يحيى في مسرحيته الجديدة مع انجو ريحان،الصورة للمدن لكل مدينة فنانها الذي لا تخطئه العين، ولبيروت يحيى جابرها. من زمان، 1993 إن لم تخن...
![]() |
يحيى في مسرحيته الجديدة مع انجو ريحان،الصورة للمدن |
لكل مدينة فنانها الذي لا تخطئه العين، ولبيروت يحيى جابرها.
من زمان، 1993 إن لم تخنّي الذاكرة، في مجلة الناقد، قصيدة بعنوان "كلاشنكوف" موقعة باسم يحى جابر، وجدها اليافع الذي كنتُه مختلفة، دون أي دراية نقدية، فحفظ اسم شاعرها.
بعدها، والعالم ينسلخ من جلده السموميّ القديم، دون ندم، جاءت "عواصم من خطأ" ثم "كلمات سيئة السمعة"، و"الزعران"... وكل مرّة بيروت تشبه اسمها أكثر، مقبرة فيلة، آبار مردومة على أغانٍ وجثث.
جئت لأدرس في بيروت، ولم أستغرب البحر، ولا الأبنية التي تصدّعت ذاكرتها، وتبعثر النمش على وجهها في سنين الحرب، كأنني أقتفي خطواتي العتيقة في الفاكهاني وكراج درويش، وأشم في سوق اللحمة في صبرا نبوءة الرائحة، لذلك تعلمت باكراً الهروب في ليل الحمرا لإيفاء نذور الكؤوس.
كان بعض الأصدقاء يتهامس ونحن نعبر أمام الكوستا: يحيى جابر! بعضهم كان يقتحم طاولته ليسلم عليه. بعد سنوات، أو أيام، الأصدقاء أنفسهم يشتمونه: حريري.. بتعرف أديه قبض لما نظّم احتفالية 14 آذار... بتعرف .. بتعرف؟!
أنا أعرف الشاعر من بعيد، مثلما تنعكس شجرة في مرآة سيارة، ولا أجالسه، فلا مواضيع مشتركة بيني وبين الشعراء.
أبو زكريا الجميل لا منصب ولا مال، وهذا مريح كي أقول له احترامي دون شبهة التملّق. هذا الكلام فقط للذين: "قفزوا من بقعة الدم إلى بركة الحبر، وكانت القصيدة خشبة خلاصهم من وحل الأيديولوجيات والمعارك".
ليست هناك تعليقات