
لم أستسلم للآلهة وقد دخلتُ غرفة العمليات وأنا جائع لكنني لم أستسلم للشيطان أيضاً.
أنا "سركون بولص" محفز صرخات المواليد ومبعث ألعابهم.
ما أجمل أنفاسي حين توقفت وأنا ببسمة تستعد ودونما حساب في البنك.
كانت الريح مسامرتي واليتامى نجواي ونادلة الحانة ذئبتي الوفية.
لكنني متُ وأنا انتظر حوالة الدولارات القليلة من لا أحد إلى لا أدري أين وكل فجر كنت أتذكر "الحبانية" وأبكي بينما كان القمر أخي إذ يغمرني بالحكايات كل مساء وعن حنيني يدافع.
أنا سركون بولص الذي لم يتأفف من الحياة رغم كل شيء.
نحات العطر واسكافي الجوهر ومبضع المسيرة وذروة الخرائط وهزة الجماع.
كنت أفرح من قمصاني وبناطيلي التي بلا جيوب وكانت كحة الغرباء ضميري وليس لي من ظل الآن بعدما صرت أكثر براءة هكذا وقد اكتشفت ُ بأن الموت لا يخلو من الأغاني.
أنا سركون بولص لطالما عرفتُ أن الشهامة توجد في أبناء الأزقة الضيقة وأن العمل عبودية وان للكسل طعم سكري كما تلمستُ العذوبة بحواسي وضرطتُ على
الايدولوجيا متحدثا مع نفسي في الطرقات حتى حسبوني مجنونا غير متخيلين أنني أترجم قصيدة جديدة أو اكتب قصيدة جديدة كلما مشيت.
كان الزحام وحدتي وقضيت حياتي في مهب الرمز واستطعت أن أحب السومرية والكنعانية
والسبئية والفرعونية والامازيغية والباشتونية والآرية والهندية الحمراء دفعة واحدة.
أنا سركون علانية السر والضجران كأنني الأزل.
ضاجعت الموانئ وعششت النوارس في أعصابي لكن خيط دم ظل يسيل من انفي حين تواءمت
والمجهول ورغم ذلك لم أتحسر.
فقط تمنيت من أصدقائي لو يقبروني وأنا ألبس حذائي لكنهم خونة: خونة ولم يعرفوا بأنني كنت اعرف بسرقتهم لقصائدي التي كانوا يقرؤونها علي ببلاهة بينما لم أحاول أن اجرح واحدا منهم في أي يوم.
أنا سركون البردان من شدة دفئي والذي تمرن على الموت بالكثير من الضحك.
أنا "سر- كون" ووحدي سلالتي وأحفادي وأرجوكم ممنوع الإزعاج الآن.
فتحي أبو النصر- من مجموعة موسيقى طعنتني من الخلف 2008