اليوم قدّمت استقالتي من العمل في جريدة "الشرق الأوسط"، في لندن، بعد 18 عاما، قضيت معظمها مسؤولا للملف الفلسطيني. أغادر مكتبي...
اليوم قدّمت استقالتي من العمل في جريدة "الشرق الأوسط"، في لندن، بعد 18 عاما، قضيت معظمها مسؤولا للملف الفلسطيني.
أغادر مكتبي، أو هكذا أفترض، بعد شهر، التزاما بشروط عقد العمل، إلى فضاء آخر، منهيا 40 عاما من العمل الصحافي والبحثي والتلفزيوني، وفي حقيبتي نصفي الآخر الذي سيواصل معي المسيرة، ويضيء "وحدة" ما تبقى من العمر: القراءة والكتابة، لعلي انتج عملا أدبيا آخر، رواية أخرى...من يدري؟
معي أيضا، بعض زملاء المهنة، "طلابي" الذين "علمتهم"، وصاروا "أساتذة" أفخر بهم وأتعلم منهم. كانوا أبناء لي وبنات، أخوة وأخوات، صديقات وأصدقاء. لم أشعر يوما معهم بأنني تجاوزت السبعين. يأخذونني إلى أعمارهم، وآخذهم إلى تجاربي.
كنت أتمنى أن اختتم حياتي المهنية بحفل بهيج بين زملائي وأصدقائي. خططت لأن يكون ذلك بعد ثمانية أشهر تقريبا، حين ينتهي عقد العمل.
لكن ما حدث بعد ظهر 2 أكتوبر الحالي، وضع حدا لكل شيء. كل شيء. قلب حياتي التي كانت ترتب خطواتها لتقاعد هادئ "آمن". كان مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي صادما. كان مفزعا، مرعبا، موجعا، مفجعا، مؤلما، بشعا وغير مسبوق. يستحق كل من خطط لقتل جمال أو شارك في قتله، عقوبة بحجم الجريمة وطبيعة دوره فيها.
سلاما جمال
ليست هناك تعليقات