Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

الْعقلُ والْقلبُ: تشارلز باوكاوسكي

* وَحِيدُونَ دُونَ سَبَبْ وَحِيدُونَ لِلْأبَدْ وكانَ مِنَ الْمُفْتَرَضِ أَنْ نَكُونَ عَلَى هَذا النَّحْو لَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُفْتَ...


*
وَحِيدُونَ دُونَ سَبَبْ
وَحِيدُونَ لِلْأبَدْ

وكانَ مِنَ الْمُفْتَرَضِ أَنْ نَكُونَ عَلَى هَذا النَّحْو
لَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُفْتَرضِ أَبَدَا
أَنْ نَكُونَ علَى غَيْرِ هذا النَّحْوِ
وحينَ يَنْطَلِقُ صِرَاعُ الْمَوْتِ:
آخِرَ شيْءٍ أَوَدُّ رُؤْيَتُه
طَوْقًا مِنْ وُجُوهِ أُنَاسٍ
تُرَفْرِفُ فَوْقِي
أَصْدِقَائِي الْمُفَضَّلِينَ الْقُدَامَى فَقَطْ,
جُدْرَانَ نَفْسِي.
لِيَكُونُوا هُنَاكَ وَحَسَبْ

لَقدْ كُنتُ وَحِيداً
لَكنْ نَادِراً مُنْعَزِلاً.
لَقَدْ شَفَيْتُ ظَمَئِي
عِنْدَ بِئْر نَفْسِي
وكانَ ذاكَ النَّبِيذُ جَيِّداً
أَجْوَدَ مَا نِلْتُ عَلَى الْإِطْلاَقِ.

وهَذِهِ اللَّيْلَة وأنَا جَالِسٌ
مُحَدِّقاً في الْعَتَمَة
الآنَ أَعِي أَخِيراً
الْعَتَمَةَ والنُّورَ
وكلَّ شَيْءٍ بَيْنَهُمَا.

سَلاَمُ الْعَقْلِ والْقَلْبِ
يَحْدُثُ:
حِينَ نَتَقَبَّلُ ماذَا يَعْنِي
أَنْ نَكُونَ قَدْ وُلِدْنَا فِي
هذه الحَيَاةِ الْغَرِيبَةِ.
عَلَيْنَا أنْ نَتَقَبَّلِ الْمُقامَرَة الْخَاسِرَة
لِأَيَّاِمنَا
وأنْ نَأْخُذَ قِسْطاً مِنَ الرِّضَى
فِي التَّلَذُّذِ بِتَرْكِ كُلِّ ذَلِكَ
خَلْفَنَا.
اِبْكِي لاَ مِنْ أَجْلِي
اِحْزَنْ لاَ مِنْ أجْلِي
اِقْرَأْ
مَا كُنْتُ قَدْ كَتَبْتُهُ
ثُمَّ
اِنْسَاهْ
بِرُمَّتِهْ.

اِشْرَبْ مِنْ بِئْرِ
نَفْسِكْ
وَابْدَأْ
مِنْ جَدِيدْ.
*
من ديوان: تعال للدّاخل \ نشر بعد موت الشاعر
2006
_______
ترجمة: ف. ب

ليست هناك تعليقات