أحمد بيضون... عن صادق جلال العظم

alrumi.com
By -
0
التقيتُ صادق جلال العظم أوّلَ مرّةٍ في خريف 1969 عندما كان رئيساً لتحرير "دراسات عربية" ونشر لي فيها مقالةً أثارت
بعض الغبار وكان هو في أوج المعركة التي أثارها "نقد الفكر الديني".

التقينا بعدها لماماً وبقيت متابعتي لأعماله عند كتب تلك المرحلة ولم تصل إلى يدي أعمالٌ له أحدث عهداً.
وسواءٌ أكان الشأن شأن الدين أم شأن السياسة، بقي صادق عندي مجدّداً كبيراً لفضيحة كبرى هي إثباته أن قول كلمة العقل، بعد تحصيل جرأته والقبض على مقاليد استعماله، في مصادر البؤس الكبرى لمجتمعاتنا ما زال لا يستنفر المُحاجّة العقلية بل يطلق الاحتجاج بالسلطة على اختلاف مصادرها والأجهزة.

في 2011، عاد صادق إلى الإقامة في بيروت فسعدتُ بتجديد اللقاء به مراراً: في مقهى ليناز- الحمراء الذي كنّا نرتاده بانتظام، في سهرة أو اثنتين عند صديق مشترك، عند إطلاقنا عدداً من أعداد "كلمن" إذ أكرَمَنا بحضور المناسبة، إلخ...
كان صوته القوي، العميق على صفاء، لا يزال صوته وهو يقترب من الثمانين. هذا الصوت الذي ظلّ ينطلق قهقهةً هازئة كلّما لزم الأمر، كان مَرَحَ العقلِ الشجاع، الناقدِ بتمكّن والمتحدّي بدأب. هذا الصوت كان صادق جلال العظم نفسه وهو سيبقى.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)