ترجمة حسّونة المصباحي كانت حياة باول تسيلان(1920-1970) من البداية إلى النهاية سلسلة من الأزمات والصدمات العنيفة مثلما كان حال هاينريش ه...
ترجمة حسّونة المصباحي
كانت حياة باول تسيلان(1920-1970) من البداية إلى النهاية سلسلة من الأزمات والصدمات العنيفة مثلما كان حال هاينريش هاينه الذي كان أحد شعرائه المفضلين. وهو يهودي من أصل روماني، إلاّ أنه فضل أن يكتب باللغة الألمانية. وفي سنوات شبابه درس الطب في فرنسا. وخلال الحرب العالمية الثانية، قتلت والدته برصاصة في الرأس. أما والده فقد قضى في أحد المعسكرات النازية. وبعد الحرب،أمضى فترة قصيرة في فيينا، ثم هاجر إلى باريس لينقل إلى اللغة الألمانية أعمال شعراء فرنسا الكبار من امثال رني شار، وهنري ميشو، ورامبو،وفاليري.وفي مجموعاته الشعرية الأولى بدا متأثرا بكل من راينار ماريا ريلكه، وتراكل، وهولدرلين، والشاعرة لاسكر-شولر. ثم نحت لنفسه شخصية شعرية ليصبح أحد أعلام الشعر الألماني في النصف الثاني من القرن العشرين. وبعد سلسة من الإنهيارات العصبية، ألقى بنفسه في نهر السين في ليلة من ليالي شهر أبريل-نيسان 1970.
إلى رني شار
مَغْلولا
بين الذّهب والنسيان:
الليلُ.
الإثنان بحثا عنه بالأيدي.
الإثنان تركهما يفعلان ذلك.
ضَعْ،
الآن ضَعْ هناك أنت أيضا ما
من الغروب يبتغي أن ينهض إلى جانب النهار:
الكلمة التي فوقها حلّقَتْ النجمةُ
والبحرغمَرَها.
لكلّ واحدالكلمة.
لكلّ واحد الكلمة التي غنّت له،
حين ارتمى الضّراة على الظهور-
لكلّ واحد الكلمة التي غنّت له ثم تجمّدتْ.
لليل، له،
ما حلقت فوقه النجمة، وما غمره البحر،
له ما احتفظ به في الصمت،
ولمَ لمْ يتخثّر حين انغرس
االمعْقُوفُ المسموم في مقاطع الألفاظ.
له، الكلمة التي احتفظ بها في الصمت.
ضدّ الآخرين، أولئك الذين قريبا،
أولئك الذين، من كلّ النواحي، مذلّين من آذان الجلادين،
يتسلْقون الزمن والأزمنة،
وهو يشهد في الأخير،
في الأخير، عندما وحدها السلاسل ترنّ،
يشهد له هو الذي يستريح هناك
بين الذهب والنسيان،
أخا لهذا ولذك دائما-
لذلك أين، قلْ، أين يسقط
الغروب سوى بالقرب منه،
والذي في شبكة أنّاته
يظهر البذور لشموس تغطس،
وما يزال وما يزال؟
-2: تكلّمْ أنت أيضا
تَكلّمْ أنت أيضا،
كنْ آخر المتكلمين:
قلْ كلمتك.
تكلم-
لكن لا تفصلْ نعم عن لا.
امنحْ معنى لكلمتك:
إمنحها-الظلّ.
أمنحها ما يكفي من الظلّ،
امنحها الكثير من الظل
الذي تعرف أنك تتقاسمه من حولك بين
منتصف الليل ومنتصف النهار ومنتصف الليل.
أنظرء حولك:
شاهدْ الذي يحيط بك يصبح حيّا جدا!
في الموت! حيّا!
الذي يتكلم الظل يتكلم الحقيقة.
من الآن فصاعدا المكان حيث تنتصبُ يتقلّص:
أين تذهب الآن، مجرّدا من الظل، أين تذهب؟
اصعدْ. متلمّسا طريقك، اصعدْ.
ها أنت أكثر رهافة، أقلّ تماثلا، أكثر رشاقة!
أكثر رشاقة: خيط،
حيث النجمة تريد أن تنزلق وتنزل:
لكي تسبح في الأسفل ، هناك بعيدا في الأسفل،
حيث ترى نفسها تتلألأ. في الموجة الصاخبة
للكلمات التي تمضي.
كانت حياة باول تسيلان(1920-1970) من البداية إلى النهاية سلسلة من الأزمات والصدمات العنيفة مثلما كان حال هاينريش هاينه الذي كان أحد شعرائه المفضلين. وهو يهودي من أصل روماني، إلاّ أنه فضل أن يكتب باللغة الألمانية. وفي سنوات شبابه درس الطب في فرنسا. وخلال الحرب العالمية الثانية، قتلت والدته برصاصة في الرأس. أما والده فقد قضى في أحد المعسكرات النازية. وبعد الحرب،أمضى فترة قصيرة في فيينا، ثم هاجر إلى باريس لينقل إلى اللغة الألمانية أعمال شعراء فرنسا الكبار من امثال رني شار، وهنري ميشو، ورامبو،وفاليري.وفي مجموعاته الشعرية الأولى بدا متأثرا بكل من راينار ماريا ريلكه، وتراكل، وهولدرلين، والشاعرة لاسكر-شولر. ثم نحت لنفسه شخصية شعرية ليصبح أحد أعلام الشعر الألماني في النصف الثاني من القرن العشرين. وبعد سلسة من الإنهيارات العصبية، ألقى بنفسه في نهر السين في ليلة من ليالي شهر أبريل-نيسان 1970.
إلى رني شار
مَغْلولا
بين الذّهب والنسيان:
الليلُ.
الإثنان بحثا عنه بالأيدي.
الإثنان تركهما يفعلان ذلك.
ضَعْ،
الآن ضَعْ هناك أنت أيضا ما
من الغروب يبتغي أن ينهض إلى جانب النهار:
الكلمة التي فوقها حلّقَتْ النجمةُ
والبحرغمَرَها.
لكلّ واحدالكلمة.
لكلّ واحد الكلمة التي غنّت له،
حين ارتمى الضّراة على الظهور-
لكلّ واحد الكلمة التي غنّت له ثم تجمّدتْ.
لليل، له،
ما حلقت فوقه النجمة، وما غمره البحر،
له ما احتفظ به في الصمت،
ولمَ لمْ يتخثّر حين انغرس
االمعْقُوفُ المسموم في مقاطع الألفاظ.
له، الكلمة التي احتفظ بها في الصمت.
ضدّ الآخرين، أولئك الذين قريبا،
أولئك الذين، من كلّ النواحي، مذلّين من آذان الجلادين،
يتسلْقون الزمن والأزمنة،
وهو يشهد في الأخير،
في الأخير، عندما وحدها السلاسل ترنّ،
يشهد له هو الذي يستريح هناك
بين الذهب والنسيان،
أخا لهذا ولذك دائما-
لذلك أين، قلْ، أين يسقط
الغروب سوى بالقرب منه،
والذي في شبكة أنّاته
يظهر البذور لشموس تغطس،
وما يزال وما يزال؟
-2: تكلّمْ أنت أيضا
تَكلّمْ أنت أيضا،
كنْ آخر المتكلمين:
قلْ كلمتك.
تكلم-
لكن لا تفصلْ نعم عن لا.
امنحْ معنى لكلمتك:
إمنحها-الظلّ.
أمنحها ما يكفي من الظلّ،
امنحها الكثير من الظل
الذي تعرف أنك تتقاسمه من حولك بين
منتصف الليل ومنتصف النهار ومنتصف الليل.
أنظرء حولك:
شاهدْ الذي يحيط بك يصبح حيّا جدا!
في الموت! حيّا!
الذي يتكلم الظل يتكلم الحقيقة.
من الآن فصاعدا المكان حيث تنتصبُ يتقلّص:
أين تذهب الآن، مجرّدا من الظل، أين تذهب؟
اصعدْ. متلمّسا طريقك، اصعدْ.
ها أنت أكثر رهافة، أقلّ تماثلا، أكثر رشاقة!
أكثر رشاقة: خيط،
حيث النجمة تريد أن تنزلق وتنزل:
لكي تسبح في الأسفل ، هناك بعيدا في الأسفل،
حيث ترى نفسها تتلألأ. في الموجة الصاخبة
للكلمات التي تمضي.
ليست هناك تعليقات