إعلان بلفور: وعدٌ أم وسيلة؟
فواز طرابلسي
Nov 04, 2017
مطلع العام 1917، تحولت محادثات التعاون البريطاني مع القادة الصهاينة بشأن فلسطين إلى محادثات رسمية. عيّن لويد – جورج سايكس مفوضا سياسيا مع المسؤولين الصهيونيين بعد ترقّيته إلى عضو في سكرتاريا «حكومة الحرب» ومسؤول عن شؤون الشرق. وسوف تتميز تلك الأشهر بكثافة من الاتصالات، تتسارع على وقع التطورات العسكرية على محور سيناء- فلسطين. في 28 كانون الثاني/يناير التقى سايكس بوايزمان وقد بات نظيره في المفاوضات. دعم وايزمان مشروع السيادة البريطانية على فلسطين وفضّلوه على السيادة الفرنسية عليها (Schneer,189). ولكن عندما سُئِل سايكس ما إذا كانت بريطانيا قد وعدت فرنسا بحصة أو دور ما في فلسطين، نفي أي وعد وأخفى عن الوفد اتفاق سايكس- بيكو مثلما أخفى إمكان أن تكون مراسلات ماكماهون مع الشريف حسين قد تضمنت وعدا بضم فلسطين أو أجزاء منها إلى الدولة العربية.
من جهة أخرى سعى سايكس لتجنيد الصهاينة على أمل إقناع فرنسا بالتنازل عن فلسطين. جمع جورج- بيكو وسوكولوف في منزله بلندن، وعندما سأل الدبلوماسي الفرنسي سوكولوف كيف ينوي اليهود تنظيم أنفسهم كأمّة، أجابه المسؤول الصهيوني بإستلهام سوابق استيطان البيض في المستعمرات: الفرنسيين والبريطانيين في كندا أو الـ»بوير» في جنوب أفريقيا. لم يَرد ذكر العرب عند سوكولوف أو عند بيكو في ذلك الاجتماع. ولما طرح سوكولوف الموضوع مباشرة معربا عن رغبة المنظمة الصهيونية في سيادة بريطانية على فلسطين، أجابه بيكو بأن « 95٪ من الشعب الفرنسي يؤيدون بشدة ضم فلسطين إلى فرنسا». في لقاء ثانٍ رفض سوكولوف إعطاء العرب حقوقا متساوية لليهود في فلسطين ردا على سؤال من بيكو (شنير، 189-201). عند هذا الحد توقفت محاولة من محاولات سايكس انتراع فلسطين من فرنسا عن طريق الوطن القومي اليهودي.
لم يكن يحتاج الأمر إلى كثير من التبحّر لاكتشاف أن انعقاد العلاقة الصهيونية البريطانية تم على أساس قوة استعمارية، من جهة، ومشروع نقل المستوطنين، من جهة أخرى، تحت وطأة الحرب في سيناء. هربرت سيديبوثام، الصحافي في «مانشستر غارديان» جاء إلى الصهيونية انطلاقا من مصلحة بريطانيا الاستعمارية ومن دافع تحقيق الانتصار للحلفاء. كتب يدعو بريطانيا إلى «حماية مواقعها في مصر، وفي القناة خصوصا، وعدم الاكتفاء باحتلال سيناء بل احتلال فلسطين كلها، بحيث لن يعود أحد يهدد مصالح بريطانيا في تلك المنطقة ولا حتى فرنسا». ومن جهة أخرى، أهاب سيديبوثام باليهود أن يسيطروا على فلسطين، «لا لأنها وطنهم التاريخي ولا لأن العالم مَدين لهم بذلك تعويضا عن إساءاته السابقة… وإنما لأن اليهود، هم أولاً تحت الحماية البريطانية بما هم مستعمرة من مستعمرات التاج البريطاني برتبة «دومِنيون»، مستعمرة سوف تشكل موقعا متقدما للحضارة التقدمية في المنطقة وقلعة لدعم بريطانيا فيها. وسوف يضمن اليهود أمن القناة [قناة السويس] لبريطانيا». (Schneer, 206)
لم يكن يحتاج الأمر إلى كثير من التبحّر لاكتشاف أن انعقاد العلاقة الصهيونية البريطانية تم على أساس قوة استعمارية، من جهة، ومشروع نقل المستوطنين، من جهة أخرى، تحت وطأة الحرب في سيناء. هربرت سيديبوثام، الصحافي في «مانشستر غارديان» جاء إلى الصهيونية انطلاقا من مصلحة بريطانيا الاستعمارية ومن دافع تحقيق الانتصار للحلفاء. كتب يدعو بريطانيا إلى «حماية مواقعها في مصر، وفي القناة خصوصا، وعدم الاكتفاء باحتلال سيناء بل احتلال فلسطين كلها، بحيث لن يعود أحد يهدد مصالح بريطانيا في تلك المنطقة ولا حتى فرنسا». ومن جهة أخرى، أهاب سيديبوثام باليهود أن يسيطروا على فلسطين، «لا لأنها وطنهم التاريخي ولا لأن العالم مَدين لهم بذلك تعويضا عن إساءاته السابقة… وإنما لأن اليهود، هم أولاً تحت الحماية البريطانية بما هم مستعمرة من مستعمرات التاج البريطاني برتبة «دومِنيون»، مستعمرة سوف تشكل موقعا متقدما للحضارة التقدمية في المنطقة وقلعة لدعم بريطانيا فيها. وسوف يضمن اليهود أمن القناة [قناة السويس] لبريطانيا». (Schneer, 206)
النزاع بين الاندماجيين و»رابطة أبناء العم»
على أن العقبة الأكبر أمام مشروع الوطن القومي اليهودي جاءت من داخل يهود بريطانيا ومن صفوف السياسيين اليهود أنفسهم.
مطلع القرن العشرين كان الصهاينة يشكلون قلة قليلة في أوساط يهود بريطانيا البالغ عددهم لا أكثر من 300 ألف نسمة، والصراع محتدم على تمثيلهم وعلى الموقف من الوطن القومي بين صهاينة وما يمكن تسميتهم بالاندماجيين. أبرز الاندماجيين كلود لوسيان وولف، الصحافي في «جويش كرونيكل» واللاجئ السياسي إلى بريطانيا من النمسا بعد إخفاق ثورات 1848 وكان معروفا بعدائه الشديد للنظام القيصري الروسي واهتمامه بمصير اليهود الروس اللاجئين من مجازره بحقهم. وكان وولف من أقسى نقاد الحركة الصهيونية البريطانية منذ تأسيسها باسم «الاتحاد الصهيوني في المملكة المتحدة وإرلندة» في مانشستر العام 1899، يتهم القومية اليهودية بأنها «رجعية» ويعارض مشروع الوطن القومي اليهودي في فلسطين. وكان وولف يرأس «الرابطة الانكلو- يهودية» The Anglo-Jewish Association ، وهي جمعية تضامن يهودية تأسست العام 1871، وتضم عددا من رجال الأعمال، وعضوا في «اللجنة الجامعة لمجلس النواب البريطانيين اليهود مع الرابطة الأنكلو- يهودي». و»مجلس النواب البريطانيين اليهود» الذي تأسس العام 1879كان حينها برئاسة اللورد لوسيان مونتفيوري المعادي هو أيضا للصهيونية.
في مقاله مشتركة مع كلود مونتيفيوري في «ذي فورتنايتلي رِڤيو»The Fortnightly Review وأخرى في «ذي إدينبرا رِڤيو» The Edinburgh Review (تشرين الثاني/نوفمير 1916 ونيسان/أبريل1917) أثار وولف سؤالا سوف تترجع أصداؤه إلى أيامنا هذه هو مسألة الولاء الوطني المزدوج لليهود: كيف يمكن لامرئ أن ينتمي إلى أمتين في آن معاً؟ وعلّق الكاتبان اليهوديان على رغبة الصهاينة بإجلاء اليهود من أوروبا بأنه لا عجب أن جميع المعادين للسامية متحمسون للصهيونية. وأخيرا أثارت المقالتان موضوع مصير سكان فلسطين وانحياز الصهيونية ضدهم. (شنير،307)
لم يقتصر الأمر على ذلك وانما كان الاندماجيون يمثلون الجسم الأكبر من يهود بريطانيا. في لقاء بين «اللجنة المشتركة لمجلس النواب البريطانيين اليهود والرابطة الانكلو-يهودية» وكبار المسؤولين البريطانيين وعلى رأسهم لويد- جورج وآرثر بلفور، شدد لوسيان وولف أن الرابطة تنطق باسم كافة الجماعات اليهودية في بريطانيا والإمبراطورية البريطانية وهي تضم 159 جمعية وتشمل معظم المعابد اليهودية في المملكة ولها عضوية كبيرة، بمن فيهم نحو 40 ألف عضو في منطقة «الإيست أند» وحدها، وهي إحدى الضواحي العمالية الفقيرة بلندن، عدا عن عضوية قسم كبير من الجاليات اليهودية غير البريطانية في بريطانيا. (Schneer, 305). بصدد موضوع الوطن القومي، أبلغت «اللجنة المشتركة» أنها مستعدة للموافقة على مقدار من الحكم الذاتي لليهود في فلسطين بشرط تخلي الاتحاد الصهيوني عن المطالبة بدولة يهودية حصرية في برنامجه.
مطلع القرن العشرين كان الصهاينة يشكلون قلة قليلة في أوساط يهود بريطانيا البالغ عددهم لا أكثر من 300 ألف نسمة، والصراع محتدم على تمثيلهم وعلى الموقف من الوطن القومي بين صهاينة وما يمكن تسميتهم بالاندماجيين. أبرز الاندماجيين كلود لوسيان وولف، الصحافي في «جويش كرونيكل» واللاجئ السياسي إلى بريطانيا من النمسا بعد إخفاق ثورات 1848 وكان معروفا بعدائه الشديد للنظام القيصري الروسي واهتمامه بمصير اليهود الروس اللاجئين من مجازره بحقهم. وكان وولف من أقسى نقاد الحركة الصهيونية البريطانية منذ تأسيسها باسم «الاتحاد الصهيوني في المملكة المتحدة وإرلندة» في مانشستر العام 1899، يتهم القومية اليهودية بأنها «رجعية» ويعارض مشروع الوطن القومي اليهودي في فلسطين. وكان وولف يرأس «الرابطة الانكلو- يهودية» The Anglo-Jewish Association ، وهي جمعية تضامن يهودية تأسست العام 1871، وتضم عددا من رجال الأعمال، وعضوا في «اللجنة الجامعة لمجلس النواب البريطانيين اليهود مع الرابطة الأنكلو- يهودي». و»مجلس النواب البريطانيين اليهود» الذي تأسس العام 1879كان حينها برئاسة اللورد لوسيان مونتفيوري المعادي هو أيضا للصهيونية.
في مقاله مشتركة مع كلود مونتيفيوري في «ذي فورتنايتلي رِڤيو»The Fortnightly Review وأخرى في «ذي إدينبرا رِڤيو» The Edinburgh Review (تشرين الثاني/نوفمير 1916 ونيسان/أبريل1917) أثار وولف سؤالا سوف تترجع أصداؤه إلى أيامنا هذه هو مسألة الولاء الوطني المزدوج لليهود: كيف يمكن لامرئ أن ينتمي إلى أمتين في آن معاً؟ وعلّق الكاتبان اليهوديان على رغبة الصهاينة بإجلاء اليهود من أوروبا بأنه لا عجب أن جميع المعادين للسامية متحمسون للصهيونية. وأخيرا أثارت المقالتان موضوع مصير سكان فلسطين وانحياز الصهيونية ضدهم. (شنير،307)
لم يقتصر الأمر على ذلك وانما كان الاندماجيون يمثلون الجسم الأكبر من يهود بريطانيا. في لقاء بين «اللجنة المشتركة لمجلس النواب البريطانيين اليهود والرابطة الانكلو-يهودية» وكبار المسؤولين البريطانيين وعلى رأسهم لويد- جورج وآرثر بلفور، شدد لوسيان وولف أن الرابطة تنطق باسم كافة الجماعات اليهودية في بريطانيا والإمبراطورية البريطانية وهي تضم 159 جمعية وتشمل معظم المعابد اليهودية في المملكة ولها عضوية كبيرة، بمن فيهم نحو 40 ألف عضو في منطقة «الإيست أند» وحدها، وهي إحدى الضواحي العمالية الفقيرة بلندن، عدا عن عضوية قسم كبير من الجاليات اليهودية غير البريطانية في بريطانيا. (Schneer, 305). بصدد موضوع الوطن القومي، أبلغت «اللجنة المشتركة» أنها مستعدة للموافقة على مقدار من الحكم الذاتي لليهود في فلسطين بشرط تخلي الاتحاد الصهيوني عن المطالبة بدولة يهودية حصرية في برنامجه.
يهود معارضون للصهيونية
في 17 أيار/مايو 1917 أصدر مونتفيويري ووولف بيانا أدانا فيه النظرة الصهيونية إلى الجاليات اليهودية عبر العالم على أنها «قومية بلا وطن، عاجزة عن التماهي الاجتماعي والسياسي مع الأمم التي تسكنها». وعارض البيان اقتراح الصهاينة «منح المستوطنين اليهود في فلسطين حقوقاً خاصة تتجاوز ما يتمتع به سائر السكان وتكريس تلك الحقوق في وثيقة تتولى إدارتها «شركة استعمار يهودية مأذونة Jewish CharteredCompany». (Schneer, 309)
وبعد أسبوع من ذلك، استنكرت «اللجنة المشتركة» الاتصالات المتزايدة بين الاتحاد الصهيوني والحكومة البريطانية، في بيان نشر في جريدة «التايمز» اللندنية، يحاجج أن انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين يجعل اليهود في سائر العالم «غرباء في بلادهم الأصلية». أثار البيان رد فعل غاضب من روثتشايلد ووايزمان وكبير الحاخامين هرتس، رغم صلة الأخير الوثيقة بوولف وسعيه للعب دور الوسيط بين التيارين اليهوديين، فتقدموا باقتراح إلى «مجلس النواب البريطانيين اليهود» ليتخذ موقفا من البيان، فأدين البيان بنسبة 61 صوتا مقابل 56 صوتا وامتناع 6 أصوات.
على الطرف الآخر ضم الفريق الصهيوني الذي يقوده وايزمان موزس غاستر، اللغوي الروماني الأصل، وحاخام الطائفة الاسبانية والبرتغالية (السيفارديم) وأحد مؤسسي الاتحاد الصهيوني البريطاني؛ ول. ج. غُرينبُرغ، رجل الأعمال الثري وأحد مؤسسي الأسبوعية اليهودية «جويش كرونيكل» الذي لم يكن على علاقة ود مع وايزمان لكونه أكثر تطرفاً منه، يعارضه لاكتفائه بالمطالبة بوطن قومي يهودي لا بدولة يهودية، ولقبوله اقتصار الوطن القومي على فلسطين الغربية دون الضفة الشرقية لنهر الأردن. ومن أعضاء فريق وايزمان الاقربين س. ي. سكوت، رئيس تحرير جريدة «مانشستر غارديان»؛ والمحامي هاري ساشر، المستشار القانوني للمنظمة الصهيونية وعضو لجنتها التنفيذية. في خلاصة الأمر اعتمد وايزمان اجتماعيا على جيل جديد من رجال الأعمال اليهود الصاعدين والأقل ثباتا في المجتمع البريطاني قياساً إلى أسر الارستقراطية المالية أو السياسية والإدارية العريقة التي تضم آل روثتشايلد ومونتيفيوري وموكالاتا وكوهين وغولدسميث وصموئيل ومونتاغيو. هذا مع العلم أن آل روثتشايلد كانوا معادين للصهيونية إلى حين مجيء اللورد إدوين. في المقابل، أبرز الأسر البرجوازية الصاعدة التي اعتمد عليها وايزمان هي آل سِيف وماركس وسبنسر وساشر وصموئيل، وبينهم أصحاب شركة «متاجر ماركس آند سبنسر»، وقد عرفوا باسم «رابطة أبناء العمومة والخؤولة the cousinhood « لعلاقات القربى والمصاهرة بينهم ( سايمون ماركس متزوج من شقيقة إسرائيل سيف؛ وهاري ساشر وإسرائيل سِيف متزوجان من شقيقتي سايمون ماركس، الخ.).
وبعد أسبوع من ذلك، استنكرت «اللجنة المشتركة» الاتصالات المتزايدة بين الاتحاد الصهيوني والحكومة البريطانية، في بيان نشر في جريدة «التايمز» اللندنية، يحاجج أن انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين يجعل اليهود في سائر العالم «غرباء في بلادهم الأصلية». أثار البيان رد فعل غاضب من روثتشايلد ووايزمان وكبير الحاخامين هرتس، رغم صلة الأخير الوثيقة بوولف وسعيه للعب دور الوسيط بين التيارين اليهوديين، فتقدموا باقتراح إلى «مجلس النواب البريطانيين اليهود» ليتخذ موقفا من البيان، فأدين البيان بنسبة 61 صوتا مقابل 56 صوتا وامتناع 6 أصوات.
على الطرف الآخر ضم الفريق الصهيوني الذي يقوده وايزمان موزس غاستر، اللغوي الروماني الأصل، وحاخام الطائفة الاسبانية والبرتغالية (السيفارديم) وأحد مؤسسي الاتحاد الصهيوني البريطاني؛ ول. ج. غُرينبُرغ، رجل الأعمال الثري وأحد مؤسسي الأسبوعية اليهودية «جويش كرونيكل» الذي لم يكن على علاقة ود مع وايزمان لكونه أكثر تطرفاً منه، يعارضه لاكتفائه بالمطالبة بوطن قومي يهودي لا بدولة يهودية، ولقبوله اقتصار الوطن القومي على فلسطين الغربية دون الضفة الشرقية لنهر الأردن. ومن أعضاء فريق وايزمان الاقربين س. ي. سكوت، رئيس تحرير جريدة «مانشستر غارديان»؛ والمحامي هاري ساشر، المستشار القانوني للمنظمة الصهيونية وعضو لجنتها التنفيذية. في خلاصة الأمر اعتمد وايزمان اجتماعيا على جيل جديد من رجال الأعمال اليهود الصاعدين والأقل ثباتا في المجتمع البريطاني قياساً إلى أسر الارستقراطية المالية أو السياسية والإدارية العريقة التي تضم آل روثتشايلد ومونتيفيوري وموكالاتا وكوهين وغولدسميث وصموئيل ومونتاغيو. هذا مع العلم أن آل روثتشايلد كانوا معادين للصهيونية إلى حين مجيء اللورد إدوين. في المقابل، أبرز الأسر البرجوازية الصاعدة التي اعتمد عليها وايزمان هي آل سِيف وماركس وسبنسر وساشر وصموئيل، وبينهم أصحاب شركة «متاجر ماركس آند سبنسر»، وقد عرفوا باسم «رابطة أبناء العمومة والخؤولة the cousinhood « لعلاقات القربى والمصاهرة بينهم ( سايمون ماركس متزوج من شقيقة إسرائيل سيف؛ وهاري ساشر وإسرائيل سِيف متزوجان من شقيقتي سايمون ماركس، الخ.).
مسار صياغة الإعلان
في 15 حزيران/يونيو 1917 أرسلت الخارجية البريطانية مذكرة إلى لورد روثتشايلد وحاييم وايزمان تطالبهما بتقديم مقترح بشأن الوطن القومي اليهودي في فلسطين. وقد شارك عديدون في صياغة مسودة أشهر الرسائل في تاريخ الدبلوماسية البريطانية الحديثة.
نشب النزاع على الصيغة بين صهيونيين واندماجيين. عرضت أول صيغة على الحكومة في 18 تموز/يوليو1917. صاغها سوكولوف، وينسب إليه نحت مصطلح «الوطن القومي اليهودي»، وتعلن المسودة «اعتراف بريطانيا بفلسطين بما هي الوطن القومي للشعب اليهودي» وتتعهد بتأسيس «شركة استعمار قومية يهودية مأذونة» فيها، بالتعاون مع المنظمة الصهيونية وتسمح بهجرة اليهود إلى فلسطين بحرّية والعيش في ظل حكم ذاتي كما تسمح بالتنمية الاقتصادية للبلد.
تحفّظ سايكس وسير رونالد غراهام، مساعد وزير الخارجية، على الصيغة على اعتبارها طويلة. فقدّم هاري ساشر صيغة بديلة نصت على الآتي:
«1 ـ إن حكومة جلالة الملك توافق على مبدأ أن يعاد تكوين فلسطين لتصير الوطن القومي للشعب اليهودي؛2. سوف تبذل حكومة جلالته أفضل مساعيها لتأمين تحقيق هذا الهدف وسوف تتباحث مع المنظمة الصهيونية في الوسائل والأدوات اللازمة لذلك».
حظيت الصيغة بموافقة سايكس وغراهام فأرسلها ساشر إلى لورد روثتشايلد الذي نقلها بدوره إلى بلفور. (شنير،335). تحفظت عدة دوائر بريطانية رسمية على الصيغة. دعا سير ألفرد ميلنر، الوزير في حكومة الحرب، إلى حذف «إعادة تكوين فلسطين» وإسقاط الإشارة إلى المنظمة الصهيونية. فعدّل النص بناء عليه. على أن أبرز المعارضين كان لورد مونتاغيو الذي عارض الرسالة بالجملة وردّ على المسودة بمذكرة، مؤرخة في23آب/أغسطس 1917، عنوانها «العداء للسامية في الحكومة الحاضرة».
نشب النزاع على الصيغة بين صهيونيين واندماجيين. عرضت أول صيغة على الحكومة في 18 تموز/يوليو1917. صاغها سوكولوف، وينسب إليه نحت مصطلح «الوطن القومي اليهودي»، وتعلن المسودة «اعتراف بريطانيا بفلسطين بما هي الوطن القومي للشعب اليهودي» وتتعهد بتأسيس «شركة استعمار قومية يهودية مأذونة» فيها، بالتعاون مع المنظمة الصهيونية وتسمح بهجرة اليهود إلى فلسطين بحرّية والعيش في ظل حكم ذاتي كما تسمح بالتنمية الاقتصادية للبلد.
تحفّظ سايكس وسير رونالد غراهام، مساعد وزير الخارجية، على الصيغة على اعتبارها طويلة. فقدّم هاري ساشر صيغة بديلة نصت على الآتي:
«1 ـ إن حكومة جلالة الملك توافق على مبدأ أن يعاد تكوين فلسطين لتصير الوطن القومي للشعب اليهودي؛2. سوف تبذل حكومة جلالته أفضل مساعيها لتأمين تحقيق هذا الهدف وسوف تتباحث مع المنظمة الصهيونية في الوسائل والأدوات اللازمة لذلك».
حظيت الصيغة بموافقة سايكس وغراهام فأرسلها ساشر إلى لورد روثتشايلد الذي نقلها بدوره إلى بلفور. (شنير،335). تحفظت عدة دوائر بريطانية رسمية على الصيغة. دعا سير ألفرد ميلنر، الوزير في حكومة الحرب، إلى حذف «إعادة تكوين فلسطين» وإسقاط الإشارة إلى المنظمة الصهيونية. فعدّل النص بناء عليه. على أن أبرز المعارضين كان لورد مونتاغيو الذي عارض الرسالة بالجملة وردّ على المسودة بمذكرة، مؤرخة في23آب/أغسطس 1917، عنوانها «العداء للسامية في الحكومة الحاضرة».
(1)كانت حكومة الحرب مكونة الى جانب لويد-جورج وبلفور، من آٰندرو بونر لو، تنانئيل كرزُن، والفرد ميلر، وآرثر هندرسون، ترأس موريس هانكي سكرتيرية الحكومة التي كانت تضم مارك سايكس وليوبولد آمري.
(2)أستخدم مصطلح «استعمار» هنا بدلا من «استيطاني» لأن ذلك النمط من الشركات لم يكن يقتصر على نقل المستوطنين الأوروبيين إلى المستعمرات وإنما كانت شركات مجازة بمرسوم ملكي لشراء الأراضي والتوظيفات المالية واستغلال الموارد الطبيعية.
(2)أستخدم مصطلح «استعمار» هنا بدلا من «استيطاني» لأن ذلك النمط من الشركات لم يكن يقتصر على نقل المستوطنين الأوروبيين إلى المستعمرات وإنما كانت شركات مجازة بمرسوم ملكي لشراء الأراضي والتوظيفات المالية واستغلال الموارد الطبيعية.