يحضرني أرشيف وجدتُه في كومة أوراقي، وهو: 1-محاضرة لجاك دريدا في المدرسة العليا للدراسات الاجتماعية في باريس، حضرتها وسجلتُ التاريخ (21 م...
يحضرني أرشيف وجدتُه في كومة أوراقي، وهو: 1-محاضرة لجاك دريدا في المدرسة العليا للدراسات الاجتماعية في باريس، حضرتها وسجلتُ التاريخ (21 مايو 1996)، قبل 20 سنة إذن، والتوقيت (من الخامسة إلى السابعة مساءً)، وكانت المحاضرة حول الوعد والحرية. إذا وضعتُ باللاتينية كلمتي "الوعد والوعيد"، إشارة إلى الأصول الخمسة لدى المعتزلة، فلأن في محاضرة دريدا، وإن كان بين الوعد (promesse) والوعيد (menace) "لاتجانس مطلق" (hétérogénéité absolue)، فإن الوعد كالوعيد، من حيث الاشتراك اللغوي والتشاكُل الأنطولوجي والمعرفي: أن يكون الوعد كالوعيد، صارماً، حازماً، مروّعاً، ضدَّ الأعاصير والثلوج والإكراهات والعوائق. إنه وعد يكون أو لا يكون. إنه وعد لأن علاقته بالحرية جوهرية: لن يكون الوعد سوى حرية، لأنه مقاومة ضد الإكراهات والعوائق؛ 2-مقال بالفرنسية كتبته قبل 21 سنة، وهو إجلال واحترام لدريدا الكائن في بختي بن عودة، دريدا "شخصاً مفهومياً" عند بختي بن عودة. ما سميته "انحمال" في العلاقة بين دريدا وغادامير، أن "ينحمل" أحدهما نحو الآخر، أن "يتحمَّل" أحدهما الآخر، أن "يحتمل" أحدهما الآخر، ينخرط هذا كله في الطريقة التي "يكون" فيها أحدهما في الآخر أو عند الآخر، شخصاً مفهومياً أو صديقاً واعداً. حمل بختي دريداً "شخصاً مفهومياً"، وحمل دريدا بختي "صديقاً واعداً" عبر الرسائل التي كان يتجوّل بها دريدا في الجغرافيات المتنوعة، لأنه أبى سوى أن تكون الرسائل المكتوبة، الكتابة إذن، عبارة عن جسد مسافر، يُسفر عن ذاته جسد-من-أجل-السفر. فلأن بختي لم يلتقي دريداً جسدياً، كانت الرسائل هي الجسد بالنيابة والخلافة، تصاحب دريدا، و"كأن" (comme si, als ob) بختي "مع" (معية) دريدا في السفر المُسفر عن الانحمال/الاحتمال.
فايسبوك
ليست هناك تعليقات