جوشوا روثمان ترجمة: ميادة خليل من أسابيع قليلة وفي أربعاء ثلجي، ذهبت أنا وزوجتي لمشاهدة العرض الأول لفيلم ” آنا كارنينا” في نيويو...
جوشوا روثمان
ترجمة: ميادة خليل
من أسابيع قليلة وفي أربعاء ثلجي، ذهبت أنا وزوجتي لمشاهدة العرض الأول لفيلم ” آنا كارنينا” في نيويورك. وقبل أن يبدأ الفيلم وقف جو رايت مخرج الفيلم، وهو رجل أنكليزي ذا شعر داكن ويرتدي بدلة رمادية ، ليقول كلمات قليلة، عرّفنا على كيرا نايتلي التي تلعب دور آنا، الى جانب شخصيات أخرى، مثل: كيتي وليفين، اليشا فيكاندر ودومينال جليسون. رايت تحدث بجدية، مثل أخ كبير وفخور عن عمله مع نايتلي من قبل في فيلم ” كبرياء وتحامل” Pride and Prejudic، عندما كانت مجرد ” ممثلة بارعة”. وفي الوقت نفسه، قال أن فيلمه الجديد ” آنا كارنينا” عن الحب وعن كل السلوكيات التي يخلقها الحب ليجعلنا بشراً. رايت والممثلين خرجوا من الباب الجانبي، وبدا الفيلم.
فيلم رايت، ليس تعايشاً مباشراً مع الرواية، ولكنه خيالي في إعادة تفسير الرواية، مع سيناريو واعٍ كتبه توم ستوبارد. مجموعة الممثلين كانوا مبدعين وخياليين. نايتلي لعبت دور آنا بانفعال حسي. سباق الخيول لفرونسكي كان قوياً ومخيفاً. قصة ليفين وكيتي جميلة، فيها صبر وروحانية. ولا يزال ـــ أن كنت تعرف القصة وأحببتها، شيء ما عن الفيلم غير صحيح. المشكلة ، كما أعتقد، هو أن القصة رومانسية جداً. الفيلم، كما وعدنا رايت، بأكمله عن الحب، لكن ” آنا كارنينا” لتولستوي ليست قصة حب. ” آنا كارنينا” هي تحذير من أسطورة الحب، هذا كل شيء.
عندما بدأت قراءة “آنا كارنينا“، منذ حوالي عشر سنوات ــ أصبحت مهووساً بالرواية، وقرأتها بعد ذلك سبع مرات ــ اعتقدت أيضاً إنها قصة حب. كان عمري حينها ثلاث وعشرون عاماً، وفكرت بالزواج. بالنسبة لي، كانت الرواية قصة حب بشكل واضح، الحب الحسن والسيء، الحب الذكي والغبي. قرأت الرواية كما لو أني أقرأ قصة حب. عند قراءة الرواية ستفكر بأبطال الرواية وخياراتهم، والنهايات السعيدة. قصة الرواية ليست حقيقية، وتولستوي عندما كتب الرواية كان يفكر بالحب بأساليب مختلفة، الحب كقدر، أو لعنة، أو حكم، أو كقوة موجهة تنشر السعادة والحزن في العالم، أو ظلم. هذه الاعتقادات ليست رومانسية، لكنها تولستوية، عندما كتب تولستوي ” آنا كارنينا” لم يترك ببساطة المواضيع خلف “الحرب والسلام”. بدلاً من ذلك، أوجد طريقة للتفكير في العديد من القضايا التي يهتم بها دائماً ــ المصير، الفرصة، ضعفنا أمام الظروف وعزمنا على تغييرها ــ وفي سياقات مختلفة.
في 1873، عندما بدأ تولستوي بكتابة ” آنا كارنينا“، كان في خضم التخطيط لرواية تاريخية عن بطرس الاكبر. بدأ في 1870، عزل نفسه مكتبه في ياسنايا بوليانا، يقرأ ويدون الملاحظات، بينما زوجته وحظانته الهائلة من الأطفال يحاولون البقاء هادئين في الخارج. بطرس الأكبر تحول الى أن يكون ملحمة حتى بالنسبة لتولستوي. ” أنا في مزاج سيء” ، كتب تولستوي الى أحد أصدقاءه، ” لا تُقدِم العمل، العمل الذي اخترته صعب بشكل لا يُصدَق، لا توجد نهاية للبحث التمهيدي، الملخص أصبح ضخماً، وأشعر أن حماسي قد تلاشى”.. تولستوي احتاج الى موضوع أكثر ليونة. ثم اكتشف شيء ما: طريق آخر لمخاوفه التي لم تكن كثيرة وتاريخية، لكنها شخصية، عاطفية وحزينة. هنري ترويت، وَضّح في السيرة الذاتية لتولستوي أصل الرواية على النحو التالي :
“فجأة لمعت في ذهنه فكرة، تذكر حادثة قد أثرت فيه بعمق السنة الماضية. جاره وصديقه، بيبيكوف، الصياد الذي يعيش مع امرأة اسمها آنا ستيبانوفنا بيروغوفا، امرأة طويلة القامة في أوج شبابها، وجهها عريض، وسهلة الطباع، أصبحت عشيقته، لكنه أهملها بعد ذلك من أجل مربية أولاده الألمانية. وكان يفكر بالزواج من الشقراء فريولين. فهمت خيانته، غيرة ستيبانوفنا فاقت كل الحدود، هربت بعيداً، وعلى متنها حملت ملابسها، وتاهت في الريف لمدة ثلاثة أيام. عاشت بجنون وكآبة. ثم القت بنفسها تحت قطار لنقل البضائع في محطة ياسنكي. قبل أن تموت، أرسلت برسالة الى بيبيكوف ،” أنت من قتلني، كن سعيداً، إذا كان يمكن لقاتل أن يكون سعيداً، أن أحببت، تستطيع أن ترى جثتي على القضبان في ياسنكي”. كان ذلك في 4 يناير 1872، في اليوم التالي ذهب تولستوي الى المحطة كمتفرج، بينما كان يتم تشريح الجثة بحضور مفتش الشرطة. كان يقف في سقيفة، وينظر من زاوية الى كل تفاصيل جسد المرأة الموضوعة على الطاولة، جسد دامِ ومشوه، وجمجمتها مسحوقة. تخيل وجود تلك المرأة المسكينة التي اعطت كل شيء من أجل الحب، فقط لتلتقي بهذه الميتة المبتذلة والحقيرة.
لنفترض أن هناك قصة حب هنا، لكن ما جذب تولستوي في القصة ليس الحب في حد ذاته، ولكن ما جذبه هو عواقب الحب المتطرفة. عندما بدأ تولستوي كتابة ” آنا كارنينا” قدم شخصيات أخرى وقصص أخرى، بما في ذلك قصة كيتي وليفين. لكن في قلبه ــ ما عدا لمسة كيتي وليفين الرومانسية ـــ ” آنا كارنينا” بقيت مهمومة بما حدث لــ آنا ستيبانوفنا. هذا ما جعلها تختلف عن قصص الحب الأخرى ـــ التي فيها ، الحب هو العاطفة الإيجابية. في ” آنا كارنينا”، الحب نقمة ونعمة. الحب قوة متطرفة في الإنسان، مثل العبقرية، الغضب، الصلابة أو الثروة. في بعض الأحيان، تكون حسنة ولكن في أحيان أخرى تكون فظيعة وقاسية، وحتى خطيرة. كان حب ليفين وكيتي رائعاً ـــ لكن بالنسبة لــ آنا كان من الأفضل لو لم تقع في حب فرونسكي. نظرياً، هذه الرؤية للحب جيدة، ولكن عملياً من الصعب تقبلها، لأنها تتعارض مع ميثولوجيا الحب، هذه الميثولوجيا تحثنا على أن نرى موت آنا تضحية نبيلة: إنها أعطت كل شيء، من أجل فرصة في الحب. في الواقع أن لا شيء حسن كان سيحدث بين آنا وفرونسكي، والجميع سيكون أفضل لو لم تحدث هذه العلاقة. كانت علاقتهما كارثة بالنسبة لــ آنا، وفرونسكي أيضاً، ولــ كارينين و سيريوزا أبنهما. في تدريس الرواية، رأيت الطلاب يحاولون التملص من هذا الاستنتاج، معظمهم فعل ذلك من خلال طرح وقائع. البعض يرى أن آنا لم تخطط للانتحار، الانتحار كان خطأ نتيجة التفكير، وليس نتيجة علاقة الحب، ويمكنك أيضاً إدانة ظروف آنا التي دفعتها للانتحار. قد تجادل كثيراً في الاسباب التاريخية المحتملة: القوانين التي تقف بوجه المرأة، المحظورات الدينية أمام الطلاق، نظام الخطوبة الذي يجبر البنات على الزواج في سن مبكر جداً، وهلم جرا. قد تناقش الأمر على إنه إساءة، لكنها لم تكن غلطة آنا ــ لو كانت الظروف مختلفة، ربما ستكون علاقتهما سعيدة، وحتى الآن العقدة هي أن تلك الظروف لم تكن مختلفة بالنسبة لــ آنا ــ القوانين لم تكن عادلة، لكنها بقيت قوانين. كما قالت جدتي : ” ماحدث قد حدث”. آنا كارنينا سبقت المقولة غير المنسوبة: ” الانتقام مِلكي، وانا اَجزي به”. هذا الشعور الى حد ما، كان وراء انتحار آنا. لكن من وجهة نظر تولستوي، هو تأكيد حقيقة الكون. ما حدث قد حدث، ولن يتغير.
إذا لم تكن آنا بطلة الرواية ــ إذا لم تكن شهيدة الحب ــ إذن من تكون ؟ البت بما فكرت به آنا هو إحدى التحديات الرئيسية للرواية. بعض القرّاء، وربما لشعورهم بالخيانة من قبل آنا، استجوبوا شخصيتها، حكموا عليها وعلى دوافعها. لا يستطيعون رؤيتها كامرأة جيدة، في النهاية يرونها امرأة خائنة. كيرا نايتلي في حوار مسجل معها في العرض الاول من الفيلم في نيويورك، يبدو إنها تشعر بهذه الطريقة : ” بقدر ما جعل معظم الناس في معظم التعديلات آنا كارنينا بطلة وبريئة ــ لم أرَ معظم الناس بالطبع ــ بقدر ما هو تقديس للمظلوم في هذا العالم، آنا مظلومة من قبل زوجها، المجتمع ومن كل شيء. لم أفكر بهذه الطريقة عندما قرأت الكتاب آخر مرة. أعتقد أن بأمكانك أيضاً أن تقول هذا عن آنا. ولكن أعتقد إنها ليست بطلة “.
إذن. نايتلي لعبت دور آنا على إنها خائنة (البعض يرى أن في علاقتها مع آرون تايلر- جانسون، الكثير من الرغبة والقليل من الحب). وبالرغم من أن مصطلح “ليست بطلة” قد يكون قوياً جداً بالنسبة لــ آنا، لكن بالنسبة لتولستوي، كما ناقش الناقد غري ساول مورسون، هناك حقيقة حساسة وهي أن الكثير من الشياطين في العالم ليسوا نتيجة الحقد، بل الجهل. آنا اقترفت الذنب، لإنها استخفت بعواقب الأمور فحسب. آنا لم تخطط للوقوع في حب فرونسكي على هذا النحو، والذي سبب لها التعاسة فيما بعد. لقد ضيعت نفسها في هذا الحب. في الجزء الأول من الرواية (والفيلم)، آنا تسافر الى موسكو لإصلاح ذات البين بين أخيها ستيفا وزوجته دولي. غادرت وهي لا تستطيع الانتظار حتى تعود الى عائلتها في بطرسبرغ ” شكرا للرب” قالت آنا ” غداّ سأرى سيريوزا وألكسندروفيتش، وتعود حياتي الطبيعية كما كانت “. علاقتها مع فرونسكي مأساوية أكثر من مجرد قصة حب حكمها القدر. تولستوي حرص وبكل وضوح على إظهار أن الشيء نفسه ينطبق على ليفين وكيتي، اللذين كانا سعداء بينما آنا كانت تعيسة. ليفين كان يحب الشقيقتين الأكبر لــ كيتي، ولكنهما قد تزوجتا من رجلين آخرين ( إحداهن دولي التي تزوجت ستيفا). لو اختلفت الظروف، من الممكن أن تتزوج كيتي من ستيفا، وليس من ليفين. وليفين يتزوج من دولي. في أحداث الرواية يظهر أن ليفين قد يأس من كيتي تماماً، لكن في لحظة، عربة كيتي تمر بالقرب من الحقل حيث يمشي ليفين، في عمق الريف. وبالطبع، هناك احتمال أن ليفين وكيتي قد لا يكونان لبعضهما نهائياً كما حدث مع آنا، التي سرقت فرونسكي من كيتي في حفلة رقص. تولستوي يضع هذه الحقيقة على ما اعتقد كأستفزاز ــ خيانة آنا مَهَدّ الطريق أمام ليفين للزواج من كيتي ــ بأن نجاحاتنا قد تعتمد على مأساة الآخرين. تولستوي لم يعرف بالضبط كيف يفكر بشأن دور آنا في سقوطها، بالضبط كما لم يعرف كيف يفكر بشأن الحرية التي يريدها الجنود والجنرالات في ” الحرب والسلام“. هو يؤمن بأننا نصنع اختياراتنا، وأن إحساسنا بالأرادة الحرة يعتمد على شيء حقيقي. لكن كان لديه احترام عميق للتعقيدات وقوة الظروف من حولنا، وهو يعتبر شخصياتنا وسلوكياتنا تكوّن ” ظروفنا” أيضاً. هناك حدود لما يمكننا القيام به في هذا العالم، وهناك قيود أيضاً، يمكننا الشعور بها، أو نعرفها ونتخيلها في داخل أنفسنا. هناك حدود داخلية وخارجية ثابتة. في حالة آنا، القيود أحاطت بها من كل جانب : قادتها روحها لحب فرونسكي، بينما الحياة في العالم الذي تعيش فيه يرى أن الحب ليس من الحكمة ولا يطاق. أو، قد يكون اختيارها غير عقلاني، أعطى لرغباتها التي كانت تقاومها مسوغاً للاستخفاف بقسوة هذا العالم. نحن لا نعرف إطلاقاً ما الذي كان سيحدث لــ آنا، وهذا أحد الدروس المروعة في الرواية: لم يكن باستطاعتها التفريق بين عواقب اختيارها وما كانت مدفوعة للقيام به. في الحياة، أحياناً نتخلى عن حريتنا بسهولة، وفي أحيان أخرى، نكافح بجنون ضد القوانين التي لا تتغير. نعطي بسهولة وننجرف مع الحياة، أو نكافح بشراسة ونعاني جراء ذلك. بعد موت آنا، الجزء الأخير من الرواية يخصص معظمه لــ ليفين، الذي يحاول جاهداً الوصول الى سعادته. ليفين محبوب، وقور ومخلص. لكنه ليس ذكياً بشكل لافت، أو لديه تجارب أو متألق. (سونيا زوجة تولستوي، قالت له: ليفين هو أنت بدون الموهبة)، يشبه آنا في مواجهته للاسئلة التي واجهتها. هل كان عليه إجبار الناس والمؤوسسات من حوله على التغيير، وبهذا يتمكن من العيش في انسجام مع ما يمليه عليه ضميره (مثلاً، عن طريق إعادة صنع مزرعته على الخطوط ” الحديثة” سياسياً وزراعياً)، أم كان عليه أن يخضع لإحدى الاحتمالات التي قدمها له عالمه مسبقاً ويصبح مزارع تقليدي شهم ؟ لأنه غني ورجل مستقل، كانت المخاطر بالنسبة له أقل من التي واجهتها آنا، لكنها بقيت موضوعية: ليفين شعر بعدم وجود أسلوب اعتيادي في الحياة ذو معنى بالنسبة له، ولا يريد لحياته أن تكون بلا معنى. لقد كافح ليفين وصاغ مصيره ليكون سعيداً، بينما لم يتخطَ الحدود إطلاقاً، وينتهي به الحال كما انتهى مع آنا، أو مثل أخيه نيكولاي السياسي الراديكالي الذي مات فقيراً وغاضباً. ليفين حصل على كل شيء يريده تقريباً، تزوج من كيتي وأصبحت لديه أسرة رائعة. ولكنه لم يشعر بأنه قد طور نفسه، وكان يشعر بأنه لم يفعل شيء حتى يستحق هذه السعادة. لا يزال يشعر بالعجز، وبأنه تافه وعديم الفائدة. كتب تولستوي عنه ” سعيد في حياته الأسرية، رجل بصحة جيدة، ليفين كان قريب جداً من الانتحار لعدة مرات، حيث خبأ حبل المشنقة الذي علق نفسه عليه، وكان خائفاً من الذهاب وبمتناوله البندقية خشية أن يطلق النار على نفسه “. لقد تحمل الكثير من أجل الحياة، والبقاء حياً. ثم وجد طريقه في الأيمان، وأدرك الجانبين الرومانسي والديني. حاول جهده ليكون شخصاً صالحاً، في حدود القيود التي وضعتها له الطبيعة والظروف، وكانت جيدة بما فيه الكفاية.
الرواية تركت لنا جواباً وهو لغز أيضاً، لماذا كان ليفين قادراً على إيجاد السلام، بينما آنا لم تستطع ذلك؟ في "القنفذ والثعلب" يقول أشعيا برلين : ” بالنسبة لتولستوي، الحكمة تتمثل بالمقدرة على فهم ما يريده الإنسان وما يستطيع أو لا يستطيع الإنسان أن يفعله. الطريقة الوحيدة لإيجاد تلك الحدود هو محاربتها ولكن بلطف، بهدف إيجادها وتقبلها”. في حياتك لن تفكر بالقيود، ولكن تتعلم من التجارب والمعاناة. قد تخطئ بما هو ممكن وما هو غير ممكن، وربما تخسر كل شيء. هذا التفكير المحافظ هو الجبرية، التي تشير الى أن القيود لما هو ممكن لا يمكن معرفتها مقدماً، والتجارب والتقاليد قد تكون أفضل معلم لنا. في حالة آنا، كان عليها أن تبذل جهداً لكي تتقبل زواجها التعيس.
أن تقرأ "آنا كارنينا" يعني أن تعتني بــ آنا. هي من أفضل الشخصيات الروائية، كل شخصية في "آنا كارنينا" أحبت آنا، ونحن أيضاً. عندما نقرأ الرواية نريد أن نفهم، هل يجب الإشادة بعاطفة آنا أم إدانة تهورها؟ هل يجب أن نُعجب بها أم نرفضها؟ رايت وستوبارد عرفا أن "آنا كارنينا" تدعوك لدفع هذه الاسئلة جانباً. الفيلم يطلب منك التفكير في الظلم والجهل، ولم يخرج عن إطار قصة الحب. الشخصيات كانت نمطية جداً ــ خيانة آنا، ونقاء كيتي ــ ولم يظهر لنا بشكل كافٍ حياتهم العادية بعيداً عن الرومانسية لكي نفهم الشبه بين آنا وكيتي. فيلم رايت يعرض لنا فقط الشخصيات وهي تقع في الحب. رواية تولستوي حدثت في زمنها، أظهرت صراع الشخصيات وترددها، ما فكرت به وما شاهدته، ما تخيلته وما كتبته، ماعانته وما غفرته. ومن الممكن إنها ارتقت فوق أسئلة الانسان عن الإعجاب والاستنكار، وفوق ما يكون وما يجب أن يكون، وببساطة: هكذا تجري الأمور من حولك، عليك أن تكون شاكرأً لما أنت عليه. ما حدث قد حدث.
المصدر: The New Yorker
ليست هناك تعليقات