
محمد م الحجيري
في النظر الى الواقع اللبناني، يبدو أن سلوك الأقطاب المتحكمين بالسلطة اللبنانية، يعرفون مسبقاً نتائج الانتخابات النيابية من خلال القوانين المقدمة، وصراعهم الآن ليس على "عدالة التمثيل" أو "المناصفة بين المسلمين والمسيحيين"، بل هدف كل فريق منهم، قطف أكبر عدد من النواب لتكريس دوره، وهذا المآل يبدو صعباً جدا في خضم التوازن المذهبي والطائفي، كان سهلا أيام الوجود السوري تكريس قانون يخترعه غازي كنعان ويفرضه على الآخرين كما يفرض النواب، اليوم الأمور أكثر تعقيداً حتى الآن، صراع مرير له جذوره التاريخية وآفاقه المستقبلية، كأن الجميع يبحث عن تأبيد نفسه في مجلس النواب ويحلم بالنفط والغاز وتوريث الأبناء والاصهرة...
عملياً عدالة التمثيل تبدو كذبة أو هي خطاب للشحن الانتخابي والطائفي وكليشيه من الكلشيهات التي اعتمدت في السنوات الأخيرة(مقاومة، محكمة دولية، حقوق المسيحيين)، فلا عدالة في التمثيل طالما مجموعة من اللبنانيين عديد سكانها 35 من نسبة السكان وتأخذ 50 في المئة من النواب، ومن حق لكل طائفة أن تطالب بحقوقها، وعلى هذا المناصفة التي اقرت في الطائف، غير منصفة انتخابياً وان كان مهمة سياسيا للحفاظ على طائر الفينيق ومقولة أن لبنان لا يطير بجناحيه، وفي الواقع من يرفع شعار "المناصفة"(المستقبل)، هدفه الحفاظ على نفوذه في الحكم، ومن يريد "المناصفة الحقيقة"(التيار العوني) فهو يريد التحكم بالسلطة والعودة الى زمن الجمهورية الأولى، وبين هذا وذاك لا احد يجرؤ على التصريح بمراده....
ومن يريد النسبية الشاملة (حزب الله نموذجاً)، بالتأكيد لا يريد عدالة التمثيل، كيف ولا وحزب الله الماسك بزمام الأمور والمال والسلاح والنفوذ، أمام هذا لا يبقى الناخب ناخباً، بل تصبح الانتخابات مجرد فلكلور لمشهد معروف النتائج. وما يسعى اليه حزب الله هو مروحة من المناصرين له من مختلف الطوائف...
بالمختصر، التيار العوني والقوات اللبنانية يبحثان عن زيادة عدد نوابهما للتحكم بمفاصل الحكم، "الرفيق" وليد جنبلاط يريد إبقاء الدور الدرزي و"بيضة القبان" لهذا يحب قانون الستين المعروف النتائج، تيار المستقبل يتخوف من أن تكون الانتخابات ضده وضد نفوذه... حزب الله يلعب دور الوجود السوري وان بوتيرة ناعمة، فحتى الآن مهما كانت نتائج الانتخابات، لا شيء يمر من دون موافقته.