#ترجمة: محمد علي اليوسفي
الأطفال الموتى لا يغادرون بيوتَهم أبدًا،
فيها يتنقَّلون ويتمسَّكون بأذيال أمّهم عندما تكون منصرفة
إلى إعداد الطعام مستمعةً إلى غليان الماء كما لو أنها تدرس
قوانين البخار والزمن. دائماً هناك-
ويكتسب البيت عمقاً مختلفاً
كما لو أنّ مطراً صامتاً أخذ يهطل
في عزّ الصيف، على الحقول المقفرة.
الأطفال الموتى لا يرتحلون. يظلّون في البيت،
يت
ميّزون بتفضيل اللَّعب في الرواق المسدود،
وفي كلّ يوم يكبرون في قلوبنا إلى حدّ أنّ الألم في صدورنا لا
يتأتّى من قِلَّة حضورهم بل من الإفراط فيه.
وإذا حدث أنْ أطلقت النساء صَرْخَةً في نومهنّ، فإنّ ذلك
يعني أنّهن يشعرن مجدّداً بآلام ولادتهّن.
*
ولد الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس سنة 1909 في عائلة غنيّة سرعان ما عرفت مصيرًا مأسويًّا وإفلاسًا: إذْ مات أخوه ثم ماتت أمّه بداء السّل، وجُنَّ أبوه ثم جُنّت إحدى أخواته. وأصيب يانيس ريتسوس بالسل هو الآخر، في سنّ السابعة عشرة، الأمر الذي ترك أثرًا فيه وفي شِعره. قضى مرحلة المراهقة والشباب بين المصحات والأعمال الشاقّة طلبًا للعيش، ما جعله يقترب من المثال الثوري في كتاباته الأولى على وجه الخصوص ومنها: " تراكتورات" 1934 و " أهرامات " 1935. شارك في المقاومة اليونانيّة وعانى من السّجن والمنفى. وسرعان ما لمع نجمه الشِّعري ونال العديد من الجوائز المحلّية والعالمية. من أعماله الشعريّة الأخرى: " أحياء العالم " 1951 و " سوناتا تحت ضوء القمر" 1956 و " شكل الغياب " 1958 و " خريسوثيميس " 1967-1970 و " الجدار في المرآة " 1973 و " فيدرا " 1974-1975.
توفي يانيس ريتسوس في أثينا سنة 1990.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق