إلى الراحل فينا : ( علاء مشذوب
الخفاجي )
كُلُّ رأسٍ رهينٌ بِمَنْ تَوَّجَهْ
كلُّ ريحٍ تَهِبُّ بلا موعِدٍ
مُزعِجَه
هيَ الريحُ
تَعْرِفُ إنَّ النخيلَ عَصِيٌّ
عليها
فتُرْعِبُ أصواتُها العوسَجَه
تُحاولُ أنْ لا تُثيرَ الترابَ
وما تُخْفِهِ هذه الاسيِجَه
فَقدْ تَكشِفُ الريحُ جِسمَ
القتيلِ
وقاتِلهُ يَفقِدُ البَهرَجه
هوُ التاجُ .. حينَ يثورُ الجياعُ
يضيعُ بأقدامِهمْ دَحرَجَه
كلُّ تاجٍ رهينٌ برأسِ المِلوكْ
كلُّ مَنْ ماتَ غَدراً ..
لَمْ يُعْطِ وقتاً لكاتِمِهِ
كيْ يُزيلَ الشكوكُ
إذا مُتَّ في شارعٍ ضيقٍ بالرصاصِ
فَكُنْ هادِئاً
عندما يحمِلوكْ
لأنَّ دمائَكَ .. حينَ تسيلُ على
ثوبِهِمْ
يَشتِموكْ
فَكُنْ هادِئاً ريثما يدفِنوكْ
في كلِّ إطلاقِ نار ٍ.. بأيِّ
زُقاقْ
يَصْرخُ مِنْ ألَمٍ كلُّ هذا
العُراقْ
كلما قَتَلوا شاعراً في الظِلامْ
تَحُطُّ مَكانَ الجَريمةِ
فاخِتةُ
كلَّ ليلٍ تُغَنّي المَقامْ
كُلَّما تَوَّجوا مِلِكاً للبلادْ
تَزيدُ الحَرائقُ
تَمطُرُ كًلُّ السماءِ رَمادْ
كُلَّما هَبَّتِ الريحُ
صاحَتْ بها الاضْرِحَه :
مَنْ ياتُرى سوفَ يأتي الينا
مِنْ بَعْدِ أنْ تَنتهي
المَذْبَحَه ؟
مَنْ يُطلقُ النارَ في كربلاءْ
على كاتبٍ يرتدي قُبَّعَه؟
يعودُ إلى بَيْتِهِ في المَساءْ
ليلقى على بابِهِ مَصرَعَه
ألمْ يَكفِها سيّدُ الشُهَداءْ
ومَنْ كانَ يومَ الطُفوفِ مَعَه
كأنَّ بِها شَبَقَاً وآشْتهاءْ
لتَحْضُنَ في أَرضِها أَضْلُعَه
فَمَنْ ماتَ حُراً وَفوقَ الرصيفْ
سَيَرْفَعُ في وجْهِنا إصْبَعَه
حيدر الخفاجي
عمّان
٣/٢/٢٠١٩