عن الفايسبوك
بعد اربعة ايام وثلاثة ليال في البحر عدت قبل قليل الى الضيعة. الطقس كان ممتازا، حرارة بين ٣٠ و٣٤ درجة وسرعة الريح، صباحا بين ٢٠ و٣٠ كيلو متر في الساعة وفي نهاية اليوم ٤٠ الى ٥٠ كيلومتر ساعة . اي امضينا وقتا ممتعا، ولكن لم يكن في حوزتنا الا الروزيه والبيرة. اما الان في البيت، هذا اول ويسكي، هو اشتقلي وانا بالاكثر!
فكرت وانا اقرأ الانترنيت بالحملة لمنع السهرات والغناء والرقص والشرب في صيدا وفي بعض قرى الجنوب. حقيقة فكرت فيهم وزعلت للوقت الضائع من دون غناء وشرب ورقص. فكرت بتاريخ الالهة عند الرومان.
كان اسمه باكشوكس. اله السهر والشرب. كان حتى فيه، على مستوى عامة الناس ، جماعات تؤمن به وتحكي روايات عنه، عن عجائبه. العامة آمنت، كعامة، بوجوده. اما فئة الحكام ، بالمعنى الواسع، كانت تفضل الروايات، وتتداولها في سهارتهم. هذه الفئة احبته، لانها كانت تمتهن السهرات، للمتعة بالطبع، ولكن ايضا للوجاهات، لان الغني، الذي هو صاحب نفوذ وثقل، لازم يسهر على متعة محيطه والعامة لاستمرار نفوذه ، وبالاكيد ثقله، والرومان الاغنياء، في ذلك الزمان، كان ثقلهم الجسدي يعبر عن ثقلهم السياسي الاقتصادي، عكس ما هو الحال في زمننا الحالي .
باكشوكس غير هيرقل . هذا الاخير كان اله الفضيلة والفلسفة ، بمعنى العاقل . بعكس المعممين في شرقنا . كان هيرقل لا يتدخل بما يقوم به باكشوكس، بل كان يتفهم ، بحكم الفضيلة والفلسفة ، دور باكشوكس، وحب الناس له وللروايات التي كانت تروى بلذة وتسمع باصغاء شديد الاحساس ككل من يشعربنشوة السكر وصدى الغناء وحرارة الاجساد. الفضيلة ، بهذا المعنى ، وفي ذاك الزمان ، لم تكن في تناقض مع اللذة . كانت مكملة .