مجلّة "اليوم السابع" كانت إحدى التجارب المميّزة التي شهدتها الصحافة العربية في المهجر. أشرفتُ، منذ تأسيسها في التسعينيات، على القسم الثقافي فيها، وكان جوزيف سماحة مسؤولاً عن القسم السياسي. كان ذلك بعد انتهاء تجربة "النهار العربي والدولي" في باريس، وكنتُ يومها لا أزال طالباً في الجامعة.
لدى عودتي من مهرجان "المربد"، في إحدى المرّات، كتبتُ مقالاً بعنوان: "كلّ القصائد تغنّي لصدّام مُبدع الانتصارات". أخذتُ العنوان من شعار المهرجان آنذاك. في ذاك المقال، تحدّثتُ عن شعراء المديح، وعن أولئك الذين يعتلون المنابر ويتمسّكون بالميكروفون حتى الرّمق الأخير. كتبتُ أيضاً عن البدلة العسكرية التي كانت تنتظرني على السرير في غرفة الفندق، وعن الخوف الذي انتابني حين رأيتها، وعن اختبائي وراء الستائر المسدَلة وأنا أنظر إلى بعض الشعراء والنقّاد المدعوّين وهم يستعدّون للصعود إلى الحافلة التي ستقلّهم إلى الجبهة...
عدد مجلّة "اليوم السابع" الذي ورد فيه مقالي لم يرضَ عنه الرقيب واضطرّ إلى حذفه. هذا ما أخبرني به صاحبها الذي كان قد طمأننا في اجتماع التحرير الأول إلى أنّ "مجلّتنا" ستكون مساحة للرأي الحرّ. يومها كنتُ لا أزال أصدِّق كلّ شيء وأتعاطف، ببساطة تقترب من السذاجة، مع جميع المثقّفين المنادين بالحرّية والواقفين، لفظاً، الى جانب القضايا العادلة في العالم.
لهذا السبب، ولغيره ربّما، طُردتُ من المجلّة بعد سنوات من العمل فيها ليحلّ محلّي صحافي موسوعي قدير يحبّ التعاطي مع الأسماء الكبيرة ويخلط في مقال واحد بين فاضل العزاوي وضياء العزاوي، بين فيرجينيا وولف وشكسبير. أما أول إنجاز له فكان حَذف اسمي عن آخر حوار طويل أجريته في أحد مقاهي "الشانزيليزيه" مع الكاتب الفلسطيني إميل حبيبي، ووضع بدلاً منه اسماً آخر...
ما أجملها من تجربة!
(*) عن الفايسبوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق