هناك اخطاء فادحة او صدف مأساوية تحيل شواهد التاريخ واوابده الى رماد، وهناك خطايا كبرى ومرعبة يرتكبها مجرمون يتقصدون تدمير هذه الاوابد و...
هناك اخطاء فادحة او صدف مأساوية تحيل شواهد التاريخ واوابده الى رماد، وهناك خطايا كبرى ومرعبة يرتكبها مجرمون يتقصدون تدمير هذه الاوابد ومحو التاريخ كما حصل احلب والموصل وتدمر ولتماثيل بوزا في وادي باميان وغيرها الكثير .
بدون شك ، كاتدرائية نوتردام في فرنسا تحفة معمارية مدهشة ونادرة وعالية الجمال والحزن على احتراقها تأتى من كونها جزء من الذاكرة الإنسانية ولكن الذي جعلها جزءا من هذه الذاكرة هو حرص اهل البلاد على تقديمها للعالم أيقونة فريدة اذ عرفوا كيف يصونوا بهاءها وشموخها والاعتناء بها وتقديسها ،كمعلم سياحي وديني وجمالي لتصبح جزءا من الذاكرة الإنسانية ، أما الكثير أوابد العرب لم تكن عرضة للنسيان وحسب بل هدفا للعقل الهمجي ، الذي يتفنن في الفتك بها وإبادتها ، لذا لم يحزن العالم ولم ينتبه الى تدمير حلب بمعابدها وكنائسها وأسواقها وهي من اقدم حواضر التاريخي، ولا اسف كثيرا على الموصل بحدبائها وصروحها ولا الى تخريب المدن التاريخية وتهشيمها والتنكيل بجمالها ، لان ااهل هذه المدن لم يحرسوا هذا الجمال ويقدمونه الى العالم قيمة ابداعية وتحفة معمارية لها هذا البعد التاريخي والجمالي والإنساني ، بل بعضهم ساهم في تهشيمها و تدميرها ، ولعل بعض الاوابد العربية في اسبانيا منها قصر الحمراء الذي انتبه الى جماله الاميركي واشنطن أرفينغ وسماه المستشرق الإسباني جوزا ميكال دى بورتا كتاب الحمراء نموذج لكيفية صون هذه الفرادة في العمارة ليصبح ملك الذاكرة البشرية ، .
الوعي بأهمية الأشياء ودلالتها وقيمتهاالتارخية يسبب زوالها او تعرضها للنكسات والتخريب ، يسبب الحزن والأسى .
نحتاج ان نتعلم ان هذه الاوابد التي تخص الخلود لها قدسيتها التي يقترحها جمالها ومهابتها ، وإن مسها سؤ مسنا . ..
ليست هناك تعليقات