Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

على باهر السعدي

في الرواية وضعت شخصية "علي باهر السعيدي" نموذجاً للعدمية البراغماتية، في تضاد حاد مع شخصية غير محددة ولكنها فرضت نفسها بقوة إب...


في الرواية وضعت شخصية "علي باهر السعيدي" نموذجاً للعدمية البراغماتية، في تضاد حاد مع شخصية غير محددة ولكنها فرضت نفسها بقوة إبان أحداث العنف الطائفي، ألا وهي شخصية العقائدي المتصلّب.
مرونة الأول، تقابل تصلّب الثاني.
الأول لا يخدم بعمله أية فكرة متعالية، ما سوى بقائه هو شخصياً. والثاني يذوّب فرديته في الفكرة المتعالية.
.
كلا الموقفين كانا يسحقان الحياة، فأن تحارب الإيمان بـ"اللا إيمان"، هو مجرد فرصة لصاحب الإيمان أن يعزز من وجوده، تماماً كما أن انتشار الخراب الايماني يعزز من مشروعية العدمية البراغماتية المطلقة.
هما موقفان يخدمان بعضهما البعض الآخر في نهاية المطاف.!
.
ولكن، كم سيبدو العالم مفهوماً إن قسناه بانموذج الثنائيات؛ عدمي براغماتي مقابل ايماني متشدد. أبيض مقابل أسود، وهكذا.
في الرواية أبيّن كيف أن "الحقيقة" أكثر تعقيداً، في مقاربة لما هو عليه عالمنا اليوم، فهذا المتشدّد لا يستطيع فهم العالم من حوله بعقلانية، إنه شرس ومخيف ويمكن أن يخرّب العالم على رأسه ورؤوسنا جميعاً، لكن نقطة ضعفه في لا عقلانيته. التي تجعله قابلاً للتسخير والاستعمال من قبل طرف أكثر عقلانية منه [وليس عقلانياً بالمطلق بالضرورة].
.
إن العدمية البراغماتية هي التي تنتصر في النهاية، وهي التي تستعمل التشدد الديني وغيره من صنوف الولاءات العاطفية والوطنية لصالحها، حتى وان كانت داخلة، واقعاً، في معركة شرسة ضده، فهي معارك ترويض لا إبادة. تنتصر هذه العدمية في عالمنا الذي حُرم من الرومانسية السياسية بإقامة نظام عادل وأخلاقي.
وأقوى انتصار لها أنها تستخدم الذكاء الانساني في التبرير والتسويغ. تستخدم الأذكياء ذوي القدرة السفسطائية العالية، لإضفاء معنى زائف على الأحداث يستغفل الآخرين، كما هو السلوك الذي يقوم به علي باهر السعيدي، من دون أن يكون هو شخصياً مؤمناً به.
.
#أحمد_سعداوي
*مقطع من حوار صحفي

ليست هناك تعليقات