يقول فيليب سولرز وهو روائي ومفكر فرنسي مشهور: لو فاتني ديستويفسكي لما عدت لقرائته فيما بعد، بالطبع، هو هنا يبالغ من اجل توضيح فكرته.. ...
يقول فيليب سولرز وهو روائي ومفكر فرنسي مشهور: لو فاتني ديستويفسكي لما عدت لقرائته فيما بعد، بالطبع، هو هنا يبالغ من اجل توضيح فكرته..
من ناحيتي اعتقد ان الأجيال الجديدة، سوف لا تقرأ جواد علي مثلا، ولا تهتم لأرسطو، ولا تضيع وقتها مع هيجل الا ماندر، لان مصادر المعرفة تنوعت بشكل كبير والوقت اصبح ثمينا وفيه عناصر تسلية كثيرة، فهناك دراسة تقول: ان معدل دخول الشخص لصفحته في الفيس بوك هو كل 12 دقيقة.
فَلَو كان نيتشه حيا في زمننا، لوضع كتبه هنا على هيئة بوستات كما فعل مع اغلب مؤلفاته، التي هي بالفعل كانت عبارة عن بضعة جمل صغيرة مكثفة تشبه التغريدات في تويتر.
اهم المفكرين في عالمنا اليوم، يلقون محاضرات تبدأ بالنكات الخفيفة، وتمر بالحديث عن أحدث المسلسلات التلفزيونية، والصرعات الثقافية في حياة المدن الكبيرة ومن خلال ذلك يعبرون عن ارائهم بشكل مكثف وسريع.
عصر القراءة القديم انتهى، القاريء الحديث ليس لديه مزاح وقدرة على قراءة كل شيء.
اذا لم تكن مختصا بالفلسفة فلا تقرأ سقراط وأفلاطون وأرسطو وديكارت وبيكون وكانت وهيجل وفيورباخ .. نصيحتي ان تبدأ من نيتشه مثلا ، لان الفلسفة بعده لم تعد كما كانت قبله.
واذا لم تكن مختصا بالعلوم، فلا تقرأ نظريات علمية، اقرأ اخبارا وتقارير مبسطة عنها وهذا يكفي.
واذا لم ترغب في ان تصبح مورخا، فلا تقرأ تاريخ الطبري والبلادزي وابن سعد مثلا، كتاب (قصة الحضارة) يغنيك عن كل التاريخ، وهكذا، اقرأ كل ما هو متاح أمامك ولا يستنفد وقتك.
في مجال الرواية، لا يمكنك في هذا الزمن ان تقرأ كل شيء ايضا، لكل روائي عظيم اقرأ واحدة او اثنتين من رواياته.. القراءة طبعا هي واحدة من فنون الحياة اللذيذة، ولكنها ليست كل الحياة اللذيذة، هناك الموسيقى والفن التشكيلي ومباهج التسكع في الطرقات، ولا تنسى ان تضحك كل يوم ساعة واحدة في الأقل، الحياة بحد ذاتها نكتة كبيرة تدعونا للقهقه والسخرية العظيمة التي يتميز بها الانسان عن سائر المخلوقات الجادة.. اضحك من كل قلبك دع الاخرين يسمعون ضحكتك>
ليست هناك تعليقات