حكاية سمعتها من أحد المقربين من محمود درويش وأعتقد بأن كثيرين من الفلسطينيين يعرفونها. في فترة على ما أظن بعد أوسلو مباشرة وكان الشا...
حكاية سمعتها من أحد المقربين من محمود درويش وأعتقد بأن كثيرين من الفلسطينيين يعرفونها.
في فترة على ما أظن بعد أوسلو مباشرة وكان الشاعر على خلاف مع الرئيس عرفات وحدث أنه دعيّ لأمسية في دمشق فذهب. وكما هو معلوم فإن حافظ الأسد الأب كان يكره عرفات وكل ما يمت له بصلة فأرسل الى محمود في فندقه الدمشقي دعوة للقائه فلم يستطع الشاعر الصادق والعارف بالآعيب الأسد رفض الدعوة.
وفي نهاية اللقاء إقترح الأسد على الشاعر أن يقيم في دمشق من غير أن يعلن له أنه يعلم بخلافه مع عرفات وأظهر كرماً مبالغاً فيه تجاه محمود لو أخذ قراراً بالإقامة في دمشق.
شكره محمود بتهذيب وعندما عاد الى فندقه أسرع بالرحيل عن دمشق وذهب مباشرة الى تونس بدلاً من باريس حيث كان يقيم ودخل على عرفات وعانقه وصالحه وقبّله وكان عرفات بحسه الحاد عرف بما إقترحه الأسد على الشاعر ليغيظه ويضرب الشاعر الفلسطيني بالقائد الفلسطيني.
أسرد هذه الحكاية مع ما ينقصها من تواريخ وتفاصيل دقيقة لأن ما يهمني فيها هو أن محمود درويش لم يبع عرفات ليس الزعيم وإنما القضية وشعبه وهو يعرف مدى التآمر الأسدي ضد القضية الفلسطينية.
سنشهد غداً زيارة لعدد من الشعراء والكتاب الفلسطينيين بتنظيم من مراد السوداني وكيل النظام السوري في فلسطين لحضور مؤتمر إتحاد الكتاب العرب يضم فيمن يضم شقيق محمود درويش زكي درويش الذي رتب له مراد السوداني جائزة القدس الممنوحة من اتحاد الكتاب العرب الذي يرأسه الإماراتي حبيب الصايغ.
في هذه الأيام التي فاض ويفيض فيها الدم الفلسطيني والسوري في سورية على أيدي جيش الأسد الإبن وبعد قتل العشرات من الكتاب والفنانين الفلسطينيين والسوريين وتغييب المئات في سجون الأسد من المحزن أن يستخدم إسم محمود درويش بحضور شقيقه زكي ,الذي هو في نهاية المطاف شقيق شاعر فلسطين, الذي سيطوي صفحاته كاتباً وشاعراً وهو في منتصف السبعينيات من العمر بزيارة الى دمشق و لقاء الأسد القاتل وحاشيته من المجرمين.
الرغبة في زيارة دمشق ملطخة بدماء الشعبين الفلسطيني والسوري.
ليست هناك تعليقات