ترجمة غسان الخنيزي
-----------------------------------
عندما أتذكر الموتى، فذلك يعني
أنهم يتذكرونني،
هكذا أُوْهم نفسي عن طيب خاطر، بين حينٍ وآخر،
مُحتسبةً أن الماضي
شيءٌ يُرعى بالحنانِ كوجهٍ
أدهشه تجشمي القدوم، رغم
المطر وطول الطريق.
غير أن لسان حالك أن نمضي أيّا ما جرى.
عبارتنا المشتركة أننا أحياءٌ وأصحّاء.
كما لو فلتنا للتو من حفرةٍ
لنقف هنا متألقيـَن.
في النمارق المعلقة التي غُفلَ اسمُها، أناسٌ عديدون
لهم هالاتٌ متوهجة، أو دائرةٌ من خطوطٍ متعرجةٍ تكلّلُ
كل هامةٍ لم تدنِ النظر ولو مرةً إلى الطاولة، بل
ظلّت شاخصةً قُدُماً ليس إلاّ، مثل المرآة إذ تعيدنا إلى أنفسنا من جديد.
واذا اتفق مرةً أن النسوة في تلك المعلقات الوارفة بثيابهنّ البسيطة وحوافّها الكثة والمضاءة،
قد إلتفتْنَ جانباً، صوب التلال،
فلأن مسافةً زرقاءَ قد أُكتُنِفتْ -
هناك. ذاك الذي تلاشى أثره، أو إنه الآن
في طور الرحيل -