Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

محمد خضير... الأرجوحة في ٧/٨

المصادفة تضعك في مفترق حالتين، سعيدة وحزينة. يملؤك الفخر لأنّك عشتَ زمنين متباعدين على جانبي حرب حزيران ١٩٦٧، فتنشر قصة أصبح عمر كتابته...



المصادفة تضعك في مفترق حالتين، سعيدة وحزينة. يملؤك الفخر لأنّك عشتَ زمنين متباعدين على جانبي حرب حزيران ١٩٦٧، فتنشر قصة أصبح عمر كتابتها خمسين عاما. ثم أنكَ أكثر فخراً حين تشاهد عنها فيلماً قصيراً أخرجه السوريّ هيثم حقي، وآخر أقصر منه اخرجته العراقية خلود جبار، يُعرضان سوية في أمسية ساخنة، تحت شرفات البصرة القديمة. تسترجع عبر الفلمين قصةَ الجنديّ، حليقِ الرأس، على دراجة في عمق الطبيعة العراقية الخصيبة، يحمل خبراً لعائلة صديقه، لكنّه لم يدرك غايته. لذلك تشعر بحزن شديد يقبض على طرَفَي عمرك، المقبوض أصلاً لذكرى حقيبةٍ معلقة في مقود دراجة الجنديّ .
في ٧/٨ تكتمل خمسون عاماً على نشر "الأرجوحة" في مجلة الآداب ١٩٦٩، وسبعة وأربعون عاماً على اغتيال غسان كنفاني على يد الموساد في بيروت ١٩٧٢. مصادفة تجتاح الوقت المتأرجح في أرجوحة المأساة العربية المتواصلة حتى اليوم، بلا توقف.
في الصيف البعيد، من عام الاغتيال البشع، صدرت "المملكة السوداء" في صبيحة تموزية بغدادية، لتحتوي "الأرجوحة" في طياتها، نذيراً بمصادفات وقطائع تاريخية ستتوالى قُدماً بعجلتين ثقيلتين. ليت المصادفة التي جمعت حادثتين صيفيتين غاربتين، لم تتقدم سنة واحدة، ولم تدُر أكثر من دقائق معدودة مع حركة فيلم قصير. ليت "الارجوحة" ظلّت مشدودة بين جذعي نخلتين، مغمورة بظلال السعف!
لكن، لا النخل بقي، ولا الافتخار دامَ، ولا الدّم جفّ!
سلاماً لزمنٍ يأبى إلا أن يهزّ "أرجوحة" زماننا بيدين قويتين!

ليست هناك تعليقات