محمد عبد الحميد بيضون: اغتيال الكاتب ام اغتيال المنطقة؟

alrumi.com
By -
0

اغتيال الكاتب (الكاتب وليس المُستٓكتٓب المرتزق) هو انتزاع جزء مهم من روح الشعب ومن قلبه ٠هو جريمة همجية تنزل بمرتكبيها الى أسفل درجة من درجات الحثالات وتجعل الأمة ترتجف وتدمع لأن جزءاً من مستقبلها تم اغتياله مع اغتيال الكاتب٠
طبعاً مناسبة الكلام هو جريمة اغتيال الكاتب ناهض حتّر في عمَّان في مسار النكبة التي تحل في منطقتنا والمناسبة نفسها تضع أمامنا لائحة أولية بإغتيالات يجب النظر اليها بعمق والعمل على اقتلاع جذورها ومنابتها:
أولاً : اغتيال العقل في ايران٠
ثانياً :اغتيال الربيع العربي٠
ثالثاً : اغتيال الانسان في العراق٠
رابعاً :اغتيال الشعب في سوريا٠
خامساً : اغتيال الدولة في لبنان٠
هذه الاغتيالات سلسلة واحدة اساسها تصدير المذهبية والطائفية الذي تقوم به ايران لضمان امتداد نفوذها وتوسعها الإمبراطوري الكاريكاتوري وأداتها الرئيسية او الوحيدة هي تشكيل وتمويل وتدريب الميليشيات حيث طالت أيديها ٠
الميليشيات من الحرس الثوري الإيراني قامع الثورة الخضراء مروراً بالحوثيين والميليشيات العراقية وصولاً الى ميليشيات الاسد وحزب الله الى الميليشيات التي نشأت في كنف المخابرات الايرانية والسورية وبرعايتها من أمثال داعش والنصرة وغيرها،هذه الميليشيات هي التي تغتال المنطقة وتفكك دولها و ترتكب ابشع المجازر بشعوبها ولا علاج او استقرار او ازدهار للمنطقة الا بإنهاء هذه الميليشيات ونزع سلاحها تمهيداً لسيادة الدستور والقانون وليس شريعة الغاب٠
لا ننسى ان ربيع تونس نجح لأن تونس لم تعرف الميليشيات وأحزابها رفضت منطق الميليشيات رغم محاولات ايران الحثيثة لتشييع قسم من اَهلها كبداية لتشكيل الميليشيا٠
الأهم ان المنطقة تعيش اليوم على وقع ما يُسمى "الحرب على الاٍرهاب " والمواطن فريسة التضليل الإعلامي والسياسي ينسى ان شعار الحرب على الاٍرهاب هو أصلاً شعار إسرائيلي كان الهدف منه طمس الهوية الفلسطينية وإخفاء الهدف الأصلي للحرب وهو إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره اي الشعار منحوت لأجل اخفاء الهدف من الحرب٠
اليوم أيضاً "الحرب على الاٍرهاب " شعار تضليلي يخفي أهداف الحرب وهي توسيع نفوذ ايران والبعض يقول هزيمة السنّة في العالم العربي ولا يعالج جذور المشكلة وهي تفكك الدول وغياب الدساتير والقوانين بفعل تواجد الميليشيات وانغماسها في افتعال الحروب الأهلية المذهبية٠
المهم هو اعلان الحرب على الميليشيات لأن كل ميليشيا هي منظمة ارهابية كونها تضع السلاح بوجه الدستور او بالأحرى تضع السلاح فوق الدستور كما يحصل في كل بلدان المنطقة٠الحرب على الميليشيات هو المدخل الحقيقي لضمان اعادة بناء المنطقة وضمان استقرارها اما الحرب على الاٍرهاب فليست سوى صيغة لإدارة الأزمات والتوازنات دون حلول٠

عن الفايسبوك
Tags:

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)