6 يناير 1960
روني شار! أريد أن أخبرك، في هذه اللحظة، التي هي لحظة أساكَ، عن أسايَ.
يستبسل الزمان ضد من يجرؤون على أن يكونوا آدميين - إنه زمن اللاّ آدمي. أحياءٌ، نحن موتى، نحن أيضاً. ليست هناك سماء لبروفنس. هنالك الأرض، واسعة، بلا ضيافة، لا يوجد غيرها. لا عزاء، لا كلمات. إنّ التفكير قضية أسنان. كلمة بسيطة أكتبها: قلب. سبيل بسيط: هو هذا.
روني شار، هناك هذا السّبيل، هو الوحيد، لا تَحِدْ عنه. (لقد فعلت ذلك، رأيتك تغادره، عرفتَ كيف توجعنا، دون تروِّ، أحزنتنا وكنت بالكاد قد فتحت قلوبنا).
هل لي الحق أن أخبرك بذلك؟ لا أعرف. لكني أقوله لك. هل أزيد على الأمر كلمة أم صمتا.
أتوجه إليك بهذه الكلمات - التي هي كلمات - بعد وفاة ألبير كامو.
كن حقيقيا، دائماً.
باول تسيلان.
(ترجمة: أ.م)