محمد خضير*... ماركيز الصحافي

alrumi.com
By -
0

انتهيت توا من مشاهد الفيلم الوثائقي عن حياة الروائي غابرييل غارثيا ماركيز على قناة DW المصنوع بحرفية صحفية عالية. أي كاتب يتمنى ان يمتلك قسطا من هذه الحرفة كي ينتسب الى مهنته الأدبية التي اختارها. وفي هذا الشأن فإن أي سيناريو عن حياة عظماء القرن العشرين مثل ماركيز سيذكرنا بكتابه (حادث اختطاف). فمن لم يكتب كتابا صحفيا مثل كتابه هذا لن يستحق الانتساب لأزمنة القرن العشرين وآدابها. 
عاش ماركيز الشطر الصحفي من حياته عندما كانت كولومبيا (وطن ماركيز الاصلي) ودول أمريكا اللاتينية تحت حكم الدكتاتوريات وحروب العصابات. كانت هذه البقع من منطقة الكاريبي موطن العجائب السحرية التي تأتي في مقدمتها عحائب السياسة وتجارة المخدرات. انتقلت هذه العجائب بقضها وقضيضها الى البقعة العربية، لكننا حتى اليوم لم نقرأ تقريرا صحفيا بحجم (حادث اختطاف) او نشاهد فيلما وثائقيا يصور دمار مدن عربية مثل حلب وصنعاء والانبار والموصل. هل اتتهى عصر الوثائقيين الكبار؟
عاش ماركيز أحداث أزمنة عظيمة، وارتبط بصداقة معظم رؤساء دول تلك الازمنة بما فيهم الرؤساء الدكتاتوريين. ارتكب أخطاء كثيرة لكنه اكتسب جرأة كاتب حول تلك الأخطاء الى مادة روائية خيالية. كان السرد والحقيقة صنوان لدى كتاب القارة الامريكية ذات العجائب السياسية. وليس من دليل نقرنه بجرأة ماركيز الصحفية سوى ما قرأناه لغونتر غراس في كتابه (قرني) وغاليانو في كتابيه (شرايين أمريكا للاتينية المفتوحة) و(ذاكرة النار). إن التجارب الحقيقية وحدها السبيل لرواية او فيلم يشهدان على عظمة ماركيز العجائبي.

قص عراقي، النص عن الفايسبوك

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)