كتبت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مؤلفي مسلسل “عائلة سيمبسون” الأميركي الكارتوني قرروا حذف مقطع من المسلسل يظهر فيه أحد الشخصيات يتحدث بصوت...
كتبت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مؤلفي مسلسل “عائلة سيمبسون” الأميركي الكارتوني قرروا حذف مقطع من المسلسل يظهر فيه أحد الشخصيات يتحدث بصوت المغني الأمريكي الشهير مايكل جاكسون.
وفي مقطع من إحدى حلقات المسلسل بعنوان “الأب المجنون تماما” يقع أب عائلة سيمبسون، هومر، في مستشفى حيث يلتقي هناك شخصاً يعتبر نفسه مايكل جاكسون. ويتكلم هذا الرجل، واسمه ليون كامبوفسكي، بصوت مايكل جاكسون.
وأشارت مجلة “Variety” إلى أن قائمة المشاركين في المسلسل التي تعرض على شاشة السينما لا تضم اسم جاكسون، وتم تأكيد مشاركة المغني الشهير في هذا المقطع بعد مرور عدة سنوات.
وفي ما يلي مقال لمحمد الحجيري كان كتبه في جريدة الجريدة غداة وفاة جاكسون قبل سنوات:
طالما تذكرت مقالة للكاتبة اللبنانية الراحلة مي غصوب تصف فيها مايكل جاكسون بأنه «إنسان ما بعد الحداثة»، فـ{ملك البوب» اشتهر بالخضوع لجراحات التجميل ضاع جنسه ولونه، فليس هو بالأسود وإن تحدّر من أصل أسود، وليس بأبيض وإن كانت بشرته بيضاء. قيل إنه أكثر السود بياضاً وولعاً بالبياض! وقد ظل الجمهور ينظر إليه، باعتباره منتسباً الى الملونين، وإن أصوله أفريقية. وبعد انتخاب الرئيس باراك أوباما لرئاسة الولايات المتحدة عاد الحديث بقوة عن البشرة السوداء، فقيل إن مايكل نادم على تغيير بشرته.
متحوّل
مايكل نموذج الإنسان المتحوّل (أو المسخ)، فهو وإن كان رجلاً يميل الى صفات الأنثى، وإن تجاوز الخمسين ثمة من يقول إنه يحتفظ بملامح ابن العشرين، رغم أن الاهتراء أصابه في وجهه لأسباب مرضية، وإن كان معشوق النساء وزيرهم فهو متهم بالاعتداء الجنسي على الأطفال، وأن كان وقحاً بامتياز في أفكاره وكليباته، إلا أن الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان وفي معرض تعليقات له في المجال الفني كتب بعد لقائه جاكسون في مايو (أيار) عام 1984 «لقد فوجئت بمدى خجله».
كان جاكسون يرتدي سترة مكيفة، ومصاباً بالكوابيس ويغلق النوافذ خوفاً من البكتيريا، حتى أنه ذهب في الحرص على حياته إلى حد محاولته محاصرة أسباب الموت الصناعية، فمنع جسده من الاحتكاك المباشر بأي عنصر طبيعي غير معالج. وغدا يتنفس هواءً مكرراً، ويشرب ماء معالجاً ويتقنع حتى أطراف أصابعه بثياب مانعة للاحتكاك. حوّل نفسه مثالاً معولماً، وجعل البربرية صفة الطبيعة، واعتبر الإنسان ضحيتها الأولى، لكن عوامل الخارج لم تصمد أمام الأزمة القلبية التي أصابته.
جاكسون نجم الصورة والشاشات والكليبات كان يظهر نادراً في الأماكن العامة، قال إن السبب مرض جلدي غيّر لون بشرته من الأسود إلى الأبيض (لكن ذلك ترافق مع تحول في شكل وجهه وأنفه)، وصولاً إلى إصراره على ارتداء قناع طبي لدى خروجه في العلن، وتغطية أوجه أبنائه الثلاثة (برنس مايكل جونيور الأول وباريس كاثرين من زوجته الممرضة ديبي رو، وبرنس مايكل الثاني من أم غير معروفة).
ليس جاكسون وحده على هذه الصورة، فزميلته المغنية مادونا تشبهه إلى حد كبير، والتحوُّل يتخذ لديها صورة أخرى، إذ تغيِّر شخصيتها كل ستة أشهر، وتوصف بأنها «جسد ما بعد الحداثة». مغنية لا تتورع عن الجمع بين المقدس والمدنّس، بين الإنجاب والسحاق، بين المراهقة والأمومة، أو هي المرأة البيضاء التي تخترق الحواجز وتقترب من عشق الرجل الأسود، أو المرأة التي تحب اليهود والمسيحيين وتغضب الكنيسة، ونموذج المرأة المستقلة التي تمثل النسوية الجديدة، وأيقونة ثقافة الاستهلاك الشعبية المعلومة التي تغضب بعض الحركات الاحتجاجية. هكذا اذ كانت الحداثة الصلبة تتمثل في بروميثيوس وفاوستوس ونابليون وطرزان، ثم فرانكشتين ودراكولا وسيزيف. فمرحلة «الحداثة السائلة» كما يسميها الباحث المصري عبد الوهاب المسيري تتمثل في مادونا وبريتني سبيرز ومايكل جاكسون والرئيس- الممثل ريغان، وهي شخصيات تغير توجهاتها ومنظوماتها القيمية بعد إشعار قصير وبحسب طلب مدير العلاقات العامة.
حرب النجوم
جاكسون ومادونا صعدا مع صعود موجة «حرب النجوم» وتيار الرئيس ريغان والبريطانية الحديدية مارغريت تاتشر، فضلاً عن ثقافة الجهاد وأسامة بن لادن في أفغانستان، تزامناً مع بداية تقهقر التجربة الشيوعية في الاتحاد السوفياتي إبان مرحلة الرئيس لونيد بريجنيف، ولأن حرب النجوم أدّت الى نهاية الحرب الباردة بين الشرق والغرب في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، فالثورة التي أحدثها كل من جاكسون ومادونا في عالم الموسيقى كانت كافية لنشر موسيقى البوب في أصقاع الأرض، حتى أنهما ساهما بشكل قوي في تكريس ثقافة الصورة والكليبات البصرية التي تفوقت بشكل كبير على عالم الكلمة ومعانيها، وإذا كانت مادونا توظف جسدها في صورها فمايكل لجأ إلى ترويج أفكاره الغريبة في كليباته الباهظة الكلفة، ومن يتأملها اليوم يحسب أنها أصبحت من كلاسيكيات الصورة.
سبق للقاص الفلسطيني محمود شقير أن أصدر قصة بعنوان «مايكل جاكسون في حينا» ضمن كتاب بعنوان «صورة شاكيرا». يداعب شقير فكرة ما بعد الحداثة باستحضار جاكسون ليغني للناس في مدينة أهلها متهمون بالإرهاب. تقول إحدى الشخصيات «سأحضره (أي جاكسون) كي أثبت للقاصي والداني أننا لسنا إرهابيين، لأن من يستمع إلى جاكسون لا يمكن أن يكون إرهابياً... سينقل الحي إلى عصر ما بعد الحداثة».
يعترض الناس على قدوم جاكسون، وتدب المشاجرات الكلامية بين القابلين والمعترضين. فيتصل النجم «بوزير دفاعه رامسفيلد ليطلب منه إرسال طائرة من نوع شبح. لأنه أدرك أن شرف الدولة الكبرى لم يسلم من الأذى إن لم يقدم على فعل كبير. أخرج من تحت ثيابه مسدساً من نوع برابيلو، يتسع مخزنه لـ 14 رصاصة، صوّب فوهة المسدس نحو رأس عمي الكبير». هنا تكمن السخرية من ما بعد الحداثة التي تواكب زمن العولمة الأميركية ووزير دفاعها رامسفيلد. وسبق أن قرأنا في الوكالات عن كتاب «غرائب الروك: صلات نجوم الروك آند رول بسكان الفضاء}، الذي يتضمن فصولاً خيالية تقول إن جاكسون يخطط لبناء قاعدة أرضية لاستقبال الغرباء القادمين من الفضاء. ويوضح المؤلف مايكل سي لوكمان: {في البداية كشف جاكسون عن خطة لبناء قاعدة مزودة بالتقنية العالية في وسط صحراء نيفادا لاستقبال الزوار القادمين من الفضاء الخارجي لزيارة الأرض، وتصوير عملية نزولهم وبثها من خلال قنوات التلفزيون». وبحسب رواية المؤلف هبطت هذه الفكرة الفضائية على جاكسون عندما حلم بأنه التقى بزائر قادم من الفضاء. ويضيف الكاتب أن المغني المشهور استحوذت عليه فكرة الخلود بصورة غريبة، وكان يخشى الموت في السجن، ووضع خطة لتجميد جسده بهدف إعادته إلى الحياة في ما بعد.
خوف غير عادي
يذكر لوكمان: «ما لم ينشر حتى الآن أن مايكل شعر بخوف غير عادي من الموت، وبذل جهوداً جبارة ليتمتع بحياة أبدية. وخصص ملايين الدولارات للخبراء في الحامض النووي كي يطوروا نسخة طبق الأصل منه. كذلك حفظ عينات من حيواناته المنوية في ثلاثة بنوك لحفظ النطف موزعة على مناطق مختلفة من العالم. لكن لم يُعرف ما إذا كان من الممكن استخدام إحداها لتطوير نسخة حقيقية خالدة لملك البوب».
توهم جاكسون أنه قادم غريب من الفضاء، إذ كشف المغني الغريب الأطوار في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2001 أنه يشعر بأنه جاء من كوكب آخر. ويعتقد أن هذا الكوكب الذي أسماه كابريشوس أنومالي يقع في بحر الفضاء، خلف المجموعة الشمسية مباشرة. وعلى رغم أنه لا يود العودة إلى كوكبه إلاّ أنه يريد ممارسة رقصة «المشي على القمر» التي ابتدعها على سطح القمر. وسأل صديقه يوري جيلير الذي يعمل طبيباً نفسياً عن الطريقة التي يستطيع بها الوصول إلى القمر.
مثل هذا الكتاب يعبّر عن شخصية مايكل جاكسون الذي يمكن وصفه بأنه «بطل» أو فكرة جديرة لرواية خارقة لم تكتب بعد.
ليست هناك تعليقات