الإيمان البارد والإيمان المعتدل ؟! انا مسلم، ولدت هكذا في عائلة مسلمة، والإسلام واحد من اهم ثلاثة أديان سماوية مهمتها الجوهرية تقديم را...
الإيمان البارد والإيمان المعتدل ؟!
انا مسلم، ولدت هكذا في عائلة مسلمة، والإسلام واحد من اهم ثلاثة أديان سماوية مهمتها الجوهرية تقديم راحة معنوية للإنسان الذي يربكه قلق الوجود ومعنى الحياة .
الايمان أخذته عن امي، مثلما أخذت عنها لهجتي، تعلمت لهجات كثيرة وبعض اللغات، لكنني لا انطق مشاعري العميقة الا بلهجتها .
في حياتي كلها تقريبا، لم اصغ بعمق لرجل دين، ولم اقرأ كتابا في الفقه، ولم اتعامل مع احداث التاريخ بجدية، مثل اي انسان اخر، ترد في رأسي أسئلة عن " الله " وارتبك أمامها .. ثم أنساها في زحمة حبي للحياة وعظمة مباهجها .
حتى صادفت (ايمانويل كانت) اعظم فليسوف بتقديري وبفهمي المتواضع له ، وجدت ان "الله" ليس موضوعا للعقل، وإنما مادة للاخلاق . فاحتفظت بإيماني البارد في قلبي ، لم استخدمه مقياسا لتقييم الناس ، ولا وسيلة للاختلاف معهم ، إنما كعزاء شخصي ومعنوي عن وحشة الوجود وجدواه، لان الناس في اعتقادي هم (صنف واحد) خلقوا من (خلية) واحدة .
الايمان البارد لا يعني في قاموسي (الاسلام المعتدل ) الاسلام هو فهم بشري للدين ، والبشر بطبيعتهم يختلفون في فهم الامور ويتطرفون بها حسب مصالحهم وامزجتهم الشخصية .
لست متصوفا ، ولست ملحدا ، ولست بينهما ، انا انسان يحمل في قلبه شيئاً من الايمان ..
* على شاهدة قبره، طلب ايمانويل كانت ان يكتب :
"شيئان فقط يثيران اعجابي الدائم : السماء المليئة بالنجوم من فوقي والقانون الأخلاقي في قلبي "
انا ايضا مندهش كطفل، بالسماء المليئة بالنجوم، واندهش كثيرا كلما حدثوني عن عظمة الكون الذي يتمدد في اجزاء اللحظة، واندهش اكثر عندما اقرا عن الأكوان الموازية، واندهش اكثر واكثر عندما أصادف شخصا لا يتحرك على مسرح هذه الحياة، الا انطلاقا من قانونه الاخلاقي الراسخ في وجدانه ..
ليست هناك تعليقات