كل هذه الصور التي يتم تداولها على صفحات التواصل الأجتماعي وفي الصحف ( بعض النماذج مرفقة) هي صورة معيبة جدا" خاصة حين تعتمد كمستند حقيقي في كبرى الصحف ويتم توزيعها عبر الوكالات . صور ملعوب فيها على الفوتوشوب والتشويه الفاضح لحقيقة الظاهرة الفلكية بادي للعيان وبشكل يدعو للدهشة والأستهجان والخجل.
وهذا الغش وقعت فيها كبرى الصحف اللبنانية التي نشرت صور على صدر صفحاتها لأبراز هذه الظاهرة . وقد يكون ذلك عائد الى ان بعض مسؤولي التحرير تقريبا في أكثرية الصحف اللبنانية والعربية ليس لديهم معرفة بالحد الأدنى لتقنية التصوير وماهية الفوتوغرافية وخاصة بنوعية كهذا النوع من الأحداث والنشاطات الصحافية التي تهم الرأي العام وتفرض أهميتها على مسار عملنا الصحافي . او عائد ايضاً الى عدم ألأستشارة الفنية للمصورون المعتمدون في الصحيفة او "عنادهم" غير المهني غير القابل " للتزحزح وللنقاش او لأحترام الخبرة الطويلة للمصور ، وبالتاي رفض رأيه " كأنهم ادرى بمكه من اهلها ".
فوقعوا بالخطأ.
من هذه الصور ان القمر بدا بقعة بيضاء مشغولة بغير احتراف اوقعتنا بالحيرة اهو القمر فعلاً ناصعاً خالياً من التضاريس والآشكال ام الشمس تمثل دوره ؟!!!!
غشاشوا الظاهرة الفلكية
لم يكونوا فقط من هواة التصوير بل الكثير من مصوروا الوكالات الأجنبية وبعض مصوروا و الصحف
ان تصوير هذه الظاهرة في خبرتي هو في تصوير القمر بحجمه الطبيعي وذلك عبر استعمال عدسات فوق 1000. ملم .. وتصوير القمر وحده. ولا يمكن ان يتساوى القمر بضوئه القوي مع اضاءة الأبنية والساحات كما هو الظاهر في صور المرفقة من دبي. لأنه مهما كانت الأضاءة في المبنى او البرج قوية فهي لا تساوي 5 % من قوة ضوء القمر فكيف يتساوى الضوء على الأبراج والناس مع ضوء القمر. عند تصوير القمر يجب ابراز تفاصيل التضاريس والأشكال التي يحملها القمر وهذا لا يمكن لكاميرا ابدا ان تساوي بين الضوء على الأرض والضوء القادم من القمر خاصة في ظاهرة امس . لأن النور العاكس من القمر يعطينا لون الأسود على كل العناصر الأرضية.
أمس منذ الساعة السادسة مساء وحتى العشرة ليلا وانا الاحق مع بعض الزملاء هذه الظاهرة في كل ارجاء بيروت لم يبدو لنا القمر بهذا الكبر والقرب والوضوح ، كما هو ظاهر في أكثرية الصور التي نشرتها احدى الصحف اللبنانية وتقول فيها هكذا بدا القمر كبيرا وقريبا فوق بيروت !!!!!!!!!!!!!!!!!! وكأنهم معه في مدينة الملاهي ...
وللحقيقة وتوضيحا منذ مساء امس دخل القمر فوق بيروت منطقة كلها غيوم مع ضباب قوي منعتنا من تصويره بدقة ومن رؤية الأشعاع بوضوح.
للأسف
لم يعد في الصحف وخاصة اللبنانية من يدرك الأهمية التقنية للتصوير الفوتوغرافي وضرورة التزام المصدقية التقنية الفوتوغرافية بأيصال الصور للقراء.
للأسف ايضاً لم يعد الرأي العام يحاسب على شيء...
كأنه ارتضى بما يحصل رغم التشويه الذي لا يعنيه بل تعنيه تمضية الوقت على مواقع التواصل الأجتماعية "كمرض العصر" الفاتك بأكثرية البشر..
عن الفايسبوك
