جان دبغي... اصدقائي السوريين القدامي لم اجدهم في اعتصام التضامن مع حلب

alrumi.com
By -
0
  

الذي لا يستثمر لا يمكن اخذه في الاعتبار في تحديد من ربح ومن خسر.
تذكرت البارحة هذه الفكرة خلال عودتي من تجمع في ساحة الجمهورية وسط باريس، تأييدا وتضامنا مع أهل حلب . 
ذهبت بعد تلقي دعوة في هذا الخصوص على الفايسبوك، وذهبت في جو بارد ليلي، يقينا مني بضرورة فعل شيء ما، وكوني في فرنسا ربما هذا العمل هو الحد الأدنى الممكن. 
وكانت فعلا مفاجئة، وجود مئة شخص، وعدد من الاعلام السورية وخطيب يشرح بالفرنسية الأحداث.
"الجمهور" خليط من سوريين شباب يبدوا عليهم انهم وصلوا لتوهم من سوريا الى مهجر لا بدا من ان يطول. وبعض الفرنسيين ممن بقي لديهم رغبة بالتظاهر تضامن مع قضية غير فرنسية . 
عدت بعد ساعة ونصف من الوقوف في البرد وبعد ان فتشت عن أصدقائي السوريين القدامى ولكن من دون أمل، وكذلك عن من وصلوا قبل 5 سنوات وربما أربعة، واعرف الكثير منهم، ولكن أيضاً فضلوا حرارة البيوت الفرنسية او المقاهي وربما المطاعم . انا لا أنكر عليهم رخاء هذا البلد ولا دفء المنازل .

لهذا تذكرت معادلة الربح والخسارة. تذكرتها لأتمكن من تكوين صورة عن الوضع السوري عبر أهله. وقلت ربما كان أوباما صريحا عندما وصف المعارضة السورية بأنها بعض الأساتذة والأطباء والصيدليين الذين كانوا قبل ٢٠١١ معارضين في جماعات صغيرة اهتموا اكثر في حفظ النظريات الثورية والتراشق بها واستخدامها في تفتيت وإعادة تكوين الجماعات الصغيرة على اصغر . دخل بعضهم السجن وربما اغلبهم ولكن هذه هي طريقة النظام السوري في تعميد المعارضة وشرعنتها في جماعات اصغر فاصغر .


في اخر المطاف، وجود المعارضة هذه مجتمعة فئات صغيرة قد تقترب من شخص الى شخصين او ربما اكثر بقليل، لا يغير شيئا مهما تغير اسمها، مجلس وطن ، ائتلاف او لجنة مفاوضات، كلها أشكال لمضمون واحد ودور واحد له شرعية من ساهم في وضعها في الفضاء الدبلوماسي.

الحرب ستستمر مهما حاول بوتين وولي الفقيه التدمير والقتل. هذه حرب لا تخضع لقانون الربح والخسارة من منطلق عسكري انما تستمد استمرارها من عدم وجود حل يفقدها معنى الاستمرار . 
حلب، من هذا المنظار، لا تتطلع لمن هتف تضامنا معها، وفي هذا السياق، اعتقد ان من التزم الدفء البارحة ، أدرك قبلي هذا الامر .

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)