صحف عبرية
Sep 27, 2016
في 15 أيار 1948 اجتاحت الجيوش العربية بلاد إسرائيل بهدف القضاء على الكيان الصهيوني الشاب، الذي ولد لتوه. في هذا اليوم يحتفل في كل العالم العربي بالنكبة الفلسطينية، التي في اثنائها ترك نحو 700 الف عربي بيوتهم. احد النازحين كان الطفل محمود درويش، الذي أصبح لاحقا الشاعر الوطني الفلسطيني، الذي فرت عائلته إلى لبنان، وفي ظل المعارك تسللت عائدة إلى إسرائيل.
ومثل الاف العائلات الاخرى وجدت بيتها في قرية «البروة» مهدما، حيث اقيم على قسم من اراضيها كيبوتس يسعور وعلى القسم الاخر قرية احيهود الزراعية. وعندما ضاق عليها الوضع، ضربت خيمة لها في كفر ياسيف. وطور درويش مشاعر قوية ضد الاغلبية اليهودية السائدة، ونجح في أن يرفع إلى الورق احاسيسه القاسية.
قصيدة «بطاقة هوية» كتبها درويش في العام 1964. وتتوجه القصيدة إلى مندوب الحكم العسكري الإسرائيلي، الذي يرمز بالنسبة له إلى الاغلبية السائدة، اليهودية ـ الإسرائيلية، فيصب عليه كلماته الغاضبة، التي تمثل ابناء الاقلية العربية المسؤولة.
في يوم الاستقلال وفي يوم النكبة يصعد عشرات الاف العرب إلى البلدات المهجورة، التي توجد فيها اليوم بلدات يهودية، احياء، مناطق سكنية وحقول زراعية ويطالبون بالعودة، وهم يرفعون اعلام فلسطين وينشدون قصائد درويش. رفع أعلام فلسطين يجعل المطلب المدني في العودة إلى أرض الآباء والأجداد مطلبا وطنيا.
يدعو المتظاهرون إلى حرمان السكان اليهود الحاليين من بيوتهم، فقط بسبب كونهم يهودا يتواجدون على اراض شكلت مستقرا للعرب، في وقت من الاوقات. وبالمناسبة، كان في هذه البلدات ذات مرة صليبيون، يهود وقبلهم كنعانيون ايضا.
بشكل مشابه، يعلن عرب اللد، الرملة، حيفا، عكا ويافا ـ المدن المختلطة الخمسة ـ بانهم أبناء المكان الاصليين. هم السكان الاصليون، بينما المستوطنون اليهود ليسوا سوى غزاة، استعماريين. لو أجري استطلاع للسكان في هذه المدن لانكشف الامر: معظم السكان العرب في المدن المختلطة هجروها في حرب الاستقلال. إلى بعضها جاء نازحون من بلدات المحيط ممن تجمعوا فيها واستقروا إلى جانب الاقليات من أبناء البلاد ممن تمسكوا ببيوتهم.
واذا ما سألتم عن اسم عائلتهم فستكتشفون أصلهم: حلبي وحموي من سوريا، مصري ومصاروة من مصر، يماني من الهند ومغربي من مراكش. فقد هاجروا إلى هنا في اثناء القرن الـ 19، قبل سنوات من وصول المهاجرين الصهاينة الاوائل إلى البلاد. قسم كبير منهم جاء إلى البلاد في عهد الانتداب البريطاني واستقروا في قرى البلاد ومدنها.
ولكنهم سيقولون لكم انهم ابناء المكان، هم وأباؤهم، وانهم ابناء البلاد الاصليين ولهذا فإن اليهود الذين جاءوا اليها هم عصبة من الغزاة.
لقد كان قرار الأمم المتحدة في 1947 أهون الشرور بالنسبة للشعب اليهودي الذي تطلع إلى وطن قومي. والاصرار فقط على حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية سيمنع عودة في المستقبل إلى حدود التقسيم. فالحقوق الدينية والمدنية للاقلية العربية وفي اطارها للنازحين هي واجب من دولة إسرائيل لمواطنيها. ومن جهة اخرى، فإن الاستجابة لمطالب العودة والوطنية ستؤدي إلى قطع اقاليم الوطن وضمه إلى دولة فلسطينية مستقبلية، دولة ستنتشر بهذه الطريقة على معظم اراضي بلاد إسرائيل التاريخية.
واجبنا ان نتعرف على تاريخ الحاضرة العربية في إسرائيل كي نعرف كيف نتصدى بشكل ذكي للجهاز الإعلامي المتقن الذي يمارسونه كي يكسبوا لانفسهم حقوق الاصالة المتفردة. علينا أن ندفع إلى الامام بالاقلية العربية، فنحسن شروط حياتهم، ونعمل على دمجهم الحقيقي في منظومات الحياة بمساواة كاملة في الحقوق والواجبات، بل والعمل على اقامة حدائق للعلم والتكنولوجيا واحياء حديثة في البلدات العربية، ولكن علينا أن نوضح بالشكل الاكثر قطعا بان العودة إلى الايام ما قبل 15 ايار 1948 لا تحتمل ابدا.
ومثل الاف العائلات الاخرى وجدت بيتها في قرية «البروة» مهدما، حيث اقيم على قسم من اراضيها كيبوتس يسعور وعلى القسم الاخر قرية احيهود الزراعية. وعندما ضاق عليها الوضع، ضربت خيمة لها في كفر ياسيف. وطور درويش مشاعر قوية ضد الاغلبية اليهودية السائدة، ونجح في أن يرفع إلى الورق احاسيسه القاسية.
قصيدة «بطاقة هوية» كتبها درويش في العام 1964. وتتوجه القصيدة إلى مندوب الحكم العسكري الإسرائيلي، الذي يرمز بالنسبة له إلى الاغلبية السائدة، اليهودية ـ الإسرائيلية، فيصب عليه كلماته الغاضبة، التي تمثل ابناء الاقلية العربية المسؤولة.
في يوم الاستقلال وفي يوم النكبة يصعد عشرات الاف العرب إلى البلدات المهجورة، التي توجد فيها اليوم بلدات يهودية، احياء، مناطق سكنية وحقول زراعية ويطالبون بالعودة، وهم يرفعون اعلام فلسطين وينشدون قصائد درويش. رفع أعلام فلسطين يجعل المطلب المدني في العودة إلى أرض الآباء والأجداد مطلبا وطنيا.
يدعو المتظاهرون إلى حرمان السكان اليهود الحاليين من بيوتهم، فقط بسبب كونهم يهودا يتواجدون على اراض شكلت مستقرا للعرب، في وقت من الاوقات. وبالمناسبة، كان في هذه البلدات ذات مرة صليبيون، يهود وقبلهم كنعانيون ايضا.
بشكل مشابه، يعلن عرب اللد، الرملة، حيفا، عكا ويافا ـ المدن المختلطة الخمسة ـ بانهم أبناء المكان الاصليين. هم السكان الاصليون، بينما المستوطنون اليهود ليسوا سوى غزاة، استعماريين. لو أجري استطلاع للسكان في هذه المدن لانكشف الامر: معظم السكان العرب في المدن المختلطة هجروها في حرب الاستقلال. إلى بعضها جاء نازحون من بلدات المحيط ممن تجمعوا فيها واستقروا إلى جانب الاقليات من أبناء البلاد ممن تمسكوا ببيوتهم.
واذا ما سألتم عن اسم عائلتهم فستكتشفون أصلهم: حلبي وحموي من سوريا، مصري ومصاروة من مصر، يماني من الهند ومغربي من مراكش. فقد هاجروا إلى هنا في اثناء القرن الـ 19، قبل سنوات من وصول المهاجرين الصهاينة الاوائل إلى البلاد. قسم كبير منهم جاء إلى البلاد في عهد الانتداب البريطاني واستقروا في قرى البلاد ومدنها.
ولكنهم سيقولون لكم انهم ابناء المكان، هم وأباؤهم، وانهم ابناء البلاد الاصليين ولهذا فإن اليهود الذين جاءوا اليها هم عصبة من الغزاة.
لقد كان قرار الأمم المتحدة في 1947 أهون الشرور بالنسبة للشعب اليهودي الذي تطلع إلى وطن قومي. والاصرار فقط على حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية سيمنع عودة في المستقبل إلى حدود التقسيم. فالحقوق الدينية والمدنية للاقلية العربية وفي اطارها للنازحين هي واجب من دولة إسرائيل لمواطنيها. ومن جهة اخرى، فإن الاستجابة لمطالب العودة والوطنية ستؤدي إلى قطع اقاليم الوطن وضمه إلى دولة فلسطينية مستقبلية، دولة ستنتشر بهذه الطريقة على معظم اراضي بلاد إسرائيل التاريخية.
واجبنا ان نتعرف على تاريخ الحاضرة العربية في إسرائيل كي نعرف كيف نتصدى بشكل ذكي للجهاز الإعلامي المتقن الذي يمارسونه كي يكسبوا لانفسهم حقوق الاصالة المتفردة. علينا أن ندفع إلى الامام بالاقلية العربية، فنحسن شروط حياتهم، ونعمل على دمجهم الحقيقي في منظومات الحياة بمساواة كاملة في الحقوق والواجبات، بل والعمل على اقامة حدائق للعلم والتكنولوجيا واحياء حديثة في البلدات العربية، ولكن علينا أن نوضح بالشكل الاكثر قطعا بان العودة إلى الايام ما قبل 15 ايار 1948 لا تحتمل ابدا.
يحيئيل شيفي
إسرائيل اليوم 26/9/2016
إسرائيل اليوم 26/9/2016
عن القدس العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق