قلما أجلس، اليوم، في مقهى. بعكس سنوات ماضية، أمضيتُ فيها ساعات وساعات في المقاهي، تكاد تزيد على اي مكان اجتماعي آخر كنت أتواجد أو أعمل...
قلما أجلس، اليوم، في مقهى.
بعكس سنوات ماضية، أمضيتُ فيها ساعات وساعات في المقاهي، تكاد تزيد على اي مكان اجتماعي آخر كنت أتواجد أو أعمل فيه.
وجدتُ في المقهى حلا مزدوجا يجمع بين فرديتي واجتماعيتي، في آن: أكون وحدي، ومع غيري.
أكون في المقهى، مثل من يشارك عن بعد، وعن مقربة، في طقوس واحتفالات يومية متكررة ومختلفة. احتفالات للعين، قبل اللسان. "للبصبصة" أكثر من المصافحة.
لهوٌ، وإن بدت الجدية في ملامحي - ملامح الممسِك بقلمه مثل دفة باخرة.
نزهة، فيما لا تنتقل خطاي خارج ممرات النظر واللقاءات العابرة والسريعة الوميض.
مسرح، على أنني ممثل ومتفرجون، يتناوبون فوق الخشبة عينها، في الصالة نفسها، من دون كلام كثير.
لسنوات وسنوات، انتهى المقهى إلى ان يكون بيتي المؤقت، ومكتبي المتنقل، من دون ايجارات ثابتة.
في المقهى، انتظمَ مشغلي الكتابي الأول، حتى إن شنطتي الحلدية، التي ترافقني في تنقلاتي، باتت تتسع وتعرض...

ألهذا قلما أجلس، اليوم، في مقهى؟
في الصورتَين المرفقتَين: في مقهى كافكا في براغ (2014)، وفي مقهى فرنندو بيساو، إلى جانب تمثاله، في مقهاه بلشبونة (2015).
عن الفايسبوك
ليست هناك تعليقات