Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

«ذرُومُوس» معاذ الآلوسي: طائر الجمال الذي حلق بعيدا

  خالد مطلك 2018/11/25 لست بصدد تأكيد فرضية سابقة، بشأن علاقة العمارة بتلك القشرة المدنية التي تحركت عليها مدينة بغداد لبضعة عقود من ...

 
خالد مطلك
2018/11/25

لست بصدد تأكيد فرضية سابقة، بشأن علاقة العمارة بتلك القشرة المدنية التي تحركت عليها مدينة بغداد لبضعة عقود من الزمن، قبل أن تتهشم تدريجياً، وتتحول الى قرية كبيرة، تشظت بدورها إلى مجموعة من القرى البائسة. أقول قرية، ولا أقصد أي مقاربة مع طبيعة حياة الريف، المرتبطة بنمط معيشة الفلاحين، وإنما أرمي، إلى تلك الفوضى العمرانية، والسلوك الإجتماعي الهجين، الذي يمارسه قسم كبير من سكانها بعيداً عن أي إنضباط، تمليه صرامة الحياة في المدن.
قصة العمارة البغدادية، وبالمعنى الحداثي، هي تقريبا قصة تأسيس المملكة العراقية في مطلع عشرينيات القرن الماضي. ولفترة طويلة، بقي عصياً على فهمي، تفسير تلك العلاقة، التي ربطت الملك فيصل الأول، بوظيفة غريبة على الهيكيلية الحكومية التقليدية، هي وظيفة معمار الحكومة ( Architict Govrnment) والتي شغلها حتى تاريخ الغائها عام ١٩٤٠ المهندسون ميسون وكوبر وجاكسون ومساعده باكستر، وكلهم من الإنكليز، ثم آلت إلى معماري عراقي، هو أحمد مختار حسب الدكتور خالد السلطاني.
وضع (معمار الحكومة) المقترحات الأولى، لما بات يعرف بعمارة الحداثة العراقية، وأصبحت فيما بعد، بعهدة تلك النخبة من المعماريين العراقيين، الذين أنهوا دراستهم على دفعات في الغرب، وعادوا مدفوعين بحماس شبابهم وشباب الدولة الفتية، لأقتراح أساليب تصميمية حداثية، صارت الأدبيات المحلية، لا تتردد في نعتها ب (مدرسة بغداد للعمارة).
في واجهة هذه المدرسة، برز معماريان كبيران هما؛ محمد مكية ورفعة الجادرجي، الذين جاوز دورهما تصميم البنايات الحكومية والأهلية، إلى تأسيس أول قسم لدراسة العمارة، وتقديم جهد نظري بالغ الأهمية، في تأطير المنجز المعماري، بحاضنة معرفية ذات أسس واضحة، تستطيع الدفاع عن رؤيتها فلسفياً. وبذلك، أصبح لدينا تقليد محلي نادر على مستوى المنطقة، هو أن كتب العمارة البغدادية، تندرج في المتن الثقافي والمعرفي، إلى جانب التشكيل والمسرح وسائر المنتجات االجمالية، وإن كانت بدرجة أقل شعبية، لأن العمارة، ومنذ فتروفيوس هي هم نخبوي بالدرجة الأساس. من هنا يكون حضور معماري وناقد متميز، من مستوى خالد السلطاني، ليس أمراً غريباً وهو يتمتع بهذه الإستثنائية والفرادة.
إلى جانب مؤلفات السلطاني ومن قبله المشروع النظري للأستاذ الجادرجي، صدرت كتب وأطروحات مهمه، ولكنها ولاسباب عديدة، لم تشكل تراكماً واضحاً وإستمرارياً يخرج عن دائرة التخصص الأكاديمي، حتى ظهر كتاب نوستوس لمعاذ الألوسي، والذي أعقبه بكتابين آخرين، هما توبوس وذروموس (صدر مؤخراً) لينقلنا إلى حيز جديد تاريخياً ومفهومياً في تتبع مسيرة هذا الفن، وفي فترة ملتبسة سياسياً، هي فترة مابعد الجمهورية الأولى، وما تلاها من إرباكات وهزات مجتمعية، تراوح فيها الجهد العمراني والمعماري بين مستويات متذبذبة وقلقة. وجدت العمارة نفسها، تكافح من أجل الحفاظ على طابع المدنيّة الوليدة.
ففي كتبه الثلاثة، ينشغل معاذ الألوسي بـ(نمط عيش يسود فيه الجمال والإحساس الإنساني الرفيع). فالعمارة لديه، تعني تأسيس فضاء حميم للإنسان بالدرجة الأولى. وفي مناسبات سابقة، توقفت عند كتابيه الأوليين في قراءة إحتفالية الطابع، ومراجعات سعيدة بمنجز متميز، وأود التوقف هنا، بما يسمح به المجال، عند إنشغال آخر في كتابه الأخير، هو العلاقة مع " الإستشاري العراقي " وشخص مؤسسه رفعت الجادرجي، ذلك لان الكاتب خصه هذه المرة، باربعة فصول مستقلة من مؤلفه، بالإضافة إلى صفحات كاملة في مناسبات متفرقة.
* * *
في عالم الكتب التي تختص بفن العمارة، يتقدم الألوسي بأسلوب مميز بعيداً عن اللغة التخصصية بجهازها المفاهيمي المعقد، ليضعنا أمام عمارة حياة، ترسم وتصمم وتنفذ بأنفاس البشر الذين يصنعونها. فإلى جانب الشواخص الإنشائية، يتحرك الإنسان بنبله، وتلقائيته، وخياله، وغضبه، وآلية إنتاج أفكاره التصميمية، بالإضافة إلى رغباته الحياتية، وإقباله بشهوته العارمة لتكييف الواقع. نحن مع الألوسي بأزاء كتب في العمارة، يصعب تصنيفها وتجنيسها أدبيا وتقنياً، فهي تتحرك بلغة يومية رشيقة، صادمة ومشوقة، تسحبك إلى نهايات غير متوقعة، كما لو أنك تقرأ رواية تم بناء أحداثها وشخوصها، مثلما يجري تصميم بناية مختلفة ومشاكسة عند حافة نهر مضطرب. تتداخل فيها الحياة البغدادية بمباهجها وإحزانها وهمومها، مع ملذات وتطلعات أبطالها. وغير ذلك، فهي دراسة معرفية لطبيعة المكان، البيئة، المواد، والتراث، تجري تحت سطح مياهها قراءة إنثربولوجية، تمضي بشكل غير مفتعل، لتكشف عادات وتقاليد وأزياء ومطبخ ومراسم إحتفالات المجتمع، الذي تنشغل به فصول هذه الرواية.
مؤلفات الألوسي الثلاث، هي سيرة حياته منذ طفولته، بل منذ لحظة سقوط رأسه في كرخ بغداد، حتى لحظة تجوله بين منصة أنابيب، زرعت في مياه البحر الأبيض المتوسط قبالة شواطىء ليماسول، كواحدة من توقيعاته الإنشائية، لبناء حوض تربية أسماك في المياه العميقة. وبين تلك اللحظة وهذه اللحظة، هناك قصص، تنسرح متساوقة لتروي حكاية بغداد من مركزها مرة، ومرة من ضواحيها الشعبية الفقيرة، وتتوقف طويلاً عند " الإستشاري العراقي " ذلك المكتب ـ الأكاديمية، الذي أسسه رفعة الجادرجي، كمختبر يومي لحياة معمارية صاخبة، تناوبت على العمل فيه، اسمآء لامعة من أجيال وتخصصات مختلفة، لتشكل الحصة الأكبر من الرصيد الذي تفخر به بغداد من خلاصتها المعمارية. ولئن كان رفعة الجادرجي، قد أطلعنا بنفسه على بعض ملامح سيرته الشخصية، إنطلاقاً من صورة والده السياسي الوطني المعروف كامل الجادرجي في كتابه (صورة أب) ومن ثم رؤيته الفنية الجدلية في ( شارع طه و هامرسمث) و ( الأخيضر والقصر البلوري) ودراسته الإنثربولوجية في (مقام الجلوس في بيت عارف آغا) ، لكن كتب معاذ الألوسي، عملت على نحت تمثال حضور رفعة الإنساني، بطريقة تجعل منه شخصية مألوفة وحميمية، بعيدة عن المثالية التي يراه الآخرون فيها. فحديثه جاء عن معرفة عميقة، بمعلم وصديق وشريك ومنافس، وأخيرا كإنسان أكثر منه كرائد في مدرسة العمارة البغدادية، وأهم نجومها وألمع منظريها. وهذه الحال، تنطبق على أغلب رموز هذا المعترك الفني، الذين بث الألوسي في صورهم نوعاً من الحيوية، تدعنا نتعرف عليهم بعيداً عن حضورهم التقني والأكاديمي.
في مسيرة العمارة البغدادية، شكّل " الإستشاري العراقي " أكثر علاماتها نضجاً وحداثة ومهنية، وفيه تدرب خيرة معماري هذا البلد بعد مرحلة الرواد، وفي قاعاته وعلى مناضده، ظهرت مجموعة من أهم التصاميم لاجمل البنايات، التي أبدعها معماريون شباب، لديهم أحلام وطموحات شخصية، معجونة بحس إنتمآء عميق للمكان، وعرفان منقطع النظير لرفعة الجادرجي. وقصة معاذ الألوسي مع " الإستشاري العراقي " التي أمتدت لأكثر من (١٣) سنة موظفاً وشريكاً، هي قصة تبلور الحياة المدنية لبغداد، التي أدمنت شخصياً مراجعتها على ضوء بروجكتر العمارة، لأنني، ومثل الكثيرين من أبناء جيلي، أقترنت لديه الحداثة كمفهوم مع ثورة الشعر الحر، وتعلم تجييل الأدب على حقب تاريخية، أمد كل واحدة منها عقد من الزمن. متجاهلاً عن نقص في المعرفة، أن الشعر لا يمثل حداثة المجتمع، وإنما هو مجرد تبدل في الأمزجة الذوقية في الأدب، لا تمس جوهر الحياة اليومية للناس، كما هو حال الأبنية التي يعيشون بداخلها، أو تلك التي تفرض عليهم، نمطا سلوكيا من خلال تأثيرها المباشر والإرغامي إلى حد ما.
ومن خلال قراءتي المكثفة، لكل ما أنتجته أدبيات العمارة البغدادية، وبخاصة كتب الآلوسي الثلاثة، تيقنت أن مدنية بغداد، هي مقترح معماري بالدرجة الأساس، وأن معاذ الألوسي، هو أفضل من فسر لي، الترابط بين المنتج الفني والجمالي والوظيفي للعمارة، مع مجريات حياة الناس من مستهلكي هذه العمارة. وهذا، بالنسبة لي في الأقل، ليس بالأمر الهين، فقد وفر علي إجابة الكثير من الأسئلة، التي شغلتني في فهم المدينة التي ولدت فيها، وأحببتها مثلما يحب أي أنسان مسقط رأسه، وشوارع مراهقته وطفولته، خاصة بغياب الدراسات الإنثربولوجية، والسيوسيولوجية، وصناعة السينما، والدراما التلفزيونية غير المتكلفة.
* * *
(أنا غير ضليع بلغة الحكي، وكثيراً ما أتأتىء، وقليلاً ما أتحدث بلغتي المهنية، بمعنى الكلام والشرح، لأن هذه اللغة، حسب عاداتي وتكيفاتي، لا يتحدث بها بل تجسد بعمارة ذات انتساب واضح، فهي بنت بيئتها المحلية. وهذه كانت لغة رفعة الجادرجي ويموازاتها ظهرت لغتي .... معلذ الألوسي ـ ذروموس ٢٠١٨).
اتفق بنسبة ليست قليلة، مع هذا الإقتطاع من كتاب الألوسي الأخير، خاصة فيما يتعلق بلغته المختلفة عن لغة رفعة الجادرجي، فلغة معاذ هي أقرب إلى الفن الروائي كما اسلفت، بينما لغة الجادرجي، هي لغة تقنية بتأملات فلسفية، تنهل من معرفته الشخصية، وأيضاً من طروحات أخرى لمفكرين وفلاسفة في علم الجمال. ومع ذلك، لا يمكننا رسم حدود فاصلة، بين هذين المستويين من الخطاب. فكثيرا ما نعثر لدى الجادرجي، على سرد عاطفي، وحكايات تستمد جمالها من بلاغات غير أكاديمية. وفي نفس الوقت، فان معاذ الألوسي، يغادر في بعض الأوقات، لغته الحميمة ليخوض في اللغة المعمارية الصرف ببلاغة الفنان المفكر. تبقى لغة الأول، بتقنيتها الرفيعة مرجعاً في فن العمارة، سواء التجربة المحلية منها أو العالمية، وهي لا تقل أهمية عن طروحات فنتوري وجارلس جينكس في سبيل المثال، مع مراعاة فارق الموضوعات المتناولة لكل منهم. وشخصياً أعد مؤلفات الجادرجي، بخاصة في ( من شارع طه إلى هامر سمث) و ( حوار في بنيوية الفن والعمارة) أكثر عمقاً من فنتوري وجينكس. لكنني، وربما بسبب من خلفيتي الأدبية، أستمتع كثيراً في قراءة ثلاثية الألوسي، لانه، وكما وصفه أستاذه الجادرجي نفسه ( لمعاذ جاذبية في خلق الألفة والوئام مع حلقة العاملين معه. فاصبح المكتب لهذا السبب، ولاسباب أخرى، مركزاً للفعاليات في محتلف الممارسات .... ومعاذ ينشط بين ظهرانيهم يشجع هذا ويؤنب ذاك، كاللولب الدؤوب، يفرح مرة ويغضب أخرى أنساناً على الدوام).
معاذ الألوسي إنسان على الدوام، فهو عندما يؤلف كتباً عن العمارة، تتخذ هذه العمارة موقعها كخلفية لحركة الإنسان، الذي يتحدث عنه بلغة خاصة، تشبه طريقته في إنتاج التكوين المعماري، كما يصفه الجادرجي (يقوم بعجن التخطيطات الجامدة في الورقة الزرقاء عجناً بالتكوين، فتدب فيه رويدا رويدا تلك الروح المستقطرة من عصارة الشكل التجريدي. وهكذا يكتسب التكوين حياة).
هذه اللغة طورت جمالياتها من روح المعمار. بحنين طاغ، وعاطفة مترفعة، ودموع لها صوت خفي بين السطور، أنه لا يكتب مجده الشخصي، ولا يؤسس تاريخاً لمنجزه، على العكس تماماً، أنه يكتب عن ضياع الآمال، عن خديعة الآوهام، والأحلام، والتطلعات، التي كانت تسكنه في رؤية مدينته، وهي تنبثق عاصمة جميلة، تنافس برشاقتها عواصم الدنيا ( من المؤكد أننا كنا نحلم. لم نكن ندرك أن التخلف كان بنيوياً، مركباً ما بين التنظيم العشائري والنظام السياسي. ستظهر مجهوداتنا كأننا كنا نعيش في برج عاجي متوهمين).
اعتقد أن هذه العبارة تكررت نصاً، في كتابيه الثاني والثالث، ذلك أنها الحقيقة المؤلمة، التي تحركه بشأن مراجعة الماضي.
في "الإستشاري العراقي" الذي دخل إليه شاباً متحمساً، بعد أن عاد من المانيا وهي تنفض عنها غبار الحرب العالمية الثانية، متسلحاً بذلك الإنضباط المهني الصارم، حيث يُبذل جهد هندسي ليس بيسير، حفاظاً على كرامة طابوقة واحدة، ليجد استاذه يفكر على النحو الذي تعود عليه وتعلمه ( إن الكثير مما أعتقد به الأستاذ رفعة الجادرجي وتعلمته منه، يوازي ما تعلمته في تركيا من الأستاذ عبد الله گوران، السكولار الشهير).
هذا الإطراء المتبادل بين شخصيتين تتمتعان بثقلهما في ميدان العمارة، يعكس أخلاقيات نادرة، لم يخدشها الإفتراق الوظيفي، ولا يكدرها التنافس المهني، فشخصية الألوسي الذي عرفناه متمردا في (توبوس) وهو يتطلع إلى حريته الفردية، بعيداً عن سلطة العائلة الصغيرة، يكون ليس من المستغرب، أن نراه وهو ينشد حريته المهنية، بعيدا عن البيت الذي ساهم في نجاحه وتطوره (١٣) سنة من حياته. ليخوض مغامرته الشخصية، بعناد وصلابة وإعتداد بالنفس، جعل من سيرته الشخصية درساً، ومن سيرته المهنية مدرسة للشباب، الذين يحيطون به أينما حل، كما لو أن ثمانينه هي قمة عطائه وهو يفيض بهذه الحيوية والحضور الكاريزمي.
في تفاصيل كتابه الجديد، الذي هو كتاب تفاصيل بامتياز، تعيش قصة المدنية التي تحدثت عنها، حيث لحظة اصطدام المركز المدني مع الهامش المتريف، الذي بذل له الألوسي جهداً لا يقل أهمية، إن لم يكن أكثر، مما بذله للمركز. كان يدافع عن الجمال في التخوم، في الضواحي الفقيرة، وهو يجهد في العثور على حلول جذرية لمشكلاتها المستعصية، دون شعور طبقي متوحش، ولا ترفع مديني على الهامش، كانت المدينة بالنسبة له هي كل سكانها، الذين ولدوا فيها، وأولئك الذين دفعهم الفقر نحوها. وعندما ينهزم فأنه يلوم الحكومات والخطابات الثورية التي تتاجر بأوضاعهم.
في بغداد، عاش الألوسي في بيت يطل على نهر دجلة، لذلك فهو عندما يتحدث عن هذه المدينة، تتدفق لغته بإندفاع رشيق وإنسيابية لذيذة، كأنها بلا نهايات، وفي قبرص، يعيش الألوسي قبالة شاطىء المتوسط، لذلك تتحول لغته إلى تدافعات من الأمواج المضطربة، تتقدم نحوه بشراسة مثل آمال قديمة.
كان النهر يمضي من أمامه بهدوء، بينما يدفع البحر أمواجه نحو حافة قدميه. وبينهما يقف هذا الفنان ـ الإنسان كشاخص لذكرى مدينة أرهقها التعب.
كان كونديرا يقول أن "آنا كارنينا" انتحرت عندما وجدت الجمال يذوي أمامها، حين لاحقها القبح في عربة القطار، ويقول الألوسي لقد غادرت بلدي، حين رأيت الجمال يسحق ويتشوه. والجمال لديه هو غياب الحلم بمدينة عصرية متحضرة، من حقها أن يتطابق سحر آسمها مع واقعها. في (ذروموس) قصة هزيمة المدنية البغدادية المؤلمة، التي يرويها أكثر الناس صدقاً بشهادته.
http://alaalem.com/index.php?aa=news&id22=50673

ليست هناك تعليقات