Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

صورة للكنيسة والتمثال لوّنها المصوّر يميّن يدويّاً

لم يعد يحضرني متى على وجه الدقّة أخرجت للمرة الأولى إسم المصّور جورج حنا يمّين (1885-1947) من النسيان. هل عام 1980 أو 1981؟ ألاّ أن ذلك...



لم يعد يحضرني متى على وجه الدقّة أخرجت للمرة الأولى إسم المصّور جورج حنا يمّين (1885-1947) من النسيان. هل عام 1980 أو 1981؟ ألاّ أن ذلك جاء في سياق مقابلة أجرتها معي الصديقة منتورة إسكندر، الإعلاميّة والمربّية، ونشرت إمّا في "الوكالة اللبنانية الحرّة"، أو في جريدة "الأمل". أقول ذلك لوقوع مجلداتهما بعيداً عن متناولي الآن.
وكانت الجرثومة الفتّاكة لهذا الولع بالصور في أوّل عهدها. فعلقت بي، وعلقت بها. وما بدا وكأنه مشروع هواية، أضحى، مع مرور الوقت، إتجاهاً متأصّلاً.
وقد غَذَّ قطار العمر السَيْر نحو أيّامنا هذه . ومرّت عقود أربعة قبل أن أعيد التذكير به في كتابي الأخير (كتاب بالإشتراك) الصادر عن دار "كاف"، في بيروت، ويتجدّد في داخلي العزم للوصول الى المزيد من صوره التي كان التلف مصير غالبيتها الساحقة عام 1980.
وهذا ما قاد خطاي مؤخّراً الى بيت المرحوم رزق الخوري سعاده، في زغرتا، بقصد إلقاء نظرة على صورة لجورج يميّن كان تناهت إليّ معلومات عن كونها تمثّل كنيسة مار جرجس، في إهدن، وتمثال يوسف بك كرم الذي يتوسّط باحتها. وبعدما أوضحت القصد من زيارتي لأهل البيت، بمعيّة جارهم نافذ دحدح، توّجهت مباشرةً لرؤية الصورة التي لم أتفاجأ بمضمونها، إنما فوجئت بكونها ملوّنة يَدَويّاً، وعائدة إلى صيف العام 1932. أي العام الذي أُزيح فيه الستار عن التمثال (11 أيلول)، ومكبرّة (بحجم 30x 40 سنتمتراً).
جلّ ما يعلمه بنات رزق الخوري سعاده عن هذه الصورة إن والدهم كان شديد التعلّق بها، وأنه دفع ثمناً غالياً للحصول عليها، لكبر حجمها عن المعتاد، وتأطيرها، وبخاصة بسبب المجهود الذي يتطلّبه تلوينها. وقد إستأذنتهم لأخذ صورة عنها بعدسة جوّالي،لكنني لم أظفر بنتيجة مُرْضية. فكان من الطبيعي أن أستعين بخبرة جارهم الآخر صديقي الفّنان عبّود معّوض، الأستاذ في معهد الفنون في الجامعة اللبنانية (الفرع الثالث)، تحقيقاً لمبتغاي.
شعرت بغبطة عارمة حين رأيت هذه الصورة لأنني قد أكون الوحيد اليوم علماً بأن المصّور جورج يميّن كان أوّل من دعا لإقامة تمثال ليوسف بك كرم في إهدن في مقال نشرته له جريدة "الهدى النيويوركيّة"، حين كان لا يزال يعيش في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تعلّم أصول مهنة التصوير، سابقاً بذلك جريدة "صدى الشمال" لصاحبها فريد أنطون. سوى أن الصورة تركتني في حيرة لتساؤلي عمّا إذا ملتقطها هوّ أوّل من أشاع عادة تلوين الصور الفوتوغرافية باليّد، ولحقه، من ثمّ، في إهدن كلّ من المصوّر كميل القارح (1897 – 1958)، والفنّان التشكيلي بولس يمّين (1910 – 1958)،
والمصوّر يرتشان دنكيكيان (1919 – 1983)؟ أم أن ذلك كان قد بدأ يشيع قبل إقتفائه أثر والده، وعزمه على تمضية ما تبقّى من حياته في لبنان، ما بين زغرتا وإهدن ؟
لا أملك جواباً حاسماً. لكن إلى أن يتوفّر الدليل، أكتفي، الآن، بمجّرد الإشارة إلى الصورة المسلّط عليها الضوء، شاكراً لعبّود معوض تقديمه يد العون ، بقصد إيصالها الى كل مهتمّ.
محسن أ. يمّين

ليست هناك تعليقات