كاتدرائية نوتردام الباريسية، الى من تعود؟ الى اي عهد؟ الى اي اسلوب؟ الى اي معماري- معماريين؟
الجواب عن مثل هذا السؤال مستحيل، لا يستقيم، ما دام ان بناء مثل هذا شاركَ فيه اكثر من معماري على مر التاريخ؛ وهو مقترَح على التجديد في قادم الايام، على اعادة البناء، ما سيزيد من عدد بناتها.
ما يثيرني في تاريخ بناء نوتردام هو ان مصمميها الاوائل شرعوا فيها من دون ان يدركوا صورتها الختامية: كان لهم ان يتوفوا قبل الانتهاء منها.
بينما لم يتأخر المهندس المعماري، اوجين فيوليه-لو-دوك، عن تثبيت هيئته في البناء، عندما جرى تكليفه، في العام 1833، بعمليات الترميم.
يبقى السؤال: ماذا سيجري في نوتردام في قادم الايام والسنوات؟ ماذا سيفعلون؟ اسيعيدونها كما كانت؟ أسيرممونها ام سيعيدون بناء اجزاء منها من جديد؟ هل سيقوى معماري اليوم على اخفاء بصمته ام سيُبرزها؟
هل نوتردام كتاب مفتوح، له اكثر من كاتب، ولا نتوانى عن القراءة فيه، وله صفحات جديدة، ليست لنا، بل لقادم الزوار والقراء ممن لم يشهدوا بالامس حريقها اللامع؟
في الصورتَين المرفقتَين:
الاولى تعود الى محفورة في العام 1452-1460، تَظهر فيها الكاتدرائية بهيئة مختلفة عما ستؤول اليه بعد وقت.
الثانية، هي من اوائل الصور الفوتوغرافية عن الكاتدرائية، وهي للويس داغير بطبيعة الحال، في العام 1838، وهي مغايرة بدورها لما سيؤول اليه بناؤها... المحترِق.