كان هناك ترجمة لرواية ماركيز الشهيرة تحت عنوان "خريف البطريق"، والغريب أن "القراء" و"النقاد" و"المثق...
كان هناك ترجمة لرواية ماركيز الشهيرة تحت عنوان "خريف البطريق"، والغريب أن "القراء" و"النقاد" و"المثقفين" اعتبروا هذه الترجمة ساقطة لمجرد أن المترجم استخدم في العنوان كلمة "البطريق" (على اعتبار أن البطريق هو الطائر المعروف).
صديقتي الإسبانية "لوثيا" قرأت في ذلك الوقت مقالاً يذم المترجم والترجمة، ويعتمد في نقده كله على "غلاف الكتاب" فحسب. فما كان منها إلا أن ذهبت واشترت الكتاب، وقرأت مقدمته، ووجدت أن المترجم كتب في هذه المقدمة: "ونود أن نلفت نظر القارئ أننا أخذنا كلمة البطريق بدلاً من كلمة البطريرك، لأن الأولى أكثر تعبيراً إذ تعني لغة: القائد من قواد الروم. أما الثانية فتعني المذهب الكهنوتي المعروف، ثم إن بطريق ماركيز هو نموذج من الديكتاتور في كل زمان ومكان...." إلى آخره من المقدمة التي تشرح خيار المترجم في أن يبتعد عن لفظة لها حمولة دينية خاصةٌ في عالمنا العربي.
وانطلقت صديقتي لوثيا من هذه المقدمة لتكتب أطروحتها، التي قالت فيها إن "البطريق" ليست ترجمة ممكنة فحسب لعنوان رواية ماركيز، بل هي ترجمة جريئة أيضاً.
في الأسبوعين الماضيين ثارت ثائرة بعض القراء وبعض النقاد بسبب أن دار ممدوح عدوان أعلنت عن قرب صدور كتاب "قراءة معاصرة لنص أبي العلاء المعري رسالة الغفران"، وكلهم ثاروا وبدؤوا يدلون بدلائهم قبل أن يقرأ أيٌّ منهم الكتاب.
قد نتفق مع ترجمة اسم رواية ماركيز "خريف البطريق" وقد لا نتفق، وقد نقرأ مبررات المترجم فنقتنع بها أو لا نقتنع. وقد نتفق مع ما فعلته الدار في طرح "قراءة معاصرة" لكتاب أبي العلاء المعري وقد لا نتفق، وقد يعجبنا الكتاب وقد لا يعجبنا. كل ما سبق حقوق مشروعة لنا، لكني أعتقد أنه قبل حقنا في القول، هناك واجب ألا نقول رأينا في كتاب بناء على غلافه فقط، وإلا كانت مبررات رأينا غير صحيحة وغير كاملة، وربما ربما ساذجة أو حمقاء.
ملاحظة: أرجو ألا يفهم من هذا البوست أني أدافع عن ترجمة "خريف البطريق" أو أني معجب بها (لأني لا أدافع ولست معجب)، وهدف هذا البوست هو تحديداً أنه يجب أن نقول رأينا في كتاب بعد قراءته لا قبل.
تعليق كتبه الناشر فايز علام في صفحته الفايسبوكية
ليست هناك تعليقات