حسام عيتاني حضرت اليوم بعضا من مجموعة ندوات عن حزب الله. وتعرضت فيها، مع الحاضرين، الى نوعين من محاولات الخداع: الاول اكاديمي والثاني ا...
حسام عيتاني
حضرت اليوم بعضا من مجموعة ندوات عن حزب الله. وتعرضت فيها، مع الحاضرين، الى نوعين من محاولات الخداع: الاول اكاديمي والثاني ايديولوجي تعبوي.
يلجأ الاكاديمي المخادع الى رطانة خاصة من نوع اسباغ صفات شبه محادية على الموضوع (الحزب) فهو في هذا القاموس highly efficient في تحقيق اهدافه وسياساته وهذه ال efficiency هي بذاتها قيمة علينا ان نصدق انها تبرر مجمل ممارسات الحزب بل خلفياته النظرية. ترويج هذا الهراء الاكاديمي يعتمد في بعض منه على اعتبار الحزب حركة تحرر وطني ومقاومة تحمي بلدا صغيرا وضعيفا ولا تمت الى المذهبية والطائفية بصلة الا اضطرارا وعلى طريقة ماويي الستينات والسبعينات، لان الدين هو فطرة الجماهير. وهي للمفارقة تلتقي هنا في اعتبار الفطرة هي ايديولوجيا الجماهير المسلمة على المقلب الآخر، مقلب النصرة وداعش واضرابهما.
ثم ما هي هذه الفاعلية؟ والى ماذا ترمي وما هي ادواتها ومن هم جمهورها وما هي انعكاساتها على مجتمع منقسم ومفكك طائفيا ويسير سيرا حثيثا نحو الفقر المعمم بعدما تعرضت كل عوامل الاجماع فيه الى هجمات قاسية تميزت بالفاعلية المذكورة (والحق يقال).
أما الايديولوجي المخادع، فيسعى الى اقناع الحاضرين ان حزب الله ومحوره يعملان على تحقيق توازن استراتيجي مع اسرائيل ومن ورائها الغرب وأميركا وأن من يتابع "بدقة" والدقة شرط كل خطاب ايديولوجي، يرى ان ميزان القوى في المنطقة بدأ يتغير لمصلحة حلف المقاومة. الدليل؟ تصريحات السنوار وخوف اميركا من خوض حرب ضد ايران.
حسنا، بالنسبة الى التوازن الاستراتيجي، يبدو ان الحروب العربية الاسرائيلية لم تعلم احدا شيئا. وان شعار التوازن الاستراتيجي الذي رفعه حافظ الاسد في الثمانينات ما زال يجد من السذّج من يكرره. اما الواقع فليس كذلك. وكل قارئ يعرف ان القيمة الاستراتيجية لهذه الدولة او تلك ولهذا الحلف او ذاك لا تقاس بعدد الصواريخ الدقيقة او عديمة الدقة، بل بمستوى امتلاك الدولة والحلف لناصية التكنولوجيا الحديثة بمختلف وجوهها، اولا، والاستناد الى خلفية سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية قادرة على التحول ارصدة في الحرب والقتال اذا دعت الحاجة على نحو ما فعل الحلفاء في الحرب العالمية الثانية عندما غيروا طبيعة اقتصادهم للتصدي للنازية في غضون اشهر وساعدهم في ذلك جمهور كبير من العلماء والمثقفين والتقنيين الخ... وفي بيئة المقاومة الحالية التي لم تنتج كتابا واحدا يستحق القراءة او فكرة تستحق النقاش او اغنية يرددها الناس، يصعب تصديق ان لهذا المشروع اي عمق ثقافي او اجتماعي باستثناء انضوائه في استراتيجية نظام مؤدلج.
يستدعي الملل الشديد تكرار هذه الترهات بلغات اجنبية وامام ضيوف جاءوا من بلدان بعيدة ليسمعوا دعايات مضللة تلبس لبوس الموضوعية والترفع الاكاديمي التافه..... الانكى ان ليس لهذا الملل من تصريف غير السخرية والصبر، على ما قال لينين يوما.
حضرت اليوم بعضا من مجموعة ندوات عن حزب الله. وتعرضت فيها، مع الحاضرين، الى نوعين من محاولات الخداع: الاول اكاديمي والثاني ايديولوجي تعبوي.
يلجأ الاكاديمي المخادع الى رطانة خاصة من نوع اسباغ صفات شبه محادية على الموضوع (الحزب) فهو في هذا القاموس highly efficient في تحقيق اهدافه وسياساته وهذه ال efficiency هي بذاتها قيمة علينا ان نصدق انها تبرر مجمل ممارسات الحزب بل خلفياته النظرية. ترويج هذا الهراء الاكاديمي يعتمد في بعض منه على اعتبار الحزب حركة تحرر وطني ومقاومة تحمي بلدا صغيرا وضعيفا ولا تمت الى المذهبية والطائفية بصلة الا اضطرارا وعلى طريقة ماويي الستينات والسبعينات، لان الدين هو فطرة الجماهير. وهي للمفارقة تلتقي هنا في اعتبار الفطرة هي ايديولوجيا الجماهير المسلمة على المقلب الآخر، مقلب النصرة وداعش واضرابهما.
ثم ما هي هذه الفاعلية؟ والى ماذا ترمي وما هي ادواتها ومن هم جمهورها وما هي انعكاساتها على مجتمع منقسم ومفكك طائفيا ويسير سيرا حثيثا نحو الفقر المعمم بعدما تعرضت كل عوامل الاجماع فيه الى هجمات قاسية تميزت بالفاعلية المذكورة (والحق يقال).
أما الايديولوجي المخادع، فيسعى الى اقناع الحاضرين ان حزب الله ومحوره يعملان على تحقيق توازن استراتيجي مع اسرائيل ومن ورائها الغرب وأميركا وأن من يتابع "بدقة" والدقة شرط كل خطاب ايديولوجي، يرى ان ميزان القوى في المنطقة بدأ يتغير لمصلحة حلف المقاومة. الدليل؟ تصريحات السنوار وخوف اميركا من خوض حرب ضد ايران.
حسنا، بالنسبة الى التوازن الاستراتيجي، يبدو ان الحروب العربية الاسرائيلية لم تعلم احدا شيئا. وان شعار التوازن الاستراتيجي الذي رفعه حافظ الاسد في الثمانينات ما زال يجد من السذّج من يكرره. اما الواقع فليس كذلك. وكل قارئ يعرف ان القيمة الاستراتيجية لهذه الدولة او تلك ولهذا الحلف او ذاك لا تقاس بعدد الصواريخ الدقيقة او عديمة الدقة، بل بمستوى امتلاك الدولة والحلف لناصية التكنولوجيا الحديثة بمختلف وجوهها، اولا، والاستناد الى خلفية سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية قادرة على التحول ارصدة في الحرب والقتال اذا دعت الحاجة على نحو ما فعل الحلفاء في الحرب العالمية الثانية عندما غيروا طبيعة اقتصادهم للتصدي للنازية في غضون اشهر وساعدهم في ذلك جمهور كبير من العلماء والمثقفين والتقنيين الخ... وفي بيئة المقاومة الحالية التي لم تنتج كتابا واحدا يستحق القراءة او فكرة تستحق النقاش او اغنية يرددها الناس، يصعب تصديق ان لهذا المشروع اي عمق ثقافي او اجتماعي باستثناء انضوائه في استراتيجية نظام مؤدلج.
يستدعي الملل الشديد تكرار هذه الترهات بلغات اجنبية وامام ضيوف جاءوا من بلدان بعيدة ليسمعوا دعايات مضللة تلبس لبوس الموضوعية والترفع الاكاديمي التافه..... الانكى ان ليس لهذا الملل من تصريف غير السخرية والصبر، على ما قال لينين يوما.
ليست هناك تعليقات