Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

محمد شعير... رواية الرواية

فى أغسطس 2014 نشرت فى "أخبار الأدب" الصيغة الأولى لكتاب "أولاد حارتنا: سيرة الرواية المحرمة"..تحت عنوان " روا...


فى أغسطس 2014 نشرت فى "أخبار الأدب" الصيغة الأولى لكتاب "أولاد حارتنا: سيرة الرواية المحرمة"..تحت عنوان " رواية الرواية"..ولم يكن فى ذهنى وقتها أن يتتطور الملف ليصبح كتابا، بل كان مجرد فصل فى كتاب كبير عن " أيام نجيب محفوظ" ...بعد النشر، خصنى الصديق الروائى الكبير جمال الغيطانى بكتابة خمس مقالات نشرها تباعا فى عموده اليومى بجريدة الأخبار، كما ضمتنا بعد ذلك لقاءات عديدة للنقاش حول " الملف" بصيغته الأولى..فاتحا سككا وطرقا لتطويره ليصبح فى شكله النهائى ككتاب. أعيد هنا نشر المقالات ..محبة وتقديرا واحتراما.
أولاد حارتنا
جمال الغيطاني
-1
أهم حدث في ذكري رحيل الأستاذ نجيب محفوظ هذا العام الملف الذي أعده محمد شعير في جريدة «أخبار الأدب» التي يرأس تحريرها الآن طارق الطاهر، الملف نشر في العدد الصادر هذا الأسبوع، ويعتبر من الناحية المهنية نموذجاً رائعاً للدأب وعمق الرؤية والإحاطة الشاملة، إنه يقلب قضية أولاد حارتنا رأساً علي عقب، ويوجد إجابات علي الأسئلة الحائرة التي تتصل بهذه الرواية التي كانت مصدر تهديد للكاتب العظيم الذي تعرض لمحاولة اغتيال بسببها عام 1994، وماتزال مثيرة للمناقشات حتي الآن. أذكر أثناء الصلاة علي الجثمان في مسجد مولانا الحسين طبقاً لرغبة ووصية نجيب محفوظ، وكان يؤم صلاة الجنازة فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة، أثناء الاستعداد لإقامة الصلاة اندفع شاب معترضاً علي الصلاة لأن محفوظ كافر، استفزني ذلك فاندفعت لمنعه خاصة أنه بدا متحرشاً بالعالم الفاضل الدكتور علي جمعة مفتي الديار وقتئذ، إلا أنه وليّ هارباً، طبعاً أولاد حارتنا كانت ماثلة في الموقف. السؤال المحير عندي، كيف اكتشف الشيوخ الثلاثة أن الرواية ضد الدين ـ كما ادعوا ـ قبل أن تكتمل حلقاتها في الأهرام؟ وهم الشيوخ محمد الغزالي وأحمد الشرباصي وعبدالجليل شلبي. وفي حدود ما أعلم أن الشيوخ الأفاضل ليسوا قراء أدب حديث يمكنهم اكتشاف المضمون قبل اكتماله، هل كان تحركهم بدافع ذاتي منهم أم أنهم كانوا مدفوعين بتحريض ما؟. محمد شعير يجيب علي هذه الأسئلة الحائرة لأكثر من نصف قرن من خلال الوقائع الدقيقة التي لم يدع شاردة أو واردة منها إلا وأحصاها وقدم التوثيق الأتم لها، أول مرة ظهر اسم «أولاد حارتنا» في الحادس عشر من فبراير 1959، الأهرام تجري حواراً مع محفوظ في مستهل العام، كان مديراً للرقابة علي المصنفات الفنية وقتئذ، السؤال: ما أمنيتك؟ يجيب محفوظ: أمنيتي أن أواصل كتابة رواية «أولاد حارتنا» التي بدأت فيها. يقول محمد شعير إنها المرة الأولي التي يتحدث فيها محفوظ عن الرواية، قبل بدء نشرها بسبعة شهور، ويخلص إلي أن محفوظ دفع بالرواية للنشر مباشرة وليس صحيحاً أنها ظلت عامين كاملين في درج مكتبه كما هو شائع.
30 أغسطس
-2-
يتساءل محمد شعير مدير تحرير أخبار الأدب في الملف المهم جدا الذي أعده في ذكري رحيل نجيب محفوظ: كيف وصلت الرواية إلي الأهرام، لقد قام بعملية بحث واسعة في صحافة الفترة، وجد أن مجلة الإذاعة والتليفزيون نشرت إعلانا ـ يورد صورة له ـ عن بدء نشر المجلة لرواية محفوظ الجديدة «أولاد حارتنا» كان يرأس تحريرها حلمي سلام، غير أن الرواية لم تنشر في المجلة إنما بدأ نشرها في الأهرام من هنا تساؤل محمد شعير، يورد روايتين، الأولي ما قصه الأستاذ هيكل ليوسف القعيد ورواية أخري لمحفوظ نفسه، الفروق بينهما طفيفة، غير أن ما أعلمه له بعد أوسع من الطريقة التي وصلت بها الرواية إلي الأهرام. بعد تولي الأستاذ هيكل رئاسة تحرير الأهرام بدأ عملية شاملة لتطويرها وتحديثها. ومن بينها ضم كبار الكتاب كمتفرغين للأهرام، طلب من توفيق الحكيم أن يحضر إلي الأهرام. أن يلتقي بأصدقائه في مكتب خاص به وإذا كتب فمرحبا إذا لم يكتب فليس مطلوبا منه شيء، المكافأة مائة جنيه في الشهر، هذا مبلغ ضخم جدا بمقاييس الوقت، وللتقريب أقول إنه يوازي الآن مائة ألف جنيه، إذا كتب قصة أو رواية أو مسرحية فلها مقابل خاص يتم الاتفاق عليه، قال لي الحكيم.. ورد ذلك في كتابي «توفيق الحكيم يتذكر».. أنه قبل علي الفور ولكن بعد فترة من تردده وجلوسه الدائم في الأهرام شعر بالخجل لأن الناس تنظر إليه عند الدخول والخروج وكأنها تقول: من هذا الذي يحصل علي مائة جنيه شهريا مقابل حضور وانصراف لا غير، هكذا بدأ يكتب مقالات وينشر مسرحياته ومنها أخطر ما كتب «السلطان الحائر».. نفس العرض تلقاه محفوظ من الأستاذ هيكل. غير أن الأستاذ فوجيء باعتذار محفوظ، ومازال حتي الآن يروي الواقعة بدهشة خاصة السبب الذي أبداه محفوظ، قال إنه يؤجل ذلك حتي يحال إلي المعاش حتي يحصل علي معاش كامل مع استمرار الماهية أي المرتب. غير أن محفوظ وافق علي نشر انتاجه كله بالأهرام، الرواية بألف جنيه مكافأة، والقصة القصيرة مائة، في عام ١٩٧١ احيل محفوظ إلي التقاعد وأصبح كاتبا متفرغا بالأهرام، انضم إلي الطابق السادس في مبني الأهرام الذي افتتحه جمال عبدالناصر عام ١٩٦٩ وجري خلاله اللقاء الوحيد بينهما وإن كان عبدالناصر ليس غريبا عن محفوظ فقد كان صديقا لأحد أفراد شلة العباسية، في عام ١٩٦١ احتفل الأستاذ هيكل بعيد ميلاد محفوظ الخمسين وسأله عمن يرغب الحضور. فطلب أم كلثوم التي كان يهيم بصوتها، وكان اللقاء الوحيد بينهما، نلاحظ في هذه الوقائع طبيعة نجيب محفوظ المضادة للتغيير في الحياة وليس في الأدب مهما كان الإغراء المادي. أيضا الدور الثقافي الذي لعبه الأستاذ هيكل في نشر أعمال كبري كانت حافلة بالنقد وجريئة جدا.
31 أغسطس
-3-
تدخل أخبار الأدب طوراً جديداً بعد أن تولاها أحد أخلص أبنائها، طارق الطاهر، ويقوم علي شئونها من بدأوا تأسيسها وهذا يحتاج إلي حديث طويل فما يكشف عنه الملف الرائع الذي أعده محمد شعير عن محنة أولاد حارتنا يكشف محنة الثقافة المصرية خاصة والعربية عامة في مواجهة السلطتين السياسية والدينية، بدأ الأستاذ هيكل نشر الرواية أسبوعياً، بدأت الطلقة الأولي بخبر في جريدة الجمهورية جاء فيه أن الرواية التي تنشر في الأهرام فيها تعريض بالأنبياء والرسل، تلا ذلك إقدام البعض ومنهم أدباء، فلا يكشف مكنون الأديب إلا أديب مثله كما جري مع ابن المقفع الذي قطع الخليفة يديه وقدميه من خلاف ثم أحرقه ونثر رماده فوق دجلة لأن أدباء عصره كشفوا المضمون السياسي الحقيقي لكليلة ودمنة. أدباء بدأوا إرسال شكاوي وعرائض إلي السلطة يطالبون وقف الرواية وتقديم كاتبها إلي المحاكمة وطبعاً ناشرها، المفاجأة في الملف أن كاتباً ينتمي إلي اليسار وثيق الصلة بالسلطة كتب مقالاً غير موقع، يرجح الأستاذ نجيب محفوظ في حديث له مع الأستاذ عادل حمودة، أنه أحمد عباس صالح أو سعد الدين وهبة، ويورد محمد شعير مقالاً كتبه أحمد عباس صالح بعد نوبل ١٩٨٨ يهاجم فيه الرواية ويصفها بالضعف، ويؤكد هذا موقفه القديم في الجمهورية، هجوم آخر موقع في المصور أرسله قارئ اسمه محمد أمين ـ علي الأرجح أنه مستعار ـ إلي محرر باب الأدب الشاعر صالح جودت وهو وثيق الصلة بيوسف السباعي الذي كان يضمر غيرة وكراهية لمحفوظ، الهجوم كان شديداً اتهم فيه محفوظ بالخروج عن العقائد.. حلمي سلام لم ينس ثأره لأن محفوظ لم ينشر الرواية في مجلة الإذاعة والتليفزيون، فشن هجوماً يطعن في نزاهة محفوظ وسأعرض له فيما بعد، يبدو الأمر مما أورده محمد شعير أن جهة ما، رسمية، كانت تنظم الهجوم علي محفوظ وهيكل بسبب الرواية، ويرجح شعير أن الأمر ربما يرجع إلي صراعات في السلطة وقتئذ، غير أنني أري أن جوهر الموقف يكمن في رؤية النظام للثقافة وحدود حرية الإبداع، بعد أن قام الأدباء بالضربة الأولي تحرك شيوخ ثلاثة، هم: محمد الغزالي وأحمد الشرباصي ومحمد أبو زهرة (والأخير عالم جليل يعتبر من الشيوخ المستنيرين في تاريخ علماء الدين) وبعد حادث الاغتيال عام ١٩٩٤ ونجاة محفوظ بمعجزة منه، قام الشيخ محمد الغزالي بزيارة محفوظ بالمستشفي بصحبة أحمد بهجت ومحمد عبدالقدوس، ولم يدع يوسف القعيد الفرصة فتحرش صحفياً بالغزالي الذي أكد موقفه من الرواية لكنه ضد الاغتيال، وقد حرصت علي إشهار جهاز تسجيل وضعته أمام الزائرين لأهمية اللقاء والتسجيل عندي، أما اللقاء فنشره القعيد في المصور، هل كان الشيوخ الثلاثة الأفاضل أداة في مخالب السلطة وقتئذ، هل الأدباء الذين هاجموا الرواية كانوا مدفوعين؟. كل الدلائل الواردة في الملف تؤكد ذلك.
1- سبتمبر
-4-
حصل الدكتور مدكور ثابت الاستاذ بأكاديمية الفنون ـ رحمه الله ـ علي ملف خدمة نجيب محفوظ، نشر الملف في «أخبار الأدب»، لفت نظري فيه صفحة نجيب محفوظ الوظيفية الناصعة، ما من مخالفة واحدة طوال مدة خدمته، وعندما قامت ثورة يوليو قدم إقرار ذمة مالية يثبت فيه أن مدخره يبلغ ستمائة وعشرين جنيها وبضعة قروش.. الملف يستحق لقب الموظف المثالي، أما من حيث النزاهة فقد كان مثالا يحتذي ومع ذلك انطلق الصحفي حلمي سلام وثيق الصلة بالنظام وقتئذ يهاجم محفوظ في مجلة الاذاعة بعد بدء الهجوم المنسق ضده بسبب نشر أولاد حارتنا، وضد الاستاذ هيكل ناشر الرواية، في هذه المرحلة تم تعيين محفوظ رقيبا علي المصنفات الفنية، ومازلت أذكر توقيعه علي التصريح الذي كان يسبق عرض الفيلم، روي لي محفوظ ان روايته «بداية ونهاية» كانت مرفوضة من الرقابة، وعندما تولاها وأصبح رقيبا جاءه صلاح أبوسيف قائلا «امضي يا حلو.. إنت الرقيب الآن» أجابه محفوظ «لا دي ولا غيرها» ثم أشار إلي المكتب قائلا : طالما أنا هنا لن تمر رواية واحدة لي. بعد سنة غادر موقعه الوظيفي كرقيب، وقبلت بداية ونهاية، رغم نزاهة محفوظ التي كانت مضرب الامثال طعن فيها حلمي سلام، يورد محمد شعير في الملف الذي أعده بأخبار الأدب نص ما كتبه في ديسمبر ١٩٥٩ مشيرا إلي الاعلانات التي ظهرت وتحمل اسم محفوظ كاتبا لسيناريو العديد من الافلام رغم تصريحه بأنه لن يمرر أي عمل يمت إليه طالما هو في مكان الرقيب. أرسل محفوظ ردا مطولا قال فيه إنه عندما عرض عليه الدكتور ثروت عكاشة تولي هذا المنصب الدقيق، قدم إليه محفوظ قائمة بالاعمال السينمائية التي فرغ منها وحصلت علي موافقة قبله ولم تعرض بعد، وأوضح أنه بعد تسلمه المنصب لن يستمر في العمل ككاتب سيناريو أو قصة، أبدي الوزير تفهمه وتقديره لموقف محفوظ، رغم الايضاح المفحم لم تتوقف الحملة ضده في مجلة الاذاعة، بينما كان الادباء القريبون من النظام يصعدون ضده وضد أولاد حارتنا، وصل الامر إلي ندوة الاوبرا الاسبوعية، والتي كان من المعتاد أن تنتهي في الواحدة والنصف ظهرا. بعض روادها أثاروا موضوع الرواية ودارت مناقشة حامية جعلت محفوظ يتجاوز نظامه الحديدي ويستمر حتي الثالثة والنصف عصرا، قاد الهجوم مدرس أدب في كلية الآداب، وناقد صحفي، لم تشر جريدة الجمهورية إلي اسميهما في تغطيتها للقاء ،إذن تتضح أبعاد الحملة في الملف المنشور بأخبار الأدب في عددها الاخير، حملة ذات عدة شعب، اتهام بالكفر من ادباء وكتاب، يعقبه موقف من رجال دين، ثم تشكيك في النزاهة، وهجوم في ندوة، يفسر شعير الامر بأنه صراع أجنحة في النظام، لكنني أري المسألة أبعد من ذلك.
3-9-2014
-5-
يخلص الأستاذ محمد شعير إلي رأي مضمونه أن الحملة علي أولاد حارتنا والتي بدأها بعض الأدباء منهم المحسوب علي اليسار ثم تبناها شيوخ أفاضل كانت بتدبير أحد أجنحة النظام وأنها كانت موجهة ضد الأستاذ محمد حسنين هيكل الذي كان البعض يزعجه علاقته الوثيقة بالرئيس جمال عبدالناصر، ويري أن ثمة صراعا مستمرا بين جناحين متناقضين. جناح مستنير يؤازر الرؤي الجديدة والعمق الثقافي، وجناح أمني، ويورد تفاصيل ما جري بعد حصول محفوظ علي نوبل واثارة بعض الأدباء لمصادرة أولاد حارتنا في حفل تقليده قلادة النيل. واستجابة الرئيس مبارك لهم واعلانه ـ شفويا ـ ضرورة الإفراج عن الرواية، غير أنه عندما عرض الأمر في مجلس الوزراء، أيده الفنان فاروق حسني وزير الثقافة وقتئذ. وعارضه صفوت الشريف وزير الإعلام، وانتصر وزير الإعلام، يري شعير أن الجناح الأمني كان دائما هو المنتصر. غير أن الموضوع في رأيي أشمل من ذلك. رغم ضراوة الحملة ضد أولاد حارتنا، قام الأستاذ هيكل من خلال «الأهرام» بنشر إبداع جريء جدا منه روايات محفوظ «اللص والكلاب» التي يعتبرها شعير ردا علي مصادرة أولاد حارتنا، ونشر أيضا السمان والخريف، وميرامار، والأخطر ثرثرة فوق النيل، وقصص قصيرة مثل الزعبلاوي كنا نقرؤها في الستينيات باعتبارها أدبا مقاوما للعنف البوليسي والرقابة ومصادرة الحريات، والعوامل التي شكلت الشرخ الرئيسي في نظام وطني ينحاز إلي أغلبية الشعب وصاحب مشروع انساني عظيم. هذا الشرخ أدي إلي هزيمة يونيو التي نعاني منها حتي الآن، أدرك محفوظ ذلك مبكرا، عاني كثيرا، أنقذه هيكل من اعتقال محقق دبره عبدالحكيم عامر بعد أن وصل إليه مضمون ثرثرة فوق النيل، لم يقرأها فلم يكن بقارئ، قال: «لا.. دا زودها قوي».. وعادت السيارة بطاقم الاعتقال من ميدان الجلاء بعد أن تدخل هيكل لدي ناصر ونبه إلي خطورة اعتقال اديب في حجم محفوظ.. حقا لكم عاني هذا الرجل العظيم الرقيق، البسيط الطيب. ولكنه يتمتع داخليا باخلاص نادر للكتابة. ولما يراه، ربما يكون في حياته مجاملا، متحفظا في تصريحاته، لكن اذا جلس ليبدع أدبا فلا يعبأ بأعتي القوي ايا كانت، سياسية أو دينية، هذه القوي في رأيي هي مصدر أزمة أولاد حارتنا خاصة المؤسسات الدينية التي تخلفت عن العصر بجمودها وكانت مصادرة أولاد حارتنا خطوة علي الطريق إلي داعش!، هنا تصبح في مواجهة قضية أخطر متعددة الشعب، منها وضع الأديب في مجتمع يقوم علي القمع. وقضية التجديد في الدين وفقا لمقتضيات العصر.
12-9-2014
خمسة أعمدة صحفية نشرها الروائى جمال الغيطانى فى جريدة الأخبار تعقيبا على ملف أولاد حارتنا
الصورة: نجيب محفوظ وجمال الغيطانى ومحمود درويش

ليست هناك تعليقات