Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

كارلا بروني: لم يبق من الرجل اليوم سوى هرموناته الذكورية

المغنّية الفرنسية (زوجة الرئيس نيقولا ساركوزي)، أصدرت ألبوماً جديداً بعنوان «لمسة فرنسية». في حديثها العفوي، الشيّق، الصريح، إلى مجل...






المغنّية الفرنسية (زوجة الرئيس نيقولا ساركوزي)، أصدرت ألبوماً جديداً بعنوان «لمسة فرنسية». في حديثها العفوي، الشيّق، الصريح، إلى مجلة «لوبوان الفرنسية» تكلمت عن حياتها، وطفولتها، وعائلاتها وعن الرجال والأدب وأوروبا بمناسبة صدور ألبومها الخامس.

لا تتردد في الإجابة عن الأسئلة، ولا تتلعثم.

فالأجوبة تطلع حيّة من حياتها، وإقامتها في الإليزيه خمس سنوات، وتبرمها من تلك الفترة، وازدواجية شخصيتها، ومواطنيتها، ولغتها. يُذكر أنها باعت من ألبومها الرابع ثلاثة ملايين نسخة. وها هي كفنانة وزوجة رئيس سابق لفرنسا، تبتعد عن فخامة الحضور، وطنطنته الشهيرة.

لسبب واحد: إنها فنانة موهوبة.

- أي أغنية كنت تغنّيها في طفولتك؟


* خليط من كل شيء. مثلاً (تدندن أغنية «بورك يناسبك») من فيلم «Cria Guervos».

- هنا تستعيدين أيضاً أغنيتين من فيلمي «مون ريفر» لأودري هيبورن في «فطور في تيفاني»، و«رجاء لا تقبلني» لريتا هاويرس. هاتان الامرأتان هما مثالان بالنسبة إليك؟

* كانت أودري هيبورن صبية فاتكة! أما من الناحية الجسدية أرى نفسي في المرأة الفاشلة، أقرب إلى هيبورن مني إلى ريتا هاويرس.

- في ألبومك «No Promises» أخذت أيضاً قصائد لدوروتي باركر التي تكتب صفحات شرسة عن الثنائي.

* كانت دوردتي باركر وحيدة جداً. ماتت، مهملة، غارقة في الكحول. وهذا يفسر، من دون شك شراستها..

- يبدو أنك بعيدة عن المرأة المسيّسة؟

* في البداية، كان على النسوية أن تكون سياسة راديكالية، ويمكن أن نشكر الرائدات. لطالما كانت هناك فوارق.. لكن أن تكون المرأة إمرأة هنا في الغرب.

- هل ستستغني النساء قريباً عن الرجل؟

* لا أعتقد. يبدو أنه في بداية النوع الإنساني لم يكن يفهم الرجال أنه يمكن إنجاب الأطفال معهم: كانوا يظنون أن المرأة تنجب وحدها، وكانوا يخافون قوتها. وقد استغرقوا قروناً حتى يفهموا العلاقة بين اللحظة التي يمارسون فيها الجنس ووصول الأطفال. وهكذا كانت السلطة للنساء.

- ما الذي يتبقى من الذكورية اليوم؟

*هرمون الخصبة. شاهدت فيلماً وثائقياً رائعاً يظهر «فئراناً» حقنت بكميات قوية من الهرمون. وكانت الفئران تنجح في الهروب من أقفاصها وإخضاع الفئران الأخرى، وقد استنتج الباحثون أن هرمون المبيض كان هورمون السلطة والسيطرة.

- بعض الأصوات الذكورية ترتفع اليوم شاكية أنه يتم تجريم رغباتهم. هل باتت الهرمونات مدعاة للخجل؟

* على العكس. فالهرمونات مطلب كثير من النساء.

- ولدت في كانون الأول عام 1967. ماذا تبقى من سنة 1968 فيك؟

* ولدت في عائلة تهتم بالموسيقى والفن. عشت طفولة مشرقة في نهاية الثلاثين المجيدة: عصر مبارك، ايجابي وفرح. عصر استثنائي. بفضل المضادات وظهور حبة منع الحمل، كانت فترة من الحرية العامة.. كان أهلي مسحورين بغزو الفضاء، وكانوا يظنون أن الطب لن يعرف أبداً الفشل، عرفوا العزلة، الحرب والموت. أمي رأت وهي في الرابعة عشرة ثلاثة من رفاقها شنقهم الألمان، وهذا أثّر فيها دائماً، لكنها حفظت من ذلك أملاً كبيراً في الحياة. الموسيقى وتحرير المجتمع في تلك المرحلة كانا يشبهان الأصل. أنا لست متشائمة، لكن التفاؤل اليوم لم يعد موجوداً: المخاطر كبيرة، يتملكنا الخوف، وكل خبر نتلقاه بلا انقطاع هو مقلق.

- بصفتك امرأة، هل تحسّين أن روح تلك الحرية قد تضاءلت؟ نجد أقل التنانير القصيرة في الشارع اليوم...


* لكن التنورة القصيرة ترتبط بالسيقان (ضحك) صحيح أن هناك عودة إلى الرقابة، لكن الحرية الجماعية، كما السعادة الجماعية، غير موجودة. نحن نحتاج إلى التحرر من بعض العوائق، لكن في شهرَي تموز - آب 1968 كان الذي يرشقون بالحجارة وببلاط الشوارع في عطلتهم الصيفية. كانوا بورجوازيين.

لكل منا 68 اياره، يرمي بلاطته، ثم تقع! وهذا كل شيء. اذا رجعت أحداث أيار 68، فتسبب حرباً أهلية حقيقية.

- هل تمتنعين عن بعض المواضيع في أغانيك؟

* لا! أنا لا أراقب الكلمات. لكن المواضيع السياسية لا تلهمني أبداً. أحب أن أكتب نصوصاً أكثر التزاماً، لكنني متعاقدة مع أغاني الحب، حتى ولو حدث معي أحياناً أن أضع بعض الشعارات الصغيرة.

- هل تحسّين نفسك أوروبية؟

* جغرافياً وتاريخياً، نعم. أنا أتيت من تورينو حيث كان يحكم ملوك السافوا. عندما صوّت الفرنسيون بـ«لا» للاستفتاء حول الدستور الأوروبي عام 2005 فكرت في أهلي، الذين ذاقوا الحرب، وقلت إن أوربا كانت السلم.

- إنها جملة من فرانسوا ميتران؟

* وهي جملة من رجُلي أيضاً (تقصد زوجها الرئيس السابق ساركوزي).

- من هم الكتّاب الذين ساعدوك على فهم أوروبا؟

* جيمس جويس جعلني حقاً أفهم ايرلندا، لكن ستيفان زفيغ كان شاهداً لذلك العصر المبارك بالإبداع الثقافي والفني في أوروبا. ومن قراءاتي لكوليت التي أعشقها، عرفت أيضاً أن بين الحربين كان هناك انفتاح في العقول، حيث كانت المثلية مقبولة، وحتى مقدّرة، أكيد كان رائعاً العيش في فيينا في تلك السنوات.. بين الفنانين والكتاب والموسيقيين أو سيغموند فرويد. رسائل تلك المرحلة ووثائقها تجعل المرء يحلم. كان عصراً ذهبياً وكان زفيغ شاهداً بين آخرين. وحالفني الحظ بأداء دور صغير في فيلم وودي ألن «منتصف الليل في باريس»، الذي يحكي عن الحنين إلى ذلك العصر، ويظهر أننا، نحن البشر، حنينيون (نوستالجيك) بطبيعتنا، إلى الماضي. البطل حنيني في عصر همنغواي وكان همنغواي نفسه يحن إلى عصر تولوز لوتريك، وهكذا دواليك،.. بالنسبة إليك أبقى حنينية إلى السبعينات.

- وهل تتمنين أن تكوني أحداً من ذلك العصر؟

* سأكون انجيلا ديفيس، جانس جويلان، أو دافيد بوي.

- كيف تحكمين اليوم على كارلا برونو وأنت على مشارف الخمسين؟

* لا أحب نفسي خصوصاً، لكنني لا أكرهها. أنا مرتاحة مع نفسي. علم النفس التحليلي والشهرة استنفدا اهتمامي ولما أنا عليه.

أعرف نفسي الآن؛ يضجرني أن أحكي عن نفسي. أنام مع نفسي، أستيقظ مع نفسي، أكتب قصائد مع نفسي؛ بالمختصر، لا يسرّني أن أحكي نفسي أكثر وأكثر، أنا أهتم بالآخرين.

- ماذا هناك إيطالي في أعماقك؟


* أنا ثرثارة جداً: أطهو المعجنات كإيطالية، منذ عشر سنوات وأنا أحاول أن أشرح ذلك إلى زوجي، لكنه ما زال يطلب لي الاسكالوب الميلاني مع العجائن. ثم أنا أحلم بالفرنسية لكن أيضاً بالإيطالية.

- أي شخص يسحرك؟

* أحب أن أستعلم حول الكتّاب الذين أقرأهم أو الأبطال التي نلتقيهم بسرعة. في الفترة الأخيرة، ومن خلال إعادة قراءة كوليت (روائية فرنسية)، اهتممت بإحدى صديقاتها وملهماتها.. موزودورا. إنها أول امرأة «مصاصة دماء»، وهو لقب أخذ من دورها في فيلم «مصاص دماء». مخرجة وممثلة ومنتجة ومغنّية، هذه المرأة ذات العينين الفاحمتين هي أول امرأة شرسة. ومن خلال بحثي عثرت على كل أفلامها - الصامتة.. ذات يوم تلقيت رسالة من رجل، عاش طفولته في المنزل الذي أقيم فيه اليوم، كانت تمتلك مسرحية منسية اسمها جيرمان لوفرانك. كانت تعيش مع لويز فايس، التي كانت تقيم في البيت المجاور. وبعد كتابة مسرحية بعنوان «خمسة وعشرون عاماً من السعادة»، والتي لقيت نجاحاً كبيراً، عرفت أزمة مادية وقررت تأجير منزلها لتستقر عند إحدى صديقاتها. هذا الرجل كان يتذكر، وهو طفل سهرات يحضرها ساشا غيتري وممثلات من ذلك الزمن. الرسائل تختصر كل ذلك، وتملكتني الرغبة لمعرفة جيرمان لوفرانك. فطلبت من «أمازون» كل مسرحياتها التي كتبتها في منزلي. أحب الناس الشجعان، المنسيين، والمختلفين.

- مخلوقات ما بعد الإنسان، الإنسان مرمماً أو مزيداً، هو تطور، هل يهمك ذلك؟

* وماذا يعني مخلوقات ما بعد الإنسان؟ «الافاتار». أهي كذلك؟ أنا أصلاً كان عندي واحد منها في الإليزيه. كان عندي افاتار وهي كارلا برونو، التي كانت تعمل وتقول أشياء كثيرة لم أفعلها ولا سمعت عنها. ذات يوم سألتني احدى صديقاتي، كيف وجدت الأرجنتين، لأنها سمعت في نشرة الأخبار التلفزيونية أنني عدت منها! والواقع أني لم أذهب إلى هناك أبداً. لكن افاتاري أنا، ظاهرياً، نعم!

- أهكذا عشت خمس سنوات في الإليزيه؟

* كانت، على كل حال فترة ازدواجية. عندما يتعلق الأمر بصورتنا، فنحن معرّضون لهذه الازدواجية؛ وهي الحال نفسها عندما نتصور.

على العكس عندما نغني، يجب أن نتوحد في شخص واحد. اخترعت إذاً شخصاً يعشق أن يغني، ولا يخاف، في الوقت الذي أنا في حالة رعب.. لطالما كانت حياتي مزدوجة: عندي بلدان، لغتان، ثقافتان، أبوان، إسمان... في النهاية، يريحني جمع هذه التناقضات.

- ما رأيك في قول جان دومرسون (كاتب فرنسي): الزواج هو تجربة، خصوصاً في السنوات الخمسين الأولى؟

* هذا رائع؛ بالنسبة إلي كانت السنوات العشر الأولى سهلة جداً.. لم أحس بمرورها. سأرى ماذا ستكون عليه السنوات الأربعين المقبلة.

ترجمة وتقديم; بول شاوول 

ليست هناك تعليقات