أحدث المنشورات

وسام الخطيب... كيف أشفى من حلب ؟!

كيف أشفى من حلب ؟!
عشت حياتي كلها في حلب، هذا شيء سمعتوه مني مراراً وتكراراً، حلب التي تواجه مصيرها وحيدة، وتباد عن بكرة أبيها، وتدمر دماراً شاملاً وساحقاً، لتعود إلى عصور ظلامية قديمة، سيقول لي البعض: صدعتي رؤوسنا بحلب، اطمئنوا، هذه المرة لن أشارك صوراً قاسية، ولن أطالبكم بفتح أعيونكم والصراخ، في الحقيقة الرؤية مؤلمة عندما تترافق بالعجز، وأصواتنا باتت بلا صدى، بل لم يكن لها صدى من الأساس، وبما أن المنظرين يقولون: إن الخلاص في الحروب يكون فردياً، فما زلت أواجه السؤال نفسه كل يوم يا أصدقائي: كيف أشفى من حلب ؟!
الكلام مع الآخرين لم يعد يطبطب على شروخ الروح.
الكتابة نافلة، مع أننا نمارسها كورعٍ أحمق، وكنت قد كتبت مقالاً عن علاقتي بالمكان في حلب، وسينشر قريباً.
البكاء؟ سأقتبس كلامي منذ يومين: " الوسادة التي جمعت دموعي تحولت إلى بحر"!
منذ شهر بدأت بالرقص، كلما اشتقت إلى حلب، أضع القدود الحلبية بصوت يمزق الأفق، ويصل إلى مسمع آخر عجوز ألماني شارف على فقد سمعه في هذه القرية وأبدأ بالرقص، من البدهي أنني لا أتقن الرقص، وأن رقصي طفولي ومثير للضحك، فقد أنفقت عمري ورأسي بين الكتب، هذا الأمر الذي رأيت الآن بوضوح شديد أنه كوّن كل هذه الأحزان المترفة، وهو ما تنافى مع مقولة: "اخشوشنوا فإن النعم لاتدوم"، الرقص كان هذه الـ : "اخشوشنوا" ، الرقص الخشن الذي يولّد عرقاً لزجاً من جلدي فأتخفف، أنا التي لم أتعرق طوال حياتي سابقاً بسبب مشاكل في بطء الاستقلاب! الرقص الرقص الذي حول كل هذا الحزن المترف إلى واقع خشن !

إرسال تعليق

أحدث أقدم
header ads
header ads
header ads