نائل بلعاوي انتهيت اليوم من قراءة سيدات القمر، رواية العمانية خوجه الحارثي الفائزة بالبوكر مؤخراً، ولم اجد فيها ما يستحق الكثير من المد...
نائل بلعاوي
انتهيت اليوم من قراءة سيدات القمر، رواية العمانية خوجه الحارثي الفائزة بالبوكر مؤخراً، ولم اجد فيها ما يستحق الكثير من المديح، اذا ما اسثنينا متعة قراءة عديد ابيات المتنبي إلتي توردها الكاتبة ، أو المقاطع القليلة من ابن حزم الاندلسي.. أو بعض المعلومات التاريخية المتعلقة بتاريخ عمان القريب نسبياً..
وهذه الاشياء لا تصنع رواية.
لست ناقداً، ولكني قاريء، واعرف أن الرواية تقوم على ركيزتين عاليتين: الحكاية، ثم اللغة إلتي تُقص بها الحكاية. وحين تغيب واحدة من الركائز تلك ، تغيب الرواية بالطبع وتصير محض ثرثرة طويلة.
هناك حكاية في سيدات القمر ولكنها خاضعة بكثرة لرغبة صاحبتها بقول ما تريد ان تقوله هي عبر الاسقاطات الخارجية وترميز المعنى دون افساح المجال امام الحكاية الاصلية لقول ما عليها ان تقوله.
وهناك لغة عادية في الرواية تقترب بشدة من لغة المقاطع القصيرة إلتي نطالعها يوميا في هذا الفضاء مثلاً، وتبتعد عن الكنز الجمالي البديع الذي تمثله العربية ، بما هي لغة صالحة للسرد الانيق والشفيف.
ثم ، وهذا امر شخصي يتعلق بالذائقة ، لا استطيع تذوق النصوص والروايات إلتي يكثر فيها حضور مثل هذه الاشياء: قال فلان. قالت فلانه. قالوا . قيل عن.. الخ ! وهي حاضرة بكثرة في رواية الحارثي .
حين انتهيت من القراءة استحضرت تلك الحكاية الطريفة إلتي جمعت الشاعر التركي ناظم حكمت بمترجمه الروسي:
المترجم يسأل الشاعر: هل اعجبتك ترجمتي لآشعارك ؟
وحكمت يجيب: بالطبع، لقد قرأت اشعاراً جميلة لم اكتبها أنا .
لا اعرف الطريقة ولا الكيفية، ولا الاطار اللغوي الذي اختارته المترجمة الامريكية مارلين بوث إلتي ترجمت رواية الحارثي إلى الانجليزية تحت هذا العنوان "اجرام سماوية ’’ ؟ ولا اعرف بالتالي إلى اي من النصوص ذهبت الجائزة : سيدات القمر ام اجرام سماوية ؟
لا اعرف ولا اريد بصراحة أن اعرف ، فقد قرأت الرواية بلغتها ألام وكانت عادية ، عادية جداً .
انتهيت اليوم من قراءة سيدات القمر، رواية العمانية خوجه الحارثي الفائزة بالبوكر مؤخراً، ولم اجد فيها ما يستحق الكثير من المديح، اذا ما اسثنينا متعة قراءة عديد ابيات المتنبي إلتي توردها الكاتبة ، أو المقاطع القليلة من ابن حزم الاندلسي.. أو بعض المعلومات التاريخية المتعلقة بتاريخ عمان القريب نسبياً..
وهذه الاشياء لا تصنع رواية.
لست ناقداً، ولكني قاريء، واعرف أن الرواية تقوم على ركيزتين عاليتين: الحكاية، ثم اللغة إلتي تُقص بها الحكاية. وحين تغيب واحدة من الركائز تلك ، تغيب الرواية بالطبع وتصير محض ثرثرة طويلة.
هناك حكاية في سيدات القمر ولكنها خاضعة بكثرة لرغبة صاحبتها بقول ما تريد ان تقوله هي عبر الاسقاطات الخارجية وترميز المعنى دون افساح المجال امام الحكاية الاصلية لقول ما عليها ان تقوله.
وهناك لغة عادية في الرواية تقترب بشدة من لغة المقاطع القصيرة إلتي نطالعها يوميا في هذا الفضاء مثلاً، وتبتعد عن الكنز الجمالي البديع الذي تمثله العربية ، بما هي لغة صالحة للسرد الانيق والشفيف.
ثم ، وهذا امر شخصي يتعلق بالذائقة ، لا استطيع تذوق النصوص والروايات إلتي يكثر فيها حضور مثل هذه الاشياء: قال فلان. قالت فلانه. قالوا . قيل عن.. الخ ! وهي حاضرة بكثرة في رواية الحارثي .
حين انتهيت من القراءة استحضرت تلك الحكاية الطريفة إلتي جمعت الشاعر التركي ناظم حكمت بمترجمه الروسي:
المترجم يسأل الشاعر: هل اعجبتك ترجمتي لآشعارك ؟
وحكمت يجيب: بالطبع، لقد قرأت اشعاراً جميلة لم اكتبها أنا .
لا اعرف الطريقة ولا الكيفية، ولا الاطار اللغوي الذي اختارته المترجمة الامريكية مارلين بوث إلتي ترجمت رواية الحارثي إلى الانجليزية تحت هذا العنوان "اجرام سماوية ’’ ؟ ولا اعرف بالتالي إلى اي من النصوص ذهبت الجائزة : سيدات القمر ام اجرام سماوية ؟
لا اعرف ولا اريد بصراحة أن اعرف ، فقد قرأت الرواية بلغتها ألام وكانت عادية ، عادية جداً .
ليست هناك تعليقات