ترجمة: مبارك وساط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
تخيّلوا شابّاً لِوحده، ليس له أحد يسنده.
لحظةَ خَطّتْ بضعُ قَطرات مطر زجاجة نافذته
بدأ يكتب.
مسكنُه صغير قَذِر يُعاشِره فيه فئران.
كم كنتُ أُحِبّ شجاعته.
.
.
.
واحد آخر، تفصله عنه بِضعة أبواب
كان يُشَغِّل أُسطوانات لسِيغُوبْيا** طيلة النّهار
لم يكن يُغادر قَطّ غرفته وما كان أحد لِيَلومَه على ذلك.
في الليل كان يَسمعُ الآخرَ
يَرقن على الآلة الكاتبة، وكان يَجد في ذلك عزاءً.
.
.
.
أَدَبٌ وموسيقى.
كلّ كان يحلم بخيّالةٍ
وباحاتٍ بإسبانيا.
مواكبُ. حفلاتٌ
وبهاء.
.
.
.
أشجار حَوْر.
أيّامُ مَطرٍ ومياهٍ مرتفعة.
أوراقٌ انغرست أخيراً في الثَّرى.
في قلبي، قطعة الأرض الصغيرة هاته
التي تُضيئها العاصفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنوان القصيدة، في الأصل الأمريكي: ـ Aspens ـ أي "الحَوْر الرّجراج"، وهو نوعٌ من الحَور أوراقه كثيرة الارتعاش.
.
* ريموند كارْﭬِر (1938-1988): Raymond Carver
قصّاص وشاعر أمريكي. من أعماله الشّعريّة: "أرَقُ الشّتاء"، "سُرعة الماضي الصّاعقة"، "حيثُ تتمازج المياه"... ومن أعماله القصصيّة: "الكاتدرائيّة"، "اجعل نفسك مكاني"...
** أندرِيس سِيغوبيا ـ Andrés Segovia ـ :
عازف غيتار كلاسيكي إسباني كبير (1893 - 1987).