“في إيثاكا” قصيدة لهيلدا دوليتل

alrumi.com
By -
0



_____هيلدا دوليتل(*)
ترجمة سركون بولص
تكرّ الأمواج الطويلة
عائدةً على أعقابها
وتترك في زحفها زبداً على الرمال؛
الليل يظلم والبحر
يتخذ تلك النغمة اليائسة
التي للظلام عندما تتكلّفها الزوجات
بعد الانتهاء من ممارسة الحب.

تكرّ عائدةً،

يتراخى الخيط المنعقد،
جيئة وذهاباً، مرّة ومرة؛
جيئة وذهاباً والكلّ ينخاط؛
والآن إذ أعقد نهاية الخيط
بودّي لو أن صديقاً ناريّاً
كان سيجرف هذه الأصابع
رأفةً بي، بعيداً عن المغزل.

أفكاري المنهوكة

تلعب دور الخائن أمام روحي،
تماماً عندما يكون قد انتهى الصراع؛
خاطفةً، بينما الغرزة تكتمل.
استديري، يا روحي، الآن، خاطفةً
ومزّقي ذلك الشكل هناك،
الأزهار المصوغة بأية رهافة،
تخومَ زرقة البحر،
ساحلَ الوطن الأزرق كالبحر.

كانت الشبكة مترفةً في حُسنها،

شبكة الصور هنالك،
مفاتن ُ كنت أظنّه مالكاً لها
وخسرتها أنا؛
غازلةً سعادَتهُ
في إطار النسيج،
ناسجةً نارهُ وصِيتَهُ:
كنت أظن عملي أنتهى،
صلّيت ألا يُقيَّض لغير واحد
من اولئك الذين نبذتهم،
أن يتجشم عناء أن يغزو
هذا الانتظار الطويل بقبلة.

لكنني كلما رأيتُ

صنيعي المنسوج بذلك الجمال
واحتفظت بالصورة وبالكلّ،
شدّدت “أثينا” من عزيمتي،
ورأيت صفائح من المطر
تنزل لافحةً عبر دماغي،
أرى عربته الحبية وسهامَهُ،
أرى السهام تنطلق.
أرى سيدي الذي يتحرك
مثل هكتور، سيّد الحب
أراه يلتحم في القتال مع منافسين
أشراف ذوي مهابة، وأرى
منافسيه الأدنى يلوذون بالفرار.

(*) شاعرة اميركية
(**) من كتاب "رقائم لروح الكون" مختارات شعرية من ترجمة سركون بولص صدرت عن منشورات الجمل، كتاب ممتع يستحق القراءة.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)