أربعون شخصية سعودية وضعت رهن الاعتقال وإقالات بالجملة هذه الأيام...! أمراء من أحفاد الملك عبد العزيز ورجال أعمال منهم الأمير الذائع الصي...
أربعون شخصية سعودية وضعت رهن الاعتقال وإقالات بالجملة هذه الأيام...! أمراء من أحفاد الملك عبد العزيز ورجال أعمال منهم الأمير الذائع الصيت الوليد بن طلال الذي يملك "روتانا " وأخواتها حتى دولة الرئيس الحريري أعلن استقالته انطلاقا من الرياض فقد رمى بحجر النرد وبلبنان في اللعبة ! أشياء غريبة و غير مسبوقة في تاريخ المملكة. وقبل هذه الموجة سبقتها موجة اسكات بعض الدعاة لتيين الخطاب الذي كان يروج للارهاب ويحرج السعودية في الدوائر الغربية.
الاعتقالات سبقت الاتهامات بالفساد واختلاس الملايير من الدولارات! هل ما يجري انقلاب أم أنه عمل استباقي بامتياز للتمهيد لانقلاب جذري؟ وهل ستمتد الغربلة الى الملك سلمان نفسه؟
الواقع أن السعودية تواجه مشكلات مؤرقة منذ خلافة سلمان لأخيه عبد الله على الحكم.
منها أن آلية انتقال الحكم من أبناء عبد العزيز الى أحفاده غير وضحة. وقد حان الوقت للتحضير لهذه الخطوة. فالملك سلمان هو آخر أبناء عبد العزيز. وابنه ولي العهد الأمير محمد يكاد يكون اليوم هو الملك الفعلي. وهو قريب من الرئيس الأميركي ترامب ويحظى بدعمه في الذهاب الى مدى أبعد في مشروع التحديث ومكافحة الفساد من الترخيص للسعوديات بقيادة السيارة الى مشروع نيوم القريب من خليج العقبة و الذي يكلف 500 مليار دولار. انه يشبه "وادي السيليكون" في الغرب الأميركي. وسيقذف بالسعودية خمسين سنة الى الأمام. ومن هناك سيبدأ التفاعل المتسلسل لبعث سعودية بوجه جديد تتقبل فيه الحداثة .
لكن هذه المشاريع الطموحة التي يقودها الأمير الشاب " محمد " تصطدم بحراس المعبد الذين لن يستسلموا بسهولة. و في المقدمة هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر التي تعتبر النواة الصلبة للاعراض و صد كل جديد.
التحدي الآخر هو الحرب الظالمة ضد اليمن التعيس بعروبته . فالحرب طالت و امتدت في المكان و الزمان و لم تكن أبدا نزهة على قمم الجبال. أخطاء فادحة في قراءة تاريخ اليمن الذي ظل ينتصر على الغزاة بمن فيهم العثمانيون حتى لقب بـ"مقبرة الأناضول". و على الأمير محمد أن يبحث عن مخرج مشرف. هذه الأيام التحدي الحوثي تعاظم باطلاق صاروخ باليستي على مطار الرياض !
و الرد السعودي كشف قلة الحيلة و ضعف الوسيلة مجرد رصد مكافآت لاقتناص رؤوس الحوثيين الذي يتقنون لعبة التخفي و تقديم الحريري الاستقالة لتفعيل أزمة في لبنان ! انه هدر آخر للإمكانية و تضييع للفرص و خطوة أخرى في الاتجاه غير الصحيح .
التحدي الآخر، كان من الأخ الصغير قطر و هي قلب ينبض في مجلس التعاون الخليجي الذي يتجه نحو الانهيار ان لم يكن قد انهار فعلا. أزمة كبرت بسرعة ككرة الثلج بسبب خروج هذا البلد الصغير بعدد سكانه عن طاعة الأخ الكبير الذي يرفض المزاحمة على الريادة. و دارت حرب الكترونية وكادت أن تتحول الى حرب حقيقية. تحالفات قطر خارج المنطقة هي التي عطلت تحريك المدافع من المرابض. وكأن رسالة السعودية هي تحديد أدوار دول الجوار وتسقيفها .
غير أن ما يؤرق السعوديين أكثر هو نظام " الملالي " في ايران الذي تحول الى قوة اقليمية نجحت في امتلاك قدرة علمية لافتة و في التأقلم مع الحصار. الصراع على زعامة المذاهب مع السعودية وأيها أحق بالحق يبدو مجرد شجرة في غابة. الحكام في ايران يصفون الأمير محمد بالشاب المتهور والمندفع ويحملونه وزر اندلاع الحرائق التي تأتي على المنطقة.
إذا، هناك توترات و حزام من النيران على طول الحدود السعودية. ولحد الآن مجرد مخاض على الصعيد الداخلي وآخر على الصعيد الاقليمي دون مخرجات واضحة.
لهذا التوتر سيزداد حدة قبل انقضاء هذه السنة. فطموحات الأمير محمد أكبر واستعجاله على اعتلاء العرش بات واضحا وقد يكون قبل الأوان خلافا للتقاليد السعودية، أي في حياة الوالد الذي قد يتخلى و ينزوي كما حصل في قطر. أوليس طريفا أن يأخذ العدو الدرس و العبرة من عدوه؟
ليست هناك تعليقات