انتبهوا من الخريف
ينوي الهاربُ من الخريطةِ
يتفاجأ بنفسهِ منتحراً
ذلك الفصلُ الذي يتبرّأ من المدنِ وأسمائها
انتبهوا من الشكِّ
بصفعة من يدِّ عاوٍ
يتحوّل إلى كتلة يقينٍ هرِمة
انتبهوا من الأوطان
فهذهِ البلادُ
حقائب مستترةٌ
انتبهوا من الموسيقا
يرقصُ الجنودُ على الجثثِ
فتخرج الدماء من النوتات
انتبهوا من الأحلامِ
إنّها مقبرة صغيرةٌ
إنّها مقبرةٌ
في المقاهي والمسارحِ والأزقّةِ
انتبهوا من الشعراءِ
يطعنون في الكلمةِ بظلِّ الغريبِ
يسكنون خارج الكلمةِ
بأرديةٍ من حرير
انتبهوا من المتاحف
روائحُ التاريخِ الكريهةِ
تجمّعتْ في بقعةٍ
انتبهوا من السلام
فهو مشروط بمتاهة الحربِ
انتبهوا من الجوائزِ
فهي أعشاشٌ من حديدْ
انتبهوا من الألوان المتراصة
في شعارات الأحزاب
قد تصيب بالعمى
انتبهوا من العناق
ربما هو سكينٌ تطفو على الجسد
انتبهوا من الرغبةِ
هي توهم الروحَ
كي تذوب في عتمة
انتبهوا من جميع الألهةِ
من البشر.
كردستان العراق