بإنتهاء أعمال تدعيم وترميم كنيسة مار جرحس في إهدن التي كتب عنها المؤرّخ المطران يوسف الدبس( 1907-1833) في كتابه: "الجامع المفصَّل في...
بإنتهاء أعمال تدعيم وترميم كنيسة مار جرحس في إهدن التي كتب عنها المؤرّخ المطران يوسف الدبس( 1907-1833) في كتابه: "الجامع المفصَّل في تاريخ الموارنة المؤصَّل" يقول : "هي أحسن الكنائس في لبنان وأفسحها"، أُعيد جثمان بطل لبنان يوسف بك كرم إلى ضريحه الأصلي في الكنيسة، بعدما سُجِّي في كنيسة مار ماما طوال المدّة التي إستغرقتها ورشة الترميم. كما أُعيدت اللوحات الثلاث المزيّنة لمذبحها.
وهي لوحات كان رسمها الفنّان اللبناني الرائد داود القرم على مرحلتين: أولى رسم خلالها لوحة مار جرجس، عام 1884، وثانية أكمل خلالها معروفه الفنّي برسم لوحَتيْ مار يوسف والسيّدة العذراء حاملين إبنهما الطفل يسوع، عام 1895.
وكان القرم قد أنجز لوحة مار جرجس بعد الفراغ من أعمال بناء الكنيسة التي إستهلّت عام 1859، وتقطّعت مرّات عدّة بسبب المذابح في لبنان، ثمّ بسبب حروب كرم وداود باشا، قبل ان تستكمل عام 1870، وتمتدّ على عشر سنوات لغاية 1880، بإشراف وكيل أوقاف إهدن حبيب بك كرم.
ومن لم يكن يعرف أن رسمه لمار جرجس على حصانه الأبيض، وفي يده الرمح يطعن به صدر التنّين قد أتمّه عام 1884 من أسفل اللوحة لتعذّر قراءة ما يذّيلها فضلاً عن التوقيع،بسبب علّوها عن أرض الكنيسة، ربّما كانت فرصة المعرفة قد أتيحت له من طريق إطلاعه على ما جاء في كتاب " حياة ومراسلات المطران يوسف فريفر، مطران اللاذقية شرفاً، كرسيّه مدرسة مار يوحنا مارون-كفرحي، البترون الذي صدر عام 2005، مفتتحاً سلسلة "شخصيات في تاريخ لبنان " (1)، بقلمي الدكتورين ميشال أبي فاضل وجان نخّول. وقد تضمنّت الرسالة المحفوظة في أرشيف دير مدرسة مار يوحنا مارون في كفرحي ( أوراق المطران فريفر،الوثيقة رقم 43). معلومات عن عمل القرم، كانت حتى صدور الكتاب المومأ إليه مجهولة تماماً من قبل المهتمّين . وقد جاء فيها:
"قدس الاب الجليل والفائق الإحترام أدام الله تعالى برّه
غبّ لثم أناملكم بكل توقير وإحترام وإلتماس درر بركتكم ودعاكم الصالحة نعرض بأشرف آن حظونا بأسطركم العزيزة وسرّنا جدّاً بشاير راحتكم حسب أمركم واصل صحبة ناقله الجمال مرسلكم أناني بيره عدد ه من جنس العال بعداً نخبركم عن سعرها ثم وجودنا كان في بيروت لحدّ الآن بهذا الشوب المهول لأجل تميم صورة ماري جرجس إهدن التي تمت بقوت الله وحسن أنظاركم بغاية الإتقان وركبنا لها بروازها وهي حاضرة تحت أمركم وإنشالله نهار الأحد نتوجّه إلى نواحي الشام بعلبك نظن يلزم ثمانية رجال لأجل قيام صورة ماري جرجس لإهدن نظراً لكبرها وعرض بروازها هذا ونؤمل إتحافنا دايماً ببشاير أنشراحكم ومن يلزم خدم مكررين لثم أناملكم مع طلب البركة وأطال الله بقاكم".
التوقيع
داود القرم مصوّر
هذه الرسالة إن دلّت على شيء، فعلى أن المطران فريفر هو الذي عهد إلى الفنّان القرم برسم اللوحة، بتكليف من خليل بك كرم نيابةً عن أوقاف إهدن، لأن مطرانية إهدن كانت قد ترمّلت منذ 1844. أمّا لوحتا السيّدة العذراء ومار يوسف فقد أنجزهما القرم بعد 11 عاماً من تعليقه للوحة مار جرجس في الكنيسة، أي عام 1895، بوكالة خليل بك كرم، نجل حبيب بك كرم، على ما تظهره الكتابة في أسفلهما وهي معلومة كان قُدّر لها أن تبقى مطويّة لو لم تنزل اللوحتين المذكورتين طوال ورشة الترميم، وتعادان من ثم، الى المكانين اللذين كانا يحتلّانهما حول مذبح الكنيسة. وتلتقطهما العدسات.مبدّدة بما سجلته الجهل العام للتاريخ الفعلي للوحتين مار يوسف ومريم العذراء. لسريان الظن طويلاً وخطأً بأن اللوحات الثلاث قد أبصرت النور في عام واحد. بينما الرسوم الجداريّة المزيّنة لكنيسة مار جرجس ككل، بما فيها رسم بطل لبنان الذي يعلو ضريحه،فهي تحمل توقيع الفنّان الإيطالي دونتامارو .
صور الكنيسة لسليم بريص فرنجيّة
ليست هناك تعليقات