عنصرية الكثير اللبنانيين حقيقة لا تحتاج إلى اثبات أو توثيق. جوهر هذا التصرف تجاه الآخر السوري أو الفلسطيني أو أي اجنبي غير غربي، يعود إلى ع...

منذ ما قبل الثورة كان للعنصرية اللبنانية تجاه المواطن السوري اوجه عدة : هي عنصرية البعض تجاه الغريب اي كل آخر. هي عنصرية الشعوب المضطهدة من قبل نظام بلد آخر دون قدرة على التمييز بين سلطة النظام السوري والشعب السوري المقموع بدوره. هي عنصرية طبقية من الاغنياء ضد الفقراء. واخيرا عنصرية الفقراء ابناء البلد ضد الفقراء الوافدين. وحده رب العمل يخرج منتصرا بحيث يستغل العامل السوري وقتا واجرا دون تأمين اية ضمانات الامر الذي يساهم في ازدياد الريبة مع المواطن اللبناني الأكثر تهميشاَ.
لكن، تعالوا ننظر إلى المشهد الكلي لوجود اللاجئين السوريين في لبنان. الصورة العامة ليست بهذه السلبية. لا أعتقد أن هنالك بلد في العالم كان من الممكن أن يتحمل تبعات دخول أكثر من ثلث سكانه إلى أراضيه في أقل من 36 شهرا ولا ينفجر النسيج الاجتماعيً والسياسي الطائفي المنقسم حول كل شيء تقريبا بما فيها الموقف من الثورة السورية.
نعم، يعيش بيننا الآلاف وعشرات الآلاف من العنصريين. وهذا واقع مرير لا يبرر بل تجب مواجته خاصة اذا تأتى من مؤسسات رسمية مدنية كانت ام عسكرية. الا انه من غير المنصف جلد الذات أكثر من اللزوم أو أيضاً تبرير العنصرية المضادة لعدد لا يستهان به من السوريين. فهذا الاجتماع اللبناني على هشاشته ( ربما بسبب هذه الهشاشة)، كان الأقدر على استقبال السوريين الهاربين من إجرام النظام، أكثر بكثير من معظم الدول التي دعمت الثورة السورية. وبالتالي سيكون من غير المنصف تجاهل الكثير والكثير من المبادرات الفردية والعامة التي دعمت ولا تزال وستظل تدافع عن حقوق المواطن والمواطنة السورية في لبنان وعن حقهم في العيش بكرامة في لبنان.
أن يكون للوجود السوري الحالي في لبنان انعكاسات سلبية على عدد من القطاعات الاقتصادية، فهذا أمر بديهيّ ولا يحتاج للكثير من النقاش حتى. الا أن الواقع مهما بلغت صعوبته لا يجعل من العنصرية موقفاً أو رأياً. العنصرية جنحة، وجب على القانون معاقبة مرتكبها...
من هون ورايح، بيصير في امكانية لمناقشة جدية وعميقة ومسؤولة لتداعيات الوجود السوري.
ليست هناك تعليقات