Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

بوب ديلان / ستُّ قصائد

ترجمة : ابراهيم الماس ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فتاةٌ من شمال البلاد  . حسناً ، إذا ما كنتَ مُرتحلاً في شمالِ البلاد...



ترجمة : ابراهيم الماس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتاةٌ من شمال البلاد 
.
حسناً ، إذا ما كنتَ مُرتحلاً في شمالِ البلاد الصافي ،
حيث الريحُ تضربُ بقوّةٍ على خطّ الحدود ،
تذكرني ، كواحدٍ عاش لمرّةٍ هناك .
ذات يوم كانت لي حبّاً حقيقيّاً . 
*
حسناً ،
إذا ما كنتَ ذاهباً وندفِ الثلج تعصفُ ،
والأنهارُ تتجمّد والصيفُ ينتهي ،
أرجوكَ انظرْ إذا ما كانت ترتدي معطفاً دافئاً جدّاً ،
يحفظها من الأرياحِ الصارخة .
أرجوكَ انظرْ من أجلي شعْرَها المُتدلّي الطويل 
إذا ما كان يدورُ وينحدرُ على صدرهاِ ، 
أرجوكَ انظرْ من أجلي شعْرَها المُتدلّي الطويلَ ، 
هكذا أفضّلُ أن أتذكرها .
أنا أتساءل إذا ما كانت تتذكرني مُطلقاً ،
مراتٍ كثيرة ، غالباً ما كنتُ أصلّي 
في ظلام ليلي ،
وفي سطوعِ نهاري .
لذا إذا ما كنتَ مُرتحلاً في شمالِ البلادِ الصافي ،
حيث الريحُ تضربُ بقوّةٍ على خطّ الحدود ،
تذكرني ، كواحدٍ عاش لمرّةٍ هناك .
ذات يوم كانت لي حبّاً حقيقيّاً .
***
مدينة أكسفورد 
.
مدينة أكسفورد ، مدينة أكسفورد 
كلُّ أمريءٍ يحني رأسه إلى الأسفل 
الشمسُ لا تشرقُ على الأرض 
لا أحد يهبطُ إلى مدينة أكسفورد .
هو هبطَ إلى مدينة أكسفورد 
الأسلحةُ والنوادي هبطت معه هناك 
كلُّ هذا لأنّ وجههُ كان أسمرَ ، 
الأفضل أن يبتعد المرء عن أكسفورد .
مدينة أكسفورد حول المُنعطف 
يأتي إلى الباب ،فلا يستطيع الدخولَ 
كلّ هذا بسبب لون بشرته ،
فما رأيك يا صديقي ؟ 
.
أنا وامرأتي و ابن امرأتي 
نحن التقينا مع قنبلةٍ مسيّلة للدموع 
حتّى أنا لا أعرف لِمَ نأتي 
فلنرجعُ من حيث أتينا .
مدينة أكسفورد في الظهيرة 
كل أمريء يغنّي بأسىً 
مات رجلان تحت قمرِ الميسيسيبي 
الأفضل أن يحقّق أحدٌ ما قريباً .
مدينة أكسفورد ، مدينة أكسفورد 
كلُّ أمريءٍ يحني رأسه إلى الأسفل 
الشمسُ لا تشرقُ على الأرض 
لا أحد يهبطُ إلى مدينة أكسفورد .
***
كورينا / 
.
يا كروينا ، يا كورينا 
أين كنتِ طوالَ هذه المُدّةِ الطويلة يا فتاتي ؟
يا كورينا ، يا كورينا 
أينَ كنتِ طوالَ هذِهِ المُدّةِ الطويلة يا فتاتي ؟
كنتُ قلقاً عليك يا صغيرتي . 
أرجوكِ يا صغيرتي عودي إلى البيت .
.
صار لدي طيرٌ يصفّرُ 
صار لدي طيرٌ يغنّي 
صار لدي طيرٌ يصفّر 
صار لدي طيرٌ يغنّي 
لكن ليس لدي كورينا 
الحياة لا تعني شيئاً . 
.
يا كورينا ، يا كورينا 
أنتِ في بالي 
يا كورينا ، يا كورينا 
أنتِ في بالي 
أنا أفكّرُ فيكِ يا صغيرتي 
ولا استطيع التوقفَ عن البكاء .
****
الأزمنةٌ التي تتغيّرون فيها / 
.
تعالوا وتجمعوا حول الناس 
أينما كنتم تتجوّلون 
اعترفْ بأن الأمواه صارت 
تنمو حولكَم 
فتقبّلوا ذلك قريباً 
ستتجرعون ذلك حدّ العظم . 
إذا ما كان الزمن جديرٌ بأن تنقذه 
الأفضلُ أن تبدؤوا بتعلّمِ السباحة 
قبل أن تغرقوا مثل حجرٍ ،
لأجل الأزمنة التي تتغيّرون فيها . 
.
تعالوا يا كُتّابُ ، تعالوا يا نقّاد 
يا مَن تتنبئون بأقلامكم 
إبقوا عيونكم مفتوحةً 
فالفرصة لن تتكرّر مرّةً أخرى 
لا تتكلّموا قبل الأوان 
لأن العجلة لازالت تدور 
ولا أحد يعرف اسمَ مَن سيكون 
لأنّ الخاسرَ الآنَ رابحٌ غداً 
لأنّها الأزمنة التي يتغيّرون فيها .
.
تعالوا يا أعضاء مجلس الشيوخ 
تعالوا يا أعضاء مجلس الكونجرس 
الرجاءَ الانتباهُ إلى النداء 
لا تقفوا في المدخل 
لا تغلقوا القاعة 
لأن مَن يصاب بالأذى سوف يتوقّف 
هناك معركةٌ تحدث في الخارج 
أنها ثورة 
قريباً سوف تهزّ نوافذكَم 
وتحطّم جدرانكم 
لأنّها الأزمنة التي تتغيّرون فيها .
.
تعالوا يا آباء ، تعالين يا أمهات 
عبر هذه الأرض 
ولا تحلّلوا ما لا تستطيعون أن تفهموه 
أبناؤكم وبناتكم 
أبعد من أوامركم 
إن طريقكم القديم قد قضى سريعاً .
رجاءً إذا ما كنتم لا تقدرون أن تمدّوا يداً 
لا تقفوا في الطريق الجديد 
لأنّها الأزمنة التي يتغيّرون فيها .
.
سُحب الخطُّ 
اللعنةٌ توزعت 
المُتأخرُ الآنَ سيكون مُتقدّماً فيما بعد 
كذلك الحاضر الآن 
سيكون فيما بعد ماضياً .
قُضِى الأمر سريعاً :
مَن يكون أوّلاً الآن 
غداً سيكون أخيراً . 
لأنّها الأزمنة التي يتغيّرون فيها .
***
هناك إلهٌ بجانبك / 
.
أوه .. اسمي لا شيء 
وعمري بل معنى 
البلدُ الذي جئتُ منه 
يٌدعى الغرب الأوسط 
حيث تعلّمتُ وربيتُ فيه 
القوانين يجب أن تطاع 
والأرضُ التي عشتُ فيها 
لها إله بجانبها . 
.
أوه .. كتبُ التاريخ تتحدّث عنها 
تتحدّث عنا كما يجب 
شُحنتْ سلاحُ الفرسانِ 
وسقط الهنود 
شحنتْ سلاح الفرسان 
والهنود ماتوا 
أوه .. البلادُ فتيّة 
ولها إلهٌ بجانبها . 
.
آه .. الحربُ الاسبانيّة ـ الأمريكيّة 
لها يوم خاصّ 
كذلك الحربُ الأهليّة 
في وقتٍ مُبكّرٍ وضعت جانباً 
و أسماء الفرسانِ صنعتْ لكي تُنسى 
بالأسلحةِ في أيديهم 
والربُّ بجانبهم . 
.
أوه .. الحربُ العالميّة الأولى 
أغلقْ مصيرها 
لم أكن متفوّقاً 
لكنّي تعلّمتُ أن أقبلها 
أقبلها بفخرٍ 
لكي لا تُحصى الموتى 
حين يكون الرّبُّ معك .
.
عندما انتهتِ الحربُ العالميّة الثانية 
سامحنا الألمانَ 
وصرنا أصدقاء 
رغم أنهم قتلوا ستةَ ملايين 
وقاموا بشويهم في الأفران 
الألمانُ الآنَ 
أيضاً لديهم ربٌّ بجانبهم . 
.
تعلّمتُ أنْ أكره الروسيين 
طوالَ حياتي 
وإذا ما اندلعت حربٌ أخرى 
فهم الذين يجب أن تحاربهم 
لأجل أن نكرههم ولأجل أن نخيفهم 
ولأجل أن نركض ، ولأجل أن نختبئ 
ونقبل الحربَ بكلّ شجاعةٍ 
لأن الرّبّ بجانبنا .
.
لكن أصبح لدينا الآنَ أسلحةً كيميائيّة 
وإذا ما حاربناهم فنحن مجبورين 
أن نحارب كما يجب 
ضغطةٌ واحدة على الزّر 
واضربْ العالَمَ عرضاً 
أبداً لا تسألْ أسئلةً
حين يكون الرّبُّ بجانبك . 
.
في ساعاتٍ مُظلمةٍ 
كنتُ أفكّرُ بذلك 
السيّد المسيح غدرت به قُبلةٌ 
لكنني لا استطيع أن أفكّر عنكَ 
عليك أن تقرّر فيما إذا كان يهوذا الأسخريوطي * 
له ربٌّ بجانبه .
.
لذا أنا الآنَ حائر 
أنا ضعيفٌ مثل الجحيم 
الارتباك الذي أشعرُ به 
ليس له لسانٌ ليخبركم 
الكلماتُ تملأ رأسي وتسقط على الأرضيّة 
إذا كان الربُّ بجانبكَ 
سوف يوقف الحربَ القادمة .
ـــــــــــــــ
* يهوذا الإسخريوطي، احد تلاميذ المسيح الإثني عشر ويسمى أيضا بيهوذا سمعان الإسخريوطي، لقبه الإسخريوطي نستدل بأنهُ كان من مدينة قريوط أو قريوت تقع في جنوب مملكة يهوذا التي ذُكرت في العهد القديم .
***
الحلم رقم 115 لـ بوب ديلان / 
.
كنتُ راكباً فوقَ زهرةِ مايو 
عندما فكرتُ بأني أتجسّسُ على أرضٍ ما 
صحتُ على قبطانٍ عربيّ 
فهمتُ من جاء يركضُ إلى الطابق قائلاً 
" يا أولاد أنسوا أمر الحوت 
أنظروا إلى هناك 
أوقفوا المُحركاتِ
وغيّروا الاتجاه 
واسحبوا حبلَ الشراع "
أنشدنا اللحنَ 
مثلما ينشدُ كلُّ البحّارةُ 
حين يبتعدون في البحر .
" أعتقد أنّي سأسميها أمريكا "
قلتُ ذلك حالما ضربنا في البرّ 
أخذتُ نفساً عميقاً 
وقعتُ ولم استطع النهوض 
بدأ القبطانُ العربيّ يدوّن بعضَ الأعمال 
فقال : لنبني حصناً ومن ثمّ نشتري 
المكان مع المِسبحات " 
بعد ذلك جاء الشرطيُّ قادماً من الشوارع
مجنوناً مثل غوّاص 
ورمانا كلّنا في السجن 
لأننا نحملُ الحِراب .
أوه .. أنا تسرّبتُ خارجاً 
لا تسألني حتّى كيف 
ذهبتُ لأحصلَ على بعضِ المساعدة 
مشيتُ بمُحاذاة بقرةِ جيرنزي التي قادتني إلى 
أحياء " باوري " الفقيرةِ 
حيث الناس يحملون شعاراتٍ ويدورن هاتفين :
" امنعوا المُشرّدين "
قفزتُ مباشرةً إلى الحشد قائلاً :
" أرجو أنّي لم أكن مُتأخراً " 
حينها عرفتُ أنّني لم آكل لمُدّةِ خمسة
أيّام كاملة 
ذهبتُ إلى مطعمٍ باحثاً عن الطباخ 
أخبرتُهم أنّني مُحرّر كتابِ السلوك الشهير 
النادلةُ كانت مليحة 
كانت ترتدي جُبّةً من المسحوقِ الأزرق 
طلبتُ بعضَ الصودا ، قلتُ 
" هل بإمكانكِ عملَ الكرْنب ؟" 
وثم فجأةً انفجرَ المطبخُ بكاملة 
من الدهن المغليّ 
الطعامُ كان يطيرُ في كلّ اتجاه 
لقد غادرت من دون قبعتي . 
.
الآن ، لم أقصد أن أكون مُزعجاً 
لكن دخلتُ إلى مصرفٍ 
لكي أحصل على كفالةٍ للعربيّ 
وكلّ الأولاد في ظهر الدّبّابة 
سألوني عن بعض التأميناتِ 
ثم نزعتُ ملابسي الداخليّة 
بعدها رموني في الممرّ 
عندما جاءت الفتاةُ من فرنسا 
دعتني إلى بيتِها 
أنا ذهبتُ ، لكن كان لديها صديقٌ 
ركلني إلى الخارج وسَلَبَني جزمي 
وكنتُ مرّة أخرى في الشارع .
.
حسناً ، لقد طرقتُ باباً
فوق معرضهِ علمُ الولاياتِ المُتّحدة 
قلتُ ، " هل تقدر على مساعدتي 
لديّ أصدقاءٌ على الطريق " 
الرجل قال ، " أغربْ عن وجهي 
وإلا قطعتُ ضلعاً فضلعاً " 
قلتُ ، " أنتَ تعلم أنهم رفضوا المسيح أيضاً " 
قال ،" أنتَ لستَ المسيح " 
اغرب من هُنا قبل أن أحطّمَ عظامك 
فانا لستُ أباكَ "
قررتُ أن اعتقلهُ وذهبتُ أبحث
عن شرطيٍّ 
ركضتُ إلى الخارج 
وحلمتُ في دخل سيارةِ الأجرة 
خرجتُ من البابِ الآخر 
الرجلُ الإنجليزيُّ قال ، " القوات المُسلّحة البورونديّة " 
حالما رآني أقفزُ كالكلب المسعور من السياج 
وهناك عربة انتصب
واقفةً عند التقاطع من جهةِ البنايةِ 
دعاياتٌ عن الأخوّة 
ركضتُ عبر البابِ الأمامي 
كما يفعلُ بحّارُ الأفاق 
لكنها كانتْ صالة استقبالٍ للجنازات 
وسألني الرجلُ مَن أكون 
أجبتُه أن أصدقائي كلّهم كانوا في السجن ،
بإشارةٍ أعطاني بطاقته 
قال : " أتصلْ بي إذا ماتوا "
صافحتهُ وقلتُ له وداعاً 
ركضتُ إلى الشارع 
حينها نزلتْ كرةُ بولنج نحو الشارع 
ووقعتْ عند أقدامي 
كان الهاتفُ العموميّ يدقّ 
كان يضربُ في رأسي حين ألتقطه وقلتُ : أهلاً 
هذه القدم جاءت خلال الخطّ . 
حسناً ن في هذا الوقت كنتُ مُنزعجاً 
في أن أجرّبَ محاولةً 
لكي أحصل على أيّة مساعدة لأصدقائي 
ومعهم القبطان العربيّ 
قرّرتُ أن أنقرَ عُملةً معدنيّة 
تماماً مثل الرؤوس أو الذيول 
ثم أعرف فيك إذا كنتُ سأرجع إلى السفينة 
أم أرجع إلى السجن 
لذلك رَهَنْتُ ملابسي البحريّة 
علّ أن انقرَ العُملةَ 
جاءت ذيلاً وكانت مقفّاة بالأشرعة 
لذا عدتُ إلى السفينةِ .
.
حسناً ، أنا رجعتُ وأخذتُ الفطيرةَ 
تذكرة من السارية 
كنتُ أمزّقها إلى قصاصاتٍ 
عندما ذَهَبَ قاربُ خفرِ السواحل 
عائداً إلى الماضي سألني عن اسمي 
وأنا قلتُ " قبطان كِيْد " 
لقد صدّقوني ولكن أرادوا أن يعرفوا 
ماذا فعلتُ بالضبط 
قلتُ للبابا في " ايروك " * أنا كنتُ موظّفاً 
ثمّ تركوني أذهب بعيداً 
وهم كانوا مرعوبين .
.
حسناً ، أخرُ ما سمعتهُ عن العربيّ 
أنّه التصقَ على حوتٍ 
كان مُتزوّجاً من نائبِ شريفِ السجنِ 
لكن أكثر شيءٍ كان مُضحكاً 
عندما كُنتُ مغادراً الخليج 
رأيتُ ثلاثةَ سفنٍ مُبحرةً تسلك نفس طريقي 
سألتُ القبطانَ عن اسمه وكيف انّهُ لا يسوق شاحنةً 
قال أنّ اسمهُ كولومبس
قلتُ حينها : 
حظّاً سعيداً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* البابا في ( ايروك ) ليس اسماً حقيقيّاً بل للسخرية

ليست هناك تعليقات