ترجمة: حميد كشكولي من الفارسية
نافذة للرؤية،
نافذة للاستماع،
ونافذة مثل فوهة بئر تلمس نهايتها قلب الأرض،
و تشرع في وجه اتساع هذا الحنان المكرر ذي اللون الازرق المائي .
نافذة تملأ أيادي التوحد الناعمة
بالعطايا الليلية لعطور النجوم الكريمة،
و يمكن من هناك استضافة الشمس في غربة الأزهار الشمعدانية.
نافذة واحدة تكفيني،
أنا آتية من ديار الدمى،
من ظلال الأشجار الورقية في بستان كتاب مصوّر،
من المواسم اليابسة لتجارب الحب ّ والصداقة العقيمة في أزقة البراءة الترابية.
أنا قادمة من سنوات نضوج ّ حروف الأبجدية الكالحة وراء طاولات المدرسة المسلولة،
من لحظة استطاع فيها الأولاد أن يخطّوا على اللوح كلامَ الصخر،
و رفرفت الزرازير مغادرة ً الشجرة المعمّرة.
أنا آتي من بين جذور النباتات آكلة اللحوم،
و لا يزال دماغي تملؤه أصوات وحشة فراشة ٍ كانوا صلبوها بدبوس في دفتر.
حين كانت ثقتي تتدلى من حبل العدالة الواهن،
وكانوا ينهشون قلب قناديلي في كل أنحاء المدينة،
عندما كانوا يعصبون عيون عشقي الطفولية بمنديل القانون الداكن،
و من صدغي رغباتي المضطربتين تتدفق نافورات الدم،
و حينما لم تعد حياتي شيئا سوى دقات الساعة الجدارية،
أدركت ُ أنه يجب و يجب و يجب أن أعشق بجنون.
نافذة واحدة تكفيني،
نافذة في لحظة الوعي و الرؤية و السكينة.
و الآن فقد بسقت شتلة الجوز حيث تشرح الجدار َ لأوراقها اليانعة.
سل المرآة من هو منقذك،
أليست الأرض التي ترتعش تحت قدميك ، أكثر توحدا منك؟
هل جاء الرسل برسالة الخراب إلى عصرنا؟
وهل أن هذه التفجيرات المتعاقبة، و الغيوم السامّة، هي دويّ الآيات المقدسة؟
فيا صديقي!
ويا أخي !
ويا قريبي!
عندما تصل القمر، دوّن تاريخ مجزرة الورود!
إن ّ الأحلام دوما تسقط من علو ّ سذاجتها ، وتموت.
إنني أشم ّ الشبذر رباعي الأوراق النامي على قبر المفاهيم القديمة،
فهل ترى أن امرأة استحالت إلى تراب في كفن الانتظار و البراءة، كانت شبابي؟
وهل سوف أتسلق ثانية مدرجات فضولي إلى الأعالي،
لكي ألقي سلاما على الإله الطيّب الذي يتمشى على سطح البيت؟
أشعر أن الزمن قد مضى،
أشعر أن اللحظة هي حظي من أوراق التاريخ.
أشعر أن الطاولة َ هي تناء ٍ زائف بين ضفائري و أيادي هذا الغريب الكئيب.
قل ْ لي ،
وما الذي يبتغيه منك شخص يهبك حنان جسد مفعم بالحيوية, سوى إدراك الشعور بالحياة؟
قل ْ شيئا !
إنني بجنب النافذة،
تربطني صلة بالشمس.