توايان (1902 ــ 1980) ـــ پورتريه أندري بريتون (أقلام ملونة على كَتَّان، 1950) ترجمة: مبارك وساط إزاءَ الآلهة ...
![]() |
توايان (1902 ــ 1980) ـــ پورتريه أندري بريتون (أقلام ملونة على كَتَّان، 1950) |
ترجمة: مبارك وساط
إزاءَ الآلهة
إلى لْوِي أراغون
« قبل منتصف الليل بقليل قربَ رصيف الميناء،
« إذا تبعتْكَ امرأةٌ شعثاءُ فلا تتوجَّسْ منها.
« إنّها اللازورد. ليس هنالك ماتخافه من جهة اللازورد.
« ستكون هنالك مزهريّة كبيرة صهباء بين أوراق شجرة.
« بُرجُ أجراسِ قريةِ الألوان الذّائبة
« سيكون لكَ نقطةَ استدلال. خُذ وقتك،
« تذكّرْ. الحَمّةُ السّمراء التي تقذف إلى السّماء بنبْتات الفُطر
« تُحيّيك. »
الرّسالة المختومة من زواياها الثّلاث بِسمكة
كانت الآن تَعبُر في ضوء الضّواحي
كما لافِتة مَحلِّ مُرَوِّض.
والحاصل
أنّ الجميلة، الضّحِيّة، تلك التي كانوا يُسَمّونها
في الحيّ بِهرَم البُليحاء الصّغير
كانتْ لِوحْدها تَحلّ خيوطَ غيمةٍ شبيهةٍ
بكيسٍ صَغيرٍ من الشّفقة.
بعد ذلك بوقت إذْ كانت الدِّرع البيضاء
وهي منصرفة إلى الاهتمامات المنزلِيّة وسِواها
تأخذ، مرتاحةً كما لم تكن قَطّ من قبل،
الطّفلَ من القوقعة، ذلك الذي كان ينبغي أن...
لكنْ لِنلزمِ الصّمت.
كان أتونٌ يمنح
في حِضنه مجالاً لرواية فروسيّة
تَخلب اللبّ.
على الجسر، في السّاعة نفسِها،
كان النّدى ذو رأسِ القطّة يُهدهد نفسه هكذا.
وإذْ يحلّ الليل، - قد تكون الأوهام تبدّدتْ.
ها هم الآباء البِيض يعودون من صلاة السِّتار*
والمفتاح هائلُ الضّخامة مُعلَّق فوقهم.
ها هم حاملو النّبأ العظيم الرّماديّون؛ وأخيراً ها هي رسالتُها
أو شَفَتُها: قلبي هو وقواق بالنّسبة للإله.
لكنْ ما إن انتهت من الكلام، حتّى لمْ يبق هناك سوى جدار
يترجّح في قبر كما شراع رماديّ حالك.
الأبديّة تبحثُ عن ساعة يَد
قُبيل منتصف الليل قُرب رصيف الميناء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* صلاة السّتار: صلاة العَصْر عند المسيحيّين. أمّا "الآباء البِيض"، فهي التسمية الرّسمِيّة للمبشّرين بالمسيحيّة في إفريقيا.
ليست هناك تعليقات