ترجمة ف اطمة بوصوفة. هذا الْحُبّ الْقاسي جدّا الْواهنُ جِدّا النّاعمُ جدّا الْبائِسُ حِدّا هذا الْحُبّ جميلٌ كالنّهار وسَيِّءٌ كالطّقس حينَ...
ترجمة فاطمة بوصوفة.
هذا الْحُبّ
الْقاسي جدّا
الْواهنُ جِدّا
النّاعمُ جدّا
الْبائِسُ حِدّا
هذا الْحُبّ
جميلٌ كالنّهار
وسَيِّءٌ كالطّقس
حينَ يكون الطّقس سَيِّئاً
هذا الْحُبّ الْحَقِيقيّ جِدّا
هذا الْحبّ الجميلُ جِدَّا
البهيجُ جدّاً
الْفَرحُ جِدّا
والنّزِقُ جدّا
يَرتَجِفُ خوْفاَ كطفلٍ في الْظّلْمة
والْواثِقُ مِن نفسه جِدَّا
كرَجُلٍ هادِئٍ في قلبِ اللّيلِ
هذا الْحبّ الّذي أرْهبَ الآخرينَ
الّذي نطَقَهُمْ
الّذي شحّبَهُمْ
هذا الْحُبّ الْمُراقَبْ
لأنّنا كُنّا نُراقِبُه
مُضْطهَد مَجروح مَدْعوس مُجْهَزٌ عليه مُنْكَر مَنْسِيّ
لأنّنا نحنُ اضْطهدناه جَرَحناه دَعَسناه أَجْهزنا عليه أَنْكرناه نَسيناه
هذا الْحُبّ بِرُمّتِه
الْبَعدُ حيٌّ جِدّا
والْمُضيءُ جِدّا
إنّه حُبُّك
إنّه حُبِّي
إنّه ذاك الّذي كان
متجدّدا على الدّوامْ
ولم يتغيّرْ
الْحقيقيُّ جِدّا كنبتة
الْمُرْتَجِفُ جِدّا كالطّيْرِ
السّاخِنُ جِدّا الحيُّ جدّا كالصّيْفِ.
بوسعنا نحن الْإثنان
أنْ نَرحلَ ونعود
بِوسعنا أنْ نَنسى
وأنْ نخلَدَ لِلنّوم مُجدّدَا
أنْ نستيقظ، نتألّم، نَهرُم
نخلدُ إلى النّوم مُجدّدا
نحلمَ إلى آخرِ رمق
نصحو، نبتسم، نضحك
ونستعيد شبابنا
يظلّ حبّنا هنا
عنيد كالأحمق
متّقد كالرّغبة
قاسٍ كالذّاكرة
غبيّ كالندّم
ناعم كالذّكرى
بارد كالرّخام
جميلٌ كالنّهار
هشّ كالطّفل
ينظر إلينا مُبتسماً
يُحادثنا دون أنْ يقول شيئا
وأنا أُصغي إليه مرتجفاً
ثمّ أصرخ
أصرخ لأجلك
أصرخُ لأجلي
أنا أترجّاك
من أجلك من أجلي ومن أجل الّذين يتحابّون
والّذين قد تحابّوا
أجل أصرخ لأجله
من أجلك من أجلي ومن أجل كلّ الآخرين
الّذين لا أعرفهم
ابق هنا
هنا حيث أنت
هنا حيث كنت من قبل
ابق هنا
لا تتحرّك
لا ترحل
نحن من تحاببنا
لقد نسيناك
فلا تنسنا أنت
لم يكن لدينا من سواك على الأرض
لا تدعنا نغدو جثثاً
كلّما ازددت ابتعادا
وحيثما تكون
اعطنا إشارة منك
وفي آخر المطاف عند ركن من الغاب
وسط غابة الذّكرى
ابزغ فجأة
مدّ لنا يدك
وانقذنا.
.... فرنسا
(1900-1977)
شاعر وكاتب فرنسي شهير، ولد في في بلدة نويي سور سين. درس فقط التعليم الإبتدائي. شارك في الحرب العالمية وارسل بعدها للشرق الأوسط لمدة. انضم لعدة مجموعات ادبية ومسرحية وبدأ كتابة السيناريو قبل الحرب العالمية الثانية وعرف أسلوبه ضمن الواقعية الشعرية السينمائية. صدر أول ديوان له عام 1946 وحولت العديد من قصائده لأغان غناها أهم مطربي فرنسا. أشتهر في فرنسا ببساطة كلماته وسلاسة قصائده مما جعلها تدرس في أغلب المدارس في العالم الفرانكوفوني.
ليست هناك تعليقات