تكثر مظاهر الابتهاج باستلام #ريا_الحسن منصب وزيرة الداخلية. رئيس الحكومة سعد #الحريري "فخور بهذه اللحظة"، بحسب تغريدته على &qu...
تكثر مظاهر الابتهاج باستلام #ريا_الحسن منصب وزيرة الداخلية. رئيس الحكومة سعد #الحريري "فخور بهذه اللحظة"، بحسب تغريدته على "تويتر". والنائب بولا يعقوبيان، المعارضة الوحيدة في البرلمان، فخورة بها أيضاً. وفي الإعلام ثمة من وصفها بالقوة الناعمة...
هذا الابتهاج بتعزيز دور المرأة في الحكومة مشروع. لأن تعزيز هذا الدور حق مشروع طال انتظار تحقيقه مع أن حجم تمثيل المرأة لا يزال محدوداً نسبياً.
ثمة شكوك بأن هذا الابتهاج سيبقى محصوراً بالشكليات ومندرجاً في خانة التفاهة على الطريقة اللبنانية.
لذلك تبقى المهمة الأولى للوزيرة ريا الحسن تبديد هذه الشكوك. لأن انطباع المواطن العادي تجاه أدائها لن يكون مختلفاً عن انطباعه حيال أداء كل أسلافها، لأسباب عدة، أبرزها يتعلق بحالة السير في لبنان وبعدم سهر وزارة الداخلية حتى اليوم على فرض تطبيق القانون بشكل شامل وكامل وحاسم.
الاختبار الأساسي للوزيرة ريا الحسن يتمثل في قدرتها على تفعيل دور وزارة الداخلية في إدارة شؤون السير بما يؤدي إلى وضع حد نهائي لحالة الفوضى على الطرقات. ويقع بالتالي على عاتق الوزيرة ريا الحسن مسؤولية التصدي لواقع يومي، أو بالأحرى لكابوس يومي، يعاني منه المواطن العادي، وصولاً إلى تغيير هذا الواقع تغييراً جذرياً. ومن مظاهر هذا الواقع المشوه:
- مخالفة الحد الأقصى للسرعة. هذه مشكلة ذات بعد إنساني نظراً لتسببها بحوادث سير تلحق أضراراً مادية ومعنوية. وذات بعد بيئي لأن السرعة تعني مزيداً من انبعاث الغازات الملوثة للبيئة. سئم المواطنون من خطط وخطابات لم تؤد حتى اليوم إلى تطبيق القانون. الأمثلة اليومية على الطرقات لا تحصى.
- ظاهرة السير "بعكس السير"! المشهد اليومي لم يعد يطاق. وأحياناً يمكن للمواطن أن يرى سائق سيارة "رسمية" يرتكب مخالفة كهذه.
- عدم السير ضمن الخطوط المحددة للسيارات على طول الأتوسترادات والجادات والشوارع كافة. وهنا يجب التعاون بين الوزارات المختصة لرسم هذه الخطوط على الطرقات (والانتباه لاستخدام "بويا" ذات جودة عالية حتى لا تختفي بعد أيام معدودة من تاريخ وضعها !!!).
- عدم استخدام الإشارة أثناء الانعطاف أو الانحراف على مفترق طرق.
- احتلال أماكن عامة أمام الأرصفة وهي مخصصة كمواقف للسيارات وهي حق لأي مواطن ليركن فيها سيارته، ولا يحق لأي فرد أن يحتكرها. هذا المشهد يتكرر في كل مكان (من قبل أفراد... ومن قبل الفاليه باركينغ).
- ظاهرة دخان سيارات وشاحنات ودراجات نارية تتجول يومياً وتتسبب بتلوث الهواء وبتنشق المواطن لغازات سامة ومضرة بصحته. الاصلاح يبدأ في مؤسسة الميكانيك ولكن بسهر شرطة السير وإقدامها على ردع هذه المخالفات الخطيرة !!!
الخ.
اللائحة تفيض. ووجود كل هذه المخالفات لا يدعو للابتهاج. هذه المخالفات عار على المجتمع اللبناني. لكن وحدها الحكومة ووزارة الداخلية ووزيرة الداخلية مسؤولة عن معالجتها ووضع حد لها.
هل ستنجح الوزيرة ريا الحسن في اختبار إعادة هيبة وفعالية الدولة في ما يتعلق بإدارة شؤون السير في لبنان ؟ أم أن الوضع سيبقى على حاله وسيبقى عنوان الأداء الحكومي : حبر على ورق ؟!
عن الفايسبوك
ليست هناك تعليقات